> السماد العضوي المنضج بالتخمر الهوائي والمختلط مع مخلفات الأسماك يعطي محصولاٍ زراعياٍ وفيراٍ
تمثل الأنشطة البحثية الركيزة الأساسية للزراعة كونها تعد المحور الرئيسي في كافة العمليات الزراعية ولا يمكن أن يكتب النجاح لهذا القطاع إلا من خلال الاعتماد على بحوث زراعية سليمة تساعد بشكل كبير على تحقيق أهداف التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي من خلال تحسين الإنتاجية ونوعيتها وبما يتلاءم مع ظروف المناطق الزراعية وخصوصياتها.
ولتسليط الضوء أكثر على الأنشطة البحثية التي يقوم بها فرع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي إقليم الساحل الشرقي بالمكلا “الثورة” التقت بالمدير العام لفرع الهيئة المهندس جمعان فرج باسويد والذي تحدث في البداية قائلاٍ:
يتركز نشاط فرع الهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي في المنطقة الإقليمية للبحوث بالساحل على العديد من الأنشطة البحثية المختلفة التي تم تنفيذها على مستوى إقليم الساحل الشرقي حسب أولوياتها وفقاٍ لظروف الزراعة اليمنية وبما يخدم التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي وتوفير بعض المواد الخام للصناعة وهو بحاجة إلى المزيد من الجهود لرفع مستوى الإنتاج للسلع الاستراتيجية المطلوبة وفق الدراسات الاقتصادية والاجتماعية للإنتاج بتكاليف أقل وفق الظروف البيئية للإقليم في العام 2013م بلغ عدد الأنشطة البحثية 32 نشاطاٍ موزعة على عدد من المشاريع الزراعية الرئيسية منها مشروع تحسين الإنتاجية والنوعية للمحاصيل الحقلية خمسة أنشطة وتسعة أنشطة في تحسين الإنتاجية والنوعية للمحاصيل البستانية وسبعة أنشطة في تحسين ظروف الإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات بالإضافة إلى نشاطين في مشروع الموارد والغطاء النباتي ونحل العسل.
شحة المياه
وعن الأنشطة الإنتاجية التي قامت بها الهيئة خلال العام الماضي قال: إن أهم الأنشطة الإنتاجية خلال الموسم الزراعي الماضي تتمثل بزراعة الذرة الرفيعة التي تعد من المحاصيل ذات الاستعمالات المتعددة فهي محصول غذائي وعلفي وصناعي.
كما تعد الذرة الرفيعة من المحاصيل ذات الاحتياجات المائية المنخفضة وبالتالي اختلفت عدد الريات من فلاح إلى آخر وعلى هذا الأساس قمنا بإجراء تجربة مقارنة عدد ريات مختلفة خلال نمو المحصول لمعرفة فترة الري المناسبة لترشيد المياه المستهلكة لما تعانيه البلاد من شحة المياه وقلة الأيدي العاملة وبعد الحراثة والتفيش والتنعيم قسمت الأرض إلى أحواض مساحة الحوض “4×5” أمتار ضمن تصميم القطاعات الكاملة العشوائية بخمس مكررات وأربع معاملات “أسبوع أسبوعين ثلاثة أسابيع أربعة أسابيع” زرعت التجربة بمعدل تساوي “13.5” كجم /هكتار وأضيف سماد عضوي بمعدل “5 طن/ هكتار” قبل الزراعة “روث الحيوانات” وتروي التجربة كل “أسبوع أسبوعين ثلاثة أسابيع أربعة أسابيع” وذلك حسب المعاملات.
إقبال كبير
وحول زراعة بذرة الفول السوداني والبصيلات تحدث مدير الهيئة بالقول: يعد الفول السوداني من المحاصيل البقولية الزيتية حيث يزداد عليها الطلب بشكل كبير في بلادنا ولها عدة استعمالات تحتوي بذورها على نسبة عالية من الزيت “45-50%” ونسبة البروتين “25-28%” وبعض الفيتامينات الهامة وكذا بعض المعادن وأحماض يحتاجها جسم الإنسان حيث إن زيت الفول السوداني يستخدم للطهي كعلف للحيوانات (كسبة) بعد استخراج الزيت من البذور ويستخدم كعلف أخضر للحيوانات (دريس) من عروشه الخضراء وتدخل بذوره في صناعات عديدة ومحصول مخصب للتربة بواسطة العقد البكتيرية ويلائم نمو الفول الجو المعتدل ووفرة الأشعة الشمسية وارتفاع الحرارة نسبياٍ ويحتاج إلى توفر مياه للتربة ابتداء من بداية الإزهار حتى قبل أسبوعين من الحصاد وبالتالي تنتشر زراعته في المناطق الحارة وشبه الحاضرة من العالم وتبلغ المساحة المزروعة منه في العالم سنوياٍ حوالي 20مليون هكتار وتنتشر زراعته في بلادنا في محافظة أبين وعلى هذا الأساس قمنا بإجراء تجربة مشاهدة عدة أصناف من الفول بالمزرعة البحثية بميفع وكان نمو الأصناف جيداٍ ونأمل الحصول على أصناف ذات كمية إنتاجية عالية.
وفي جانب البصيلات تمت زراعة المشتل لإنتاج البصيلات في أحواض مساحتها “3×3 ” 9م3″ على سطور المسافة بينها 15 سم بمعدل بذور 12 جم /م2 تم التسميد بمعدل 138 كجم /هـ وتم رش المشتل 4 مرات ضد حشرة التربس بمبيد أميدو كلوريد بمعدل “4.5 مل/ لتر” وتم عزق المشتل أربع مرات من الحشائش كما شرب المشتل بماء السيل الذي ساعد في قوة نمو البصيلات.. وتم حصاد البصيلات على فترتين الأولى في مايو 2013م والثانية في يونيو 2013م وخلالها تم تجفيف البصيلات.
وقد لوحظ تنبيت الشتلات في الغرفة خاصة في الصنف بمباي حيث بلغت نسبة التنبيت أكثر من “70%” تقريباٍ وكان من المفترض زراعة الموعد الأول في الأرض المستديمة لإنتاج الأبصال في شهر يوليو ولكن حدثت مشكلة في الماء لم يتسن لنا زراعته في هذا الموعد وتمت زراعته في الموعد الثاني في أحواض مساحة الحوض الواحد تقدر بـ 9م 2 بمعدل 75 نبات حيث تم زراعة الصنفين بافطيم محسن وتكساس بينما لم يتم زراعة الـ250 من الصنف بمباي ردتم عزق الموعد الأول وتسميده بعد 25 يوماٍ من الزراعة وتمت زراعة الموعد الثالث في سبتمبر للصنف بافطيم محسن حوضين وتكساس حوض واحد وبمباي ردتم زراعة 200 شتلة وذلك نتيجة لتلف بصيلاته.
محصول الباميا
وعن تسميد محصول الباميا قال: نفذت التجربة على أساس أن يتم اعتماد السماد العضوي كمخصب لإنتاج محاصيل الخضار ومنها الباميا عوضاٍ عن استعمال الأسمدة الكيماوية لزيادة إنتاج محاصيل الخضار لهذا تمت مقارنة ثلاثة أسمدة عضوية هي السماد العضوي المحضر بطريقة المزارع والسماد المنضج بطريقة التخمر الهوائي والمختلط مع مخلفات الأسماك والسماد العضوي المعالج حرارياٍ وجميعها استخدمت بمعدل 10 طن/ هكتار في مقارنة مع سماد اليوريا والذي استخدم بمعدل 200 كجم هكتار ومعاملة بدون تسميد للمقارنة هذه الخمس معاملات كررت في أربعة مكررات في ظل استخدام تصميم القطاعات الكاملة العشوائية.
كما نفذت التجربة في مزرعة ميفع وتوبعت وجمعت الملاحظات والبيانات حيث أخذت عشر جنيات وانتهت التجربة.. وتم تنفيذ التحليل الإحصائي للتجربة والذي أظهر أن هناك فروقات معنوية بين المعاملات وبينت النتائج أن معاملة السماد العضوي المنضج بالتخمر الهوائي والمختلط مع مخلفات الأسماك قد أعطى أكبر محصول وبمعدل 39.110 طن / هكتار .. والذي حقق فروقات معنوية مع جميع المعاملات ثم ترتبت المعاملات في الإنتاجية بحسب معاملة السماد العضوي المعالج حرارياٍ ثم المقارنة بدون تسميد ثم معاملة اليوريا وأتت في الأخير معاملة السماد العضوي المحضر بطريقة المزارع بأقل متوسط إنتاج وبمعدل 20095 طن/ هكتار.
كما نفذ خلال الفترة 13-19 /5/2013م أول مسح لتواجد النيماتودا الممرضة للحشرات في جزيرة سقطرى جمع خلالها 62 عينة تربة مركبة من مجال جذور 28 نوعاٍ نباتياٍ من عدة مواقع تمثل مختلف أنحاء الجزيرة تتراوح ارتفاعاتها ما بين “53.9 و2327” قدم فوق سطح البحر.
فيما أظهرت نتيجة استخلاص النيماتودا باستخدام تقنية دودة الشمع الكبرى عن وجود عزلة نيماتودا من الجنس في واحدة فقط “1.6%” من العينات أخذت من مجال جذور تمر هندي (حومر) يبعد موقعها عن الشاطئ بمسافة 450 متراٍ ويرتفع عن سطح البحر بمسافة 69.6 قدم إحداثياته 1227019 “N” و05418154 “E” وهي تربة مزيجية حموضتها “ph” 7.8 ولوحتها “EC” 0.69 مليموز/ سم ومحتواها من المادة العضوية “OM” 0.96% ويعد الحصول على هذه العزلة التسجيل الأول لوجود النيماتودا الممرضة للحشرات في الجزيرة وقد أعطي لها اسم عزلة سقطرى لحين تصنيفها لمستوى النوع.
آثار المبيدات
وبالنسبة لآثار المبيدات على الخضار والفواكه والقات تحدث باسويد قائلا:
تحدث مبيدات الآفات الزراعية أثراٍ إيجابياٍ في نمو وإنتاجية المحاصيل الزراعية ولكن الاستخدام العشوائي بمبيدات مرخصة أو محظورة أو منتهية الصلاحية مع عدم التقيد بفترة الأمان عادة يجعل الأثر للمبيدات سلبيا وكارثيا في أغلب الأوقات حيث كشف تقرير إحصائي رسمي لمؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان “أمل” أن عدد الحالات السرطانية المكتشفة خلال عام 2012م بحضرموت وشبوة والمهرة بلغت “628” حالة سرطانية مختلفة ويرجع الكثيرون من المهتمين بالبحث عن العوامل المساعدة المتوفرة في البيئة منها الاستخدام العشوائي والمفرط للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية المستخدمة في الزراعة على مستوى اليمن كسبب رئيس للإصابة بالسرطان كما أشارت الكثير من الدراسات إلى علاقة هذه الملوثات وخاصة تلك المركبات عالية الثباتيه أو التي لا يتم هدمها بسهولة بكثير من الأمراض المستعصية على المدى الطويل مما يجعل المنظمات الدولية مثل منظمة الأغذية والزراعة والصحة العالمية وغيرها من الهيئات والمؤسسات المعنية بحماية المستهلك تركز على فرض الرقابة الصارمة على تطبيق المواصفات المحددة لمستويات متبقيات هذه الملوثات في غذاء الإنسان أو الأعلاف الحيوانية, وقد شرعت كثير من الدول في دعم وتشجيع الأبحاث ذات العلاقة بمدى وجود هذه الملوثات وحدودها في المنتجات المختلفة وما هذه الدراسة إلا محاولة أولية لمعرفة المستويات أو الحدود التي وصلت إليها الآثار المتبقية للمبيدات الزراعية في الخضار والفواكه وكذلك القات للفت الأنظار وعرض الأخطار التي تحدق بمستهلكي هذه المنتجات الزراعية.
برامج بحثية
وفيما يتعلق بالبرامج البحثية للعام الجاري أوضح قائلا: لدينا برنامج بحثي للموسم الزراعي 2014م يشمل 28 نشاطا بالإضافة إلى برنامج وحدات التنسيق بين البحوث والإرشاد الزراعي ونشاط صيانة المزرعة التجريبية بمنطقة ميفع حجر, ومشروع التحري والتفتيش عن إصابة بسوسة النخيل الحمراء وقد أدرجت هذه الأنشطة ضمن مشروع تحسين الإنتاجية والنوعية للمحاصيل الحقلية مقارنة عدد ريات مختلفة لمحصول الذرة الرفيعة (الريسي) مقارنة أصناف من الفول السوداني, وأصناف من محصول السمسم ومشاهدات على الحناء المحلية وكذا مشروع تحسين الإنتاجية والنوعية للمحاصيل البستانية مقارنة ستة من أصناف الكوسة ومشاهدة على زراعة صنفين من البطاطا الحلوة في ثلاثة مواعيد في جزيرة سقطرى ومقارنة خمسة أصناف من البطاطا الحلوة واختيار الفعالية الحقلية لعدد من المبيدات الطبيعية لمكافحة حشرة دوباس النخيل ودراسة الأثر المتبقي للمبيدات على الخضار والفواكه المنتجة في مزارع الإقليم تقييم فعالية مستخلصات العشر والضرعب وتقييم مقاومة الإصابة بعفن ثمار البلح ودراسة سلوك الفطريات المسبب له, بالإضافة إلى الرصد والمراقبة لحافرة الطماطم ودراسة الأعداء الحيوية لذبابة الموالح السوداء في إقليم الساحل الشرقي, كما يتم اختبار فاعلية تسع عزلات محلية من النيماتودا الممرضة للحشرات في مكافحة يرقات ذبابة ثمار الخوخ في التربة ومقارنة تأثير عزلتين محليتين من النيماتودا الممرضة للحشرات حية وميتة مع مبيد الموكاب على إصابة الباذنجان بنيماتودا تعقد الجذور ومكافحة نيماتودا الموالح النصفية على الليم الحامض بالثوم والموكاب وسماد الدواجن وأخيرا دراسة العوائل الأخرى لطفيل بيض الدوباس في مناطق مديريات ساحل حضرموت وغيرها.