سياسة فرض العقوبات

إسكندر المريسي –
بحسب مصطلحات الموسوعة السياسية فإن فكرة “العقوبات” بحد ذاتها يهودية محضة¡ أول من استخدمها الصهاينة على أرض فلسطين المحتلة ضد عرب 1948م وذلك بعد إعلان وجود الكيان الصهيوني – تلى ذلك فيما بعد تعميم مصطلح تلك العقوبات واعتبارها أهم سلاح فعال لدى القوى الدولية.
لذلك فإن الدافع الأساسي الذي يقف وراء فرض العقوبات الغربية على الدول الإسلامية وخاصة إيران على علاقة وثيقة بالسياسة الخارجية لتلك الدولة وبالذات لدعمها المستمر والمتواصل لحركات المقاومة المناوئة للكيان الصهيوني¡ وبالتالي لا علاقة إطلاقا◌ٍ للعقوبات الغربية المفروضة على الشعب الإيراني كما يعتقد البعض بالبرنامج النووي لإيران¡ فذلك مجرد ذريعة ليس إلا.
فقد سبق لقوى غربية وأن طلبت من سوريا عبر أطراف عربية وكذلك من حركة المقاومة الإسلامية حماس أن تفك الأولى تحالفها الاستراتيجي مع طهران مقابل عودة جيشها إلى لبنان مع ضمان تقديم المساعدات الاقتصادية لدمشق¡ لكن سوريا رفضت ذلك العرض فحدث نتيجة ذلك الرفض ما تتعرض له دمشق في الوقت الحاضر من مؤامرات خارجية¡ على صلة بتحالفها السياسي مع تلك الدولة الإسلامية¡ ولا علاقة لذلك بالبرنامج النووي الإيراني¡ وكذلك بالنسبة لحماس فهي حركة تحرر ومقاومة وليس لديها أي طموح نووي سبق لها وأن طلب منها لكي لا تكون كذلك حركة تحرر ومقاومة ضد العدو الصهيوني أن تفك تحالفها السياسي مع طهران ودمشق.
ووفقا◌ٍ للاستنتاج السياسي فإن القوى الغربية لن ترفع عقوباتها الاقتصادية المفروضة على إيران سواء تقدمت نتائج المباحثات النووية معها أم تعثرت¡ لأن طبيعة تلك العقوبات الاقتصادية ليست نتيجة لبرنامجها النووي¡ وإنما سبب مباشر في مساندتها لحزب الله وحركة المقاومة الفلسطينية وسوريا.
وما يؤكد حقيقة ذلك مجموعة رسائل غير معلنة بحسب معلومات مؤكدة سبق وأن تلقتها القيادة السياسية في إيران من قوى غربية قبل وبعد المباحثات النووية مفادها إن إلغاء العقوبات المفروضة عليها عمل مرهون بأنهاء تحالفها مع سوريا¡ وكذلك ضرورة وقف دعمها لحركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين ولبنان.
وهو ما يعني بأنه لا توجد علاقة لتلك المطالب بشأن برنامج إيران النووي¡ الذي ثبت بأنه لا يحتوي على أي بعد عسكري يوجب تزايد القلق الغربي من تطور ذلك البرنامج¡ علما◌ٍ بأن التهديدات المتكررة لتل أبيب بضرب منشأت إيران النووية على خلفية دعم طهران لتلك الحركات المناهضة للكيان الصهيوني¡ وإنما تتذرع تل أبيب بذلك البرنامج¡ فيما أساس المشكلة الصراع مع الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة.

قد يعجبك ايضا