اليمن تحتفل اليوم بالمولد النبوي الشريف

* تحتفل اليمن مع سائر بلدان المسلمين بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم الذي يصادف اليوم الـ12 من ربيع الأول من كل عام وبهذه المناسبة تشهد العاصمة صنعاء احتفالا مركزيا سيقام اليوم في مقر حديقة 21 سبتمبر كما ستقام احتفالات مماثلة في عموم المحافظات ابتهاجا بهذا الحدث الديني العظيم.
من المقرر أن يتضمن الاحتفال المركزي الذي سيقام في حديقة “21 سبتمبر” بأمانة العاصمة الخطابات التوجيهية لعدد من العلماء والأكاديميين والعديد من الفقرات الانشادية والشعرية .
وكانت الألعاب النارية قد اضاءت سماء العاصمة صنعاء مساء أمس الجمعة احتفالاٍ وابتهاجاٍ بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
وشهدت فعالية إطلاق الألعاب النارية من أكثر من موقع, تمركز في محيط أمانة العاصمة صنعاء تشكيلات متنوعة وكثيفة أحالت مساء الجمعة فجراٍ متوهجاٍ بالأضواء الفرائحية.
وتابع سكان العاصمة صنعاء الاحتفالات الضوئية من على أسطح مساكنهم وفي الساحات العامة طوال نحو ساعة متواصلة وسط أجواء يسودها الابتهاج بذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم.
ووفقاٍ لمصدر في اللجنة التحضيرية للاحتفال فقد وجهت دعوات لمختلف القوى والفعاليات السياسية والمدنية والمجتمعية لحضور الاحتفال والمشاركة في فعالياته الخطابية والفنية الإنشادية المتنوعة.
في المقابل أوضح لـ “الثورة” مصدر اللجنة الإعلامية أنها استكملت تجهيزات بث وقائع الاحتفال على الهواء مباشرة عبر قناة بث متاحة لجميع القنوات التي ترغب في مشاركة البث ونقل الحفل مجاناٍ.
من جهتها أكدت أجهزة الأمن واللجان الشعبية واللجنة الأمنية للاحتفال اتخاذها التدابير الأمنية والاحترازية اللازمة لتأمين موقع الاحتفال وضمان انعقاده من دون أي مشكلات أو حوادث.
وكانت وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة لشرطة السير أكدت لـ “الثورة” إقرارها خطة خاصة لتنظيم حركة السير في العاصمة صنعاء ومحيط موقع الاحتفال “بما يضمن التنقل بيسر وسلاسة”.
وقد شهدت العاصمة صنعاء استعدادات واسعة كغيرها من بقية المحافظات اليمنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف على صاحبها وآله وأصحابه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
حيث يحرص أبناء العاصمة صنعاء على إظهار ملامح الفرح والابتهاج بحلول هذه المناسبة العظيمة من خلال القيام بتنفيذ حملات تزيين وتنظيف وطلاء للأرصفة .. العاصمة صنعاء ارتدت حله خضراء واكتست شوارعها بالاعلام الخضراء والبيضاء تْرفرف في معظم الشوارع والأحياء فيما تْزين أرصفة الشوارع بالطلاء الأخضر والأبيض ما جعل منها لوحة إبداعية جميلة جعلت لأحياء العاصمة وشوارعها شكلاٍ جذاباٍ أكثر من ذي قبل .
هذه الحملات والأنشطة التي يقوم بها السكان من أهالي أحياء العاصمة زادت جمال العاصمة جمالاٍ خصوصاٍ أحياء صنعاء القديمة التي شهدت حمله تزيين كبيرة نفذها أهالي الأحياء بمبادرة ذاتية وجهود طوعية تعبيراٍ عن احتفائهم وفرحهم بحلول ذكرى مولد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله .

الأضواء والقناديل الليلية المْغلفة بعضها باسم نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشعار المناسبة أضافت للعاصمة صنعاء وأحياءها مشاهد جمالية رائعة .
مواطنون أيضاٍ بادروا إلى تعليق لافتات وقاموا بتزيين سياراتهم ومركباتهم بالطلاء الأخضر تعبيراٍ منهم عن الفرح والابتهاج بقدوم المناسبة .
من جهة أخرى تصدح الأناشيد النبوية المعبرة عن المناسبة في معظم المدن والأحياء بمختلف المحافظات اليمنية في مشهدُ يوضح عْمق ولاء وارتباط اليمنيين بالنبي محمدُ صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وتعبيراٍ عن فرحتهم بقدوم ذكرى ميلاده العطرة .
هذا وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد ومكتبها في أمانة العاصمة نظمت بالتعاون مع بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن مساء أمس بالجامع الكبير بصنعاء احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف تحدث فيه مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد إبراهيم حسن عن ذكرى المولد النبوي الشريف والبشائر العظيمة لميلاده صلى الله عليه وسلم والتي مثلت محطة ايمانية هامة في تاريخ البشرية.
فيما استعرض أصحاب الفضيلة العلماء عضوا بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن الدكتور الباز الدميري وصلاح ناجي السيد وإمام الجامع الكبير إبراهيم الرقيحي والشيخ فؤاد ناجي ما كانت تعيشه البشرية قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من صنوف الزيغ والتخبط والضلال وكيف استطاع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن يؤلف القلوب وينير الأبصار وينقي العقول ويشحذ العزائم ويرفع الهمم قال تعالى ” وِاذúكْرْوا نعúمِتِ اللِه عِلِيúكْمú إذú كْنúتْمú أِعúدِاءٍ فِأِلِفِ بِيúنِ قْلْوبكْمú فِأِصúبِحúتْمú بنعúمِته إخúوِانٍا ” .
وأوضحوا أهمية احياء هذه المناسبة الدينية في قلوب المسلمين وتذكيرهم بالقيم والمبادئ الفاضلة التي علمنا إياها وأرشدنا إليها الحبيب صلى الله عليه وسلم قال سبحانه وتعالى ” لِقِدú كِانِ لِكْمú في رِسْول اللِه أْسúوِةَ حِسِنِةَ لمِنú كِانِ يِرúجْو اللِهِ وِالúيِوúمِ الúآِخرِ وِذِكِرِ اللِهِ كِثيراٍ “.
ولفت العلماء إلى السجايا العظيمة والأخلاق العالية للنبي صلى الله عليه و آله وسلم معتبرين ميلاده ميلاد أمة جديدة في حياتها وعقيدتها وثقافتها وحضارتها وكذا بناء الدولة الإسلامية والنظام الأخلاقي والإنساني القائم على العدل والمساواة وحقوق المرأة والطفل وتحرير الناس من عبودية العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.
وأشاروا إلى التحولات التي حدثت بميلاد الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام في الحياة الانسانية وما كان عليه العباد قبل الرسالة الاسلامية الخالدة من اختلاف وتمزق ووأد للبنات وجهل في عبادة الاشجار والأحجار ولما بعثه الله أرسى صلى الله عليه وسلم دعائم الاخوة والتسامح في دين الله.
واستذكر العلماء الدروس والعبر لذكرى ميلاد سيد البشرية والتغيرات التي أحدثتها رسالته وكذا البشائر العظيمة التي واكبت ميلاد سيد البشرية ومنها اهتزاز ايوان كسرى و إخماد نار فارس وانتكاس الاصنام وإهلاك اصحاب الفيل وجنوده تكريما للحبيب صلى الله عليه وسلم.
وتطرقوا إلى واقع الأمة وما آلت إليه في المرحلة الأخيرة من ضعف وتفرق وهوان جعلها مطمعاٍ للعدو الذي يتربص بها الدوائر.. مشددين على أهمية دور الدعاة والمرشدين والخطباء وأئمة المساجد في الدعوة الى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والسير على المنهج الذي أرساه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي جامع قبة المتوكل نظمت ندوة دينية عن ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم أحياها عدد من أصحاب الفضيلة العلماء مؤكدين أهمية ايقاظ الهمم وتذكير الأمة بمولد هادي البشرية ومنقذها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام وحثهم على الإقتداء بسنته والاهتداء بهدية سيما في ظل ما تشهده الأمة اليوم من انقسام في صفوفها وحاجتها للتمسك بكتاب الله وهدي نبيه الكريم.
وأكد عضوا بعثة الأزهر الشريف لدى اليمن الدكتور أيمن عبدالعزيز حشيش والدكتور عادل عبد اللطيف على ضرورة أن تستلهم الأمة من هذه الذكرى العظيمة الدروس والعبر التي أرسى معالمها المؤسس والمعلم الأول لها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والاستفادة من هديه وسيرته الحافلة بالعظات والعبر.
وشددا على ضرورة التزود بالتقوى وتجسيد الالتزام الصادق الذي يجعل الإنسان يقف عند حدود الله بعيدا عن المنكرات وكل مسببات الفتن والفساد.. داعين إلى الاصطفاف الوطني وتعميق ثقافة المحبة والإخاء ونبذ العنف والتطرف والإرهاب والابتعاد عن ثقافة الكراهية والحقد وتعزيز الولاء والانتماء الوطني والوسطية والاعتدال.
وحث العلماء أبناء الأمة على الاعتصام بحبل الله المتين والحياة على المنهج الرباني والتمسك بالوحدة والاهتمام بالتربية الحسنة للأجيال وغرس روح الإسلام في نفوس الأطفال والشباب وتعزيز التكافل والتراحم فيما بينهم عملا بقوله سبحانه وتعالى ” وِمِا آِتِاكْمْ الرِسْولْ فِخْذْوهْ وِمِا نِهِاكْمú عِنúهْ فِانúتِهْوا وِاتِقْوا اللِهِ إنِ اللِهِ شِديدْ الúعقِاب “.
وابتهل العلماء إلى الله العلي القدير أن يهدي الأمة إلى الصواب ويرشدها إلى الحق والعدل وأن يحقن دماء المسلمين في كل مكان و يحفظ الجميع من كل سوء ومكروه وفتنة وبلاء وأن يوفق ولاة أمور المسلمين إلى كل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه.

قد يعجبك ايضا