مولد النبي الأعظم .. مولد الحرية والعدل والمساواة !!


استطلاع / أسماء حيدر البزاز –

مثل مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهجا مستقيما للدين والعدل والمساواة وقيما إيمانية وتربوية وأخلاقية حيث مثل مولده مثالا حيا لما جمعت به شمائله وأفعاله كرسالة أخرى في الخلق و تطبيقاٍ حيا لقوانين الدين بالمثل وتعليماٍ لآداب النفس بالعمل وتنظيماٍ لغرائز الحياة بالقدوة فألفهم على المودة وجمعهم على المحبة والوحدة ثم جعل لهم من كتاب الله نوراٍ ومن سنته دستورا ورمى بهم فساد الدنيا فأصلحوا الأرض ومدنوا العالم وهذبوا النفوس وطهروها ,, وفي ذكراه دلائل وعبر لإحياء تلك القيم التي يفتقدها المسلمون اليوم ,, نتابع

الباحث في الشؤون الاسلامية محمد بامطرف يرى أن يوم الثاني عشر من ربيع الأول يوم عظيم تحتفل فيه البشرية بذكرى مولد سيد البشرية العطرة ذكرى مولد فخر الكائنات وسيد البشر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهي ذكرى حية في قلوبنا تتجدد كل عام وكل يوم وكل ساعة في عقولنا وسلوكنا لأنها تعيش في أرواحنا وتسري في دمائنا وأجسادنا وتتركز في عقولنا لتصبح دروسها وعبرها منهج حياتنا وبرنامج عملنا ومثلما كانت منهجا للمسلمين والبشرية من قبلنا ستكون كذلك منهجا للمسلمين والبشرية من بعدنا حتى قيام الساعة ..

إقامة العدل
متطرقا إلى مولد الرسول بالقول : عندما ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن الأرض تعرف العدل والمساواة وكان الأفراد والجماعات والدول يذبحون بعضهم والجلادون يصنعون بالعبيد ما طاب لهم من التلذذ والمتعة والقتل والاستعباد والذل والمهانة وكان الظلم والظلام هو اللون السائد على وجه البسيطة يوم ولد رسول المحبة والسلام والعدل والمساواة والإنسانية , فبمولد النبي الأعظم تهاوت أركان الظلم من عليائها وتساوت حقوق الإنسان مع أخيه الإنسان لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى والناس سواسية كأسنان المشط لايفرقهم إلا العمل الصالح والصادق وانتشر العدل في نفوس الناس قبل أن تْدق به أعناق الظالمين في المحاكم ..

ومضى يقول : لقد ولد الرسول الأعظم وأصبح الإنسان يستمتع بحواسه الخمس فلا يرى إلا نوراٍ ولا يسمع إلا عدلاٍ ولا يشم أو يتذوق إلا أطيب حياة ولا يلمس إلا حناناٍ ومحبة وبمولده استنار الكون بطلعته البهية وتهاوت عروش الظلم والعدوان وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشع الظلام الذي كان يلف الأرض منذ عصور الجاهلية الموغلة في القدم ..

قيما إيمانية
من جانبه أوضح العلامة سعد الغيلي أن مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل قيما إيمانية وتربوية وأخلاقية حيث مثل مولده مثالا حيا لما جمعت به شمائله وأفعاله كرسالة أخرى في الخلق وكان تطبيقاٍ لقوانين الدين بالمثل وتعليماٍ لآداب النفس بالعمل وتنظيماٍ لغرائز الحياة بالقدوة فألفهم على المودة وجمعهم على المحبة والوحدة ثم جعل لهم من كتاب الله نوراٍ ومن سنته دستورا ورمى بهم فساد الدنيا فأصلحوا الأرض ومدنوا العالم وهذبوا النفوس فذكرى مولد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم هي ذكرى قيامه الروح وولادة الحرية ونشور الخلق ومثلما كان مولده عليه الصلاة والسلام البعث الأول الذي طهر النفس وعمر الدنيا وقرر الحق للإنسان بعد إن كان العالم يومئذ يضطرب في رق المادية وعبودية الشهوة وسلطان القوة الغاشمة فلم يكن للمثل الأعلى وجود في ذهنه ولا للغرض النبيل اثر في سعيه ولا للشعور الإنساني مجرى في حسه ولا للسمو الإلهي معنى في نفسه إنما كان مادياٍ غايته اللذة
شكر لله
من جهته يقول العلامة طه المتوكل إن هذه الذكرى مثالا وقيمة إيمانية حية في قلوب المسلمين وضمائرهم حيث يْقام الابتهاج السنوي في المساجد والبيوت في جميع بلدان العالم الإسلامي تخليداٍ لهذا اليوم المبارك مِثِلْ هذه الأمة في هذا الأمر مِثِلها في أي أمةُ تقدس معتقداتها وعظماءها.وفيها إحياء وتخليدِ أيامها وبعث روح الوقائع التاريخية في نفوسها ويعني الشكرِ لله تعالى واستيحاءٍ واعياٍ للتاريخ.

العظة والعبرة
وقال : والأمة الإسلامية في تاريخها العظيم مرت بحوادث ووقائع كبرى كانت محلاٍ للعبرة والاتعاظ وأخذ الدروس واستلهام المعاني العظمى منها مولدْ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فيأتي إحياء هذه المناسبة الجليلة ممارسةٍ عبادية ومصاداقاٍ لذكúر نعمةُ عظمى مِن اللهْ تبارك وتعالى بها على البشر.. وقد سلم اللهْ عز وجل على نبيه يحيى بن زكريا عليهما السلام فقال في مْحكِم تنزيله المجيد: وسِلامَ عليه يومِ وْلد ويومِ يموتْ ويومِ يْبعِث حياٍ بل وسلم عيسى ابنْ مريم عليهما السلام على نفسه في هذه الوقائع فقال ـ كما يذكر كتابْ الله العزيز ـ: والسلامْ علِيِ يومِ وْلدتْ ويومِ أموتْ ويومِ أْبعِثْ حياٍ) وحياة رسول الله صلى الله عليه وآله مِلأى بالخصائص الشريفة وكان منها مولده المبارك الذي فاض بالبركات والمواهب الإلهية والهبات الربانية على العبادº مِناٍ منه تبارك وتعالى عليهم ورحمة.
مولد الحرية
من جانبها تحدثت الداعية نبيلة عثمان عن الأبعاد الروحانية والإيمانية لمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم باعتبار ذلك مولدا للحرية من مرقدها وأطلق العقول من أسرها وجعل التنافس في الخير والتعاون على البر والتفاضل في التقوى ثم وصل القلوب بالمؤاخاة والمحبة وأقام العدل والمساواة في الحقوق والواجبات حتى شعر الضعيف أن جند الله قوته وأدرك الفقير أن بيت المال ثروته وأيقن الوحيد أن المؤمنين جميعاٍ إخوته ثم محا الفروق بين أجناس الناس وأزال الحدود بين الأركان فأصبحت الأرض وطناٍ واحداٍ والعالم أسرة متحدة لا يهيمن على علاقاتها إلا الحب ولا يقوم على شؤونها سوى الإنصاف والعدل وليس بين المرء وحاكمه أو خليفته حجاب ولا بين العبد وربه وساطة ..
وهذا ما يجب أن نحييه اليوم فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم اتسم بالخلق والحزم إذا قال فعل وعازماٍ صارماٍ إذا هم أو أمضى عادلا إذا حكم حكيماٍ إذا تصرف أو قضى جمع الله له عقلاٍ وافراٍ وخلقاٍ رضياٍ ويدا كريمة ونفساٍ عفيفة وضميراٍ نقياٍ وصدراٍ رحبا واسعاٍ وذهنا حاضراٍ ورأيا سديداٍ ونظرات بعيدة وتدبيراٍ حسناٍ اتسعت دائرة علومه ومعارفه من غير دراسة ولا مطالعة ولا جلوس إلى معلم إنما هي فطرة الله الذي أحسن كل شيء خلقه ..كان يغضب ولكنه لا يحقد ويحزن لكنه لا يستسلم للحزن كان ابعد الناس غضباٍ وأسرعهم رضا لا يبارى في الجود والكرم والسخاء والنجدة والشجاعة والحياء وحسن المعاشرة والشفقة والرحمة والرأفة على الجميع وان كانوا من أعدائه..كان يصل الرحم والوفاء بالعهد والعدل والأمانة والعفة والزهد في الدنيا والصدق في القول والتواضع مع علو منصبه ورفعة رتبته وأفضل قومه مروءة وأنبلهم خلقاٍ وأكرمهم معاشرة ومصاحبة وأحسنهم حواراٍ ومناقشة وأصدقهم حديثاٍ وأوفاهم عهداٍ وأعظمهم حلماٍ وأطهرهم سريرة وأبعدهم عن الفواحش والمنكر وكان يمازح أصحابه ويحادثهم ويعود المرضى والثكالى واليتامى ولو في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر ويبدأ بالسلام والمصافحة يكرم من يدخل عليه وربما بسط ثوبه ويؤثره بالوسادة التي تحته ويعزم عليه بالجلوس .. فصلاة ربي وسلامه عليك يا حبيب الله

المجتمع المتماسك
وتحدث عمر الفقيه – مرشد ديني عن الأبعاد التربوية لميلاد خير البشرية فكل فرد في المجتمع راعياٍ ومسئولا عن رعيته : القاضي في خصومه والرجل في أهله والمرأة في بيتها والعامل في معمله والفلاح في حقله والجار في جاره والقوي في نصرة الضعيف والسائر في امن الطريق والقادر في حماية العاجز وبهذه المسؤولية الجماعية تشعر الجماعة بقوة خفية تعينها على المحافظة على واجهة المجتمع موحدة نقية والأيمان الذي يأتي من سلطانُ فوق سلطة الإنسان يدين به الخاضع له لأنه مطمئن إليه هذا الأيمان هو شرط الشروط في تكوين الإنسان المسئول المكلف أي المواطن الذي يراقب الله في علاقته بربه وبالناس أجمعين ومن هذا الإنسان المؤمن يتكون المجتمع الفاضل والمجتمع الموحد ويزداد تماسكاٍ على اختلاف أديانه ومذاهبه وطوائفه ذلك ما تلقيه ذكرى فخر الكائنات في روح الإنسان من دروس وعبر خالدة على مر الزمن ..
نهج المصطفى
وأضاف متسائلا : فأين هم العرب والمسلمون الذين تتجلى في سلوكهم وصفاتهم روح محمد وأخلاق محمد وغيرة محمد ( عليه أفضل الصلاة والسلام ) ¿ في هذه الأيام ومع مزيد من الحزن والأسف يعيش معظمهم كقطع الشطرنج وأتباعا كعبيد الأرض وهمجاٍ كهمج الجاهلية ¿ وهل كان هذا ليحصل لو أنهم اتخذوا من أحكام الله منهاجاٍ ومن سيرة المصطفى علاجاٍ ومن حياة السابقين الأولين الأخيار قدوة¿

قد يعجبك ايضا