صناعات وطنية تخشى الإفلاس… ¿



دخلت الصناعة اليمنية الخفيفة في المواد الغذائية المصنوعة من دقيق الذرة أو مستخلصات البطاطس كالبفك والشبس بأنواعه ونكهاتها وبعض الحلويات والكيكات التي تباع بعشرة ريالات ومادون ذلك مرحلة متقدمة من المنافسة مع بعضها البعض من جهة ومع الصناعات المستوردة الخارجية من جهة أخرى ويخشى على نطاق واسع أن تتعرض لانتكاسة تودي بها للإفلاس والإغلاق قريبا فهي في صراع مع البقاء.

بدأت الصناعات الغذائية الخاصة بالأطفال بالظهور منذ بداية الثمانينيات واتسمت برخص ثمنها وجودتها في نفس الوقت كالبفك والشبس بنكهات متعددة واستمر الحال إلى الآن حتى وصل سعرها لعشرة ريالات لكن مع ارتفاع تكلفة الإنتاج بات مسألة الاحتفاظ بهذا السعر صعبا فمن جهة الأطفال في القرى والأرياف وأحياء الفقراء يجدون ضالتهم بالعشرة ريالات فيما يخاف المصنعون من فقدان زبائنهم من الأطفال وغيرهم إن هم رفعوا السعر إلى 15 ريالا وهكذا تزايدت المشكلة.

التنافس
أضحى التنافس على ما يحصل عليه الأطفال من هدية يومية من والديهم هي المقصد لهذه الصناعة لكن ما يميزها عن غيرها أنها من فئة عشرة ريالات وخمسة ريالات الأمر الذي يجعلها مثار شفقة في المنافسة مع بضائع أخرى قادمة من الخارج فالعشرة ريالات كما يقول عبد الله الرويحي وكيل مصنع للشبس بصنعاء لم تعد مجدية حيث أن تكلفة الإنتاج مرتفعة بالإضافة إلى التغليف والتسويق فالمصنع يبيع الشدة فئة 40 حبة بـ320 ريالا وتاجر الجملة يبيعها لتاجر التجزئة بـ330 ريالا .

أنواع
هناك نحو 30 صنفا من البفك والشبس فئة عشرة ريالات تتواجد في السوق وهذه الأصناف تدخل في منافسة بعضها البعض بقوة لدرجة أن منتجا ما قد يستحوذ على السوق فترة من الشهر ويعود الآخر للمنافسة بعد بضعة أيام ومن اللافت للنظر أن بعض الأنواع تتوقف عن الإنتاج لفترة محددة فتدخل أخرى السوق كما تقوم في أحيان أخرى بإنزال نوع جديد وبشكل مختلف وهكذا يتسم السوق باستقبال أصناف جديدة كل يوم رغم إحداثها أضرار بنظيراتها الأخرى دون مبالة.

الخمسة
يجد التجار في بقالات التجزئة صعوبة في توفير بضائع أبو خمسة ريالات للأطفال خصوصا في القرى والحارات لذوي الدخل المحدود والفقراء لكن مجموعة من الصناعات الوطنية لاتزال تكافح للبقاء في السوق كانواع من المنتجات الغذائية من الدقيق والذرة منكهة بطعم منتجات بحرية (الجمبري )استطاعت الاستمرار في جلب منتج غذائي بخمسة ريالات وأخرى كاللبان والمليم الصغير حيث تتعرض لضغوط للبقاء بنفس السعر منذ سنين ومع ذلك تكافح بطريق مثيرة .

الجودة
يشير الأخ حسن الكبوس رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة وصاحب مصنع مشهور في صناعة البفك والشبس إلى أن هناك أصناف يمنية عالية الجودة حيث يتم استخدام أجبان من ماركات عالمية انجليزية وهولندية وزيوت ماليزية عالية الجودة وتحظى الصناعة اليمنية بشهرة للدول التي تصدر اليها في دول الجوار ويضيف أن الأسعار الحالية نقدمها للسوق اليمنية ونحن لانطمح للربح فالباكت يباع للمستهلك بعشرة ريالات ومستوى الربح لدينا بسيط جدا في ضوء تكلفة الإنتاج المرتفعة .
ويوافقه الرأي رجال الأعمال أنور جار الله -صاحب مصنع للأغذية الخفيفة- بقوله: لم يعد المنتجون ينتجون سوى للمحافظة على صنفهم وماركتهم فقط حيث أن تكلفة الإنتاج تزيد في الكثير من الأحيان على تكلفة البيع ويشير إلى أن المصانع الوطنية الرسمية ملتزمة بأنظمة الجودة والمواصفات والمقاييس المعتمدة وهؤلاء يتعرضون لمنافسة من قبل ضعاف النفوس الذين ينتجون في بدرونات بدون ترخيص ولا جودة ولامنتج حقيقي.
صناعة الشبس والبفك
توجد في اليمن رسميا 16 منشأة صناعية للبفك والشبس أبو عشرة ريالات وهذه المنشآت تقوم بتوفير مئات الأصناف من البفك والشبيس بقيمة عشرة ريالات حيث يجد الأطفال فيه ضالتهم لرخص ثمنه وقيمته الغذائية ويعد هذا البفك أهم منتجات الصناعات الغذائية اليمنية الخفيفة حيث استطاع البقاء محافظا على سعره رغم تراجع وزنه من 29 جراما الى مادون 20 جراماٍ خلال السنوات الثلاث الماضية وهذا هو سر البقاء حيث يلجأ المصنعون لتخفيف الوزن في مواجهة التكلفة مما جعل السعر يستقر عن 10 ريالات .

قيمة الإنتاج
يعمل بمصانع البفك والشبس حوالي 500 عامل حققت إنتاجا بقيمة 3 مليارات و54 مليون ريال وحصل العاملون على تعويضات بقيمة 294 مليون ريال ونظراٍ لأن مستلزمات الإنتاج في معظمها مستوردة فقد بلغت مستلزماتها السلعية مليارين و422 مليون ريال فيما بلغت المستلزمات الخدمية للانتاج 71 مليون ريال وبرغم المنافسة فإن هذه الصناعة حققت قيمة مضافة تصل إلى 561 مليون ريال أي أن كل منشآة حققت ربحا بمقدار 35 مليون ريال تقريبا فيما بلغ فائض التشغيل للكل نحو 200 مليون ريال.

منتجات مستوردة
عدم استطاعات المنتجات الوطنية المنافسة والبقاء في الأسعار عند خمسة ريالات وعشرة ريالات مما جعل آخرين يلجأون إلى الدول الآسيوية ولعل أشهرها الصين حيث دخلت منتجات تفوق الخيال بعضها في شكل مسحوق وأخرى في أشكال رضاعات وفقاعات ومشروبات وبعضها في شكل جيلي لكن مستوى جودتها ليس كما يجب حيث لا تخلو من الألوان الصناعية والمنكهات وغيرها من المواد غير المطابقة للمواصفات لكن لرخص ثمنها يغرقون السوق بها.

قد يعجبك ايضا