-لا أعلم رئيس دولة في العصر الحديث يبدي هوسه بالمال، ومسكون بداء العظمة كما هو حال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
-أحاط نفسه بمسؤولين في إدارته الحالية ممن لا يجيدون غير تمجيده والثناء على إنجازاته الخارقة ولا ينفكون يسوقونها للعالم على أنها غير مسبوقة في التاريخ.
-لا يوجد رئيس في العالم يستغل منصبه لجني الأموال ويجاهر بذلك على الملأ أكثر من ترامب وليس هناك من يدعي الذكاء المطلق والتفوق الواسع على أقرانه ويستخف بكل قادة الدول كما يفعل الرئيس إياه.
-هذا الطاغية المهرّج يسوّق نفسه اليوم على انه رجل السلام الأول على كوكب الأرض وهذا ما يردده الببغاوات من مسؤوليه ليل نهار، فيزعم انه أوقف ثماني حروب عالمية في تسعة أشهر فقط من ولايته الرئاسية الثانية الزاخرة بالأعمال العظيمة على كافة المستويات وبعض من هذه الحروب ترجع – كما يقول – إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام ولم يقر له بهذا “الإنجاز” الغريب غير أصدقائه الصهاينة عندما حل ضيفاً عليهم محفوفاً بالتصفيق الحار والممجوج في مبنى الكنيست الأسبوع الماضي.
-بدا واضحاً من كلام ترامب، أن الرجل يتمتع بثقافة صفرية وأنه لم يقرأ في حياته كتابا واحدا ولا علم له ولا دراية إلا فيما يتعلق بشؤون الصفقات والمقاولات ولا يمتلك أدنى خلفية عن تاريخ الشعوب والبلدان ليسارع إلى منح كيان الاحتلال حق امتلاك أرض فلسطين وصك شرعية البسط والتحكم في مقدسات الديانات الثلاث وتزييف الوعي الإقليمي والعالمي بخرافات وخزعبلات دينية مصطنعة ما أنزل الله بها من سلطان.
– وصف خطته لوقف إطلاق النار في غزة باللحظة التاريخية الحاسمة التي وضعت حداً لصراع امتد لآلاف السنوات ليس في غزة وحدها وإنما في الشرق الأوسط قاطبة كما يزعم، ثم عاد بعد ذلك بأيام ليقول إن ذلك السلام وكل ما أنجزه في الشرق الأوسط على هذا الصعيد مرهون بكلمة واحدة منه وأن كل ما قدمه من ضمانات لاستمرار السلام غير المسبوق لا تعدو كونها شفهية صادرة من فخامته وحسب.
– اتفاقية السلام “الهش” في غزة رغم إحاطتها بهالة كبيرة من التضخيم وأنها أنهت واحدة من أعقد الصراعات في المنطقة ليست سوى هدنة تكتيكية مفضوحة لن يطول عمرها فهدفها كما يبدو للمتابع العادي تخفيف الضغط عن حكومة نتنياهو وما تواجهه من عزلة دولية ومنحها فرصة لإعادة التموضع مع حليفتها الكبرى في إطار الاستعداد لجولة جديدة من إشعال الحروب ليس في غزة وحدها وإنما في أكثر من منطقة في المنطقة والعالم.
– وفقاً لما تشي به التوجهات والسياسات الأمريكية في عصر الرئيس “النابغة” سيكون العالم على موعد مع العديد من الحروب والصراعات والاضطرابات التي لن تتوقف عند بلد معين أو منطقة جغرافية بعينها.