مناسبة عظيمة لتعزيز روح الأخـــــــوة والتسامح واستعادة وحدة الأمة

استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

* يحل على المسلمين ذكرى المولد النبوي الشريف ,, حيث اعتبره العديد من العلماء والدعاة فرصة ومناسبة عظيمة وجليلة لتعزيز أواصر الأخوة والوحدة الإسلامية وتعزيز الأخلاق النبوية كالتسامح والتآلف وحسن الخلق كجوهرة ورصيد لا ينقطع من المثوبة والألفة والمحبة بين الناس, حتى جاء المولد النبوي مدرسة لإحياء وإعادة ترميم تلك الأخلاقيات الحسنة التي بدأ بعضها يندثر مروضا النفس بحلة أخلاقية تخلق جوإيمانيا وأخويا مليئا بالتسامح وردم الخلافات وتعزيز أواصر المحبة والإخاء ,, نتابع

العلامة طه المتوكل : لقد مثل رسول الله قدوة حسنة للأخلاق الفاضلة فقد كان خلقه القرآن فالله تعالى قد خص رسوله محمدا صلى الله عليه وآلة وسلم بأجمل الصفات وأحسنها وأتمها ظاهرا وباطنا. ومما خصه به من الخلق العظيم: الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم.. وغيرها من كل خلق جميل. ولا عجب في هذا فهو الذي يقول عن نفسه: إن الله بعثني لأتمم حسن الأخلاق. ويقول أيضا: أدبني ربي تأديبا حسنا إذ قال: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. فلما قبلت ذلك منه قال: وإنك لعلى خلق عظيم. ولهذا حسن الخلق من أبرز المعاني السامية التي جاء من أجلها وفي سبيل ترسيخها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث يتخذ من المولد النبوي مدرسة لتعزيز تلك المبادئ والقيم فقد قال صلوات ربي وسلامه عليه وآله : ( عليك بحسن الخلق أو كما قال صلى الله عليه وأله وسلم وطول الصمت فو الذى نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما ) وإن أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق و المسلم المسدد ليدرك درجة الصائم القائم بحسن خلقه وكرم مرتبته , فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف , ويكفينا قول نبينا الأكرم : إن من أحبكم إلي وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون
قالوا يا رسول الله وما المتفيهقون قال المتكبرون وقول التابعين ( أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه :الحلم والتواضع والسخاء وحسن الخلق وهو كمال الإيمان ). وقال الفضيل بن عياض ( لأن يصحبنى فاجر حسن الخلق أحب إلي من أن يصحبني عابدسيء الخلق). وبالمقابل فالمولد النبوي فرصة للاستزادة من منهل الأخلاق والقيم التربوية
أحسن الأخلاق
من جانبه يقول العلامة إبراهيم القاضي : لقد كان من أبرز أدعية نبينا الكريم اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنى سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت وأضاف لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله سلم مثالا عظيما لحسن الخلق حتى امتدحه الله بقوله : ( وإöنك لعلى خلق عظöيم ) فكان خلقه القرآن , ولهذا جاء مولده معززا لهذه القيم وباعثا لإحيائها فما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق , وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ¿ فقال : تقوى الله وحسن الخلق ) وقوله : أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه )
دلالة أخلاقية
من جهته تحدث العلامة محمد الأكوع الداعية عن دلالة المولد النبوي الإنسانية الأخلاقية والتربوية في ترويض النفس على الصبر والكلمة الطيبة والبعد عن فحش القول والغضب المذموم وخلق جو التسامح والألفة وتجنيب النفس إثم النزاع والصراع انطلاقا من قاعدة ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ( إنكم لن تسعدوا الناس بأموالكم فاسعدوهم ببسط الوجه وحسن الخلق ) حتى إن أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق .
ومضى يقول : ولا ننسى في ذلك وصية رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وآله لأبي هريرة ( يا أبا هريرة عليك بحسن الخلق ) قال أبو هريرة : وما حسن الخلق يا رسول الله ¿ قال : (تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك ) . ويا سبحان الله حتى الكلمة الطيبة صدقة , وكما يقولون ( البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين : وجه طليق وكلام لين ) وإن خير ما أعطي للإنسان حسن الخلق
رسالة سامية
و تحدثت الداعية هدى الحرازي عن آثار تعزيز الأخلاق النبيلة في مولد خير البشرية فحسن الخلق وثماره بكونه من أفضل ما يقرب العبد إلى الله تعالى خاصة في هذه الأيام العظيمة وإنه سبب في رفع الدرجات وعلو الهمم وصاحبه يألف الناس ويألفه الناس و لا يكرم العبد نفسه بمثل حسن الخلق ولا يهينها بمثل سوئه . فصلوات ربه وسلامه عليك يا سيدي يا حبيب الله يا من بعثت متمما للأخلاق.

قد يعجبك ايضا