أصدرت الجبهة الديمقراطية ، اليوم الثلاثاء ، بياناً بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، أكدت فيه على ضرورة الوحدة الوطنية لمقاومة العدو الإسرائيلي وكسر شوكته.
وأكد بيان للحركة ، أن “الوحدة الوطنية والمقاومة الشاملة هي من “ستكسر هجمة العدو الإسرائيلي وتجهض أهداف حرب الإبادة، ونصون أرضنا وكرامتنا الوطنية وحقوقنا المشروعة، ونواصل مسيرنا نحو الحرية والاستقلال وحق العودة”.
وأشارت الجبهة إلى أنه “مرّ عامان على حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي اتسمت بالقتل والتجويع والتدمير الشامل، مخلّفة أكثر من 67 ألف شهيد، يشكل النساء والأطفال والمسنون نحو 70% منهم، إضافة إلى 170 ألف جريح وأكثر من 12 ألف مفقود تحت الأنقاض الممتدة من رفح جنوباً إلى جباليا شمالاً.
وأضافت أن الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة نجحا في إفشال أهداف الاحتلال ومنعه من كسر الإرادة الوطنية أو فرض الاستسلام والتهجير القسري.
ولفتت الجبهة إلى أن “الصمود الأسطوري لشعب غزة وما نتج عنه من تداعيات داخل الكيان الإسرائيلي وعلى المستوى الدولي، جعل الاحتلال في عزلة غير مسبوقة، كاشفاً زيف ادعاءاته ومبادئه، وموضحاً أنه “نظام عنصري تقوده طغمة فاشية تتوسل القوة والمجازر لتحقيق أهدافها الاستعمارية في توسيع الضم وتهجير السكان وإقامة إسرائيل التلمودية”.
ورأت الجبهة أن التحولات الدولية لصالح القضية الفلسطينية، بما في ذلك عزل دولة الاحتلال وإدانة السياسات الأميركية وموجة الاعتراف بدولة فلسطين، جاءت ثمرة لتضحيات الشعب الفلسطيني في القطاع وتمسكه بكرامته ورفضه الاستسلام أو التهجير في غزة أو الضفة أو القدس.
وفي السياق نفسه، أشارت إلى أن “تدخل الرئيس الأمريكي ترامب وخطته لإنهاء الحرب ما كان ليحدث لولا إدراك واشنطن والعدو الإسرائيلي لحجم العزلة الدولية المتزايدة حول “إسرائيل” والانحياز العالمي غير المسبوق لصالح القضية الفلسطينية ومقاومتها”.
وشددت على “ضرورة صون المكاسب الوطنية التي تحققت خلال العامين الماضيين وتقدير التضحيات الأسطورية، عبر العمل الجاد لتحقيق جملة من الخطوات، أبرزها: العمل الدؤوب لوقف الحرب فوراً، وتوفير احتياجات القطاع من غذاء ودواء ومياه وصرف صحي ومأوى كريم للنازحين، والسماح بخروج الحالات الحرجة للعلاج في الخارج، وإتمام صفقة تبادل الأسرى بما يقطع الطريق على أي تلاعب إسرائيلي.
إضافة الى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة ورفض أي شكل من أشكال الاحتلال أو الوصاية تحت أي مسمى.
وتشكيل هيئة وطنية من أبناء القطاع وكفاءاته لإدارة شؤونه بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية وبالتنسيق مع السلطة، ورفض أي مشاريع انتداب أو إدارة خارجية بما فيها القوة الأمنية الدولية أو مجلس إدارة القطاع برئاسة توني بلير.
ودعت للعمل مع مصر والدول العربية لإطلاق مشروع إعادة إعمار القطاع، بما يعزز الشخصية الوطنية للسكان ويطورها دون المس بحقهم في البقاء على أرضهم.
وتمسك بيان الجبهة بدور وكالة الغوث (الأونروا) في مشاريع الإغاثة والتنمية والإعمار والتعليم، ورفض أي بدائل تحت مسميات “الإصلاح” أو غيرها ، وضمان حق الشعب الفلسطيني في ممارسة أنشطته السياسية والاجتماعية والثقافية ضمن مؤسساته الوطنية وفصائل العمل الوطني والإسلامي.
كما دعا لتهيئة الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني وفق قانون التمثيل النسبي الكامل، تأكيداً على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين المعترف بها من 157 دولة في الأمم المتحدة.
كما دعا لضرورة دمج القطاع في المسار السياسي الهادف لعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس، وصون حق العودة للاجئين.
وأكدت الجبهة أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، عبر حوار شامل يضم الأمناء العامين والفصائل وشخصيات وطنية متوافقاً عليها، بروحية جولات الحوار السابقة في القاهرة والجزائر وموسكو وبكين، وصولاً إلى استراتيجية وطنية نضالية تكفل للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير والحرية والاستقلال.
وختمت الجبهة الديمقراطية بيانها بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني، وهو يختتم عامين من النضال والمعاناة والتضحيات الجسيمة، قد أثبت بعزيمته وكرامته الوطنية أنه يجتاز مرحلة مفصلية في تاريخه النضالي، تتطلب تغييرات جوهرية في الواقع الوطني الراهن، واستنهاض كل الطاقات من أجل استعادة الوحدة وتعزيز القدرة على الدفاع عن الوطن والمستقبل والمصير السياسي دون مساومة أو إبطاء.