‏السيد حسن نصر الله .. شهيد على طريق القدس

عبدالحكيم عامر

 

الشهيد السيد حسن نصر الله لقي الله، كما كان يتمنى، في أعز موقف وأشرف مقام، بعد أن أهدى للمجاهدين الأبطال الذين يسقطون في ساحة المواجهة مع العدو الصهيوني أسمى أوسمة الشرف: “شهداء على طريق القدس”، وكأنه، وهو ينحت هذا الوسام في قلوب المؤمنين المجاهدين، كان ينقشها على روحه الطاهرة، لأنه عقد العزم أن يكون واحداً منهم، وأن تكلل مسيرته بما كلل به مسيرتهم من شرف وعزة.

لقد كان سماحة السيد نصر الله، رضوان الله عليه، فريداً في عصره، دليلاً ساطعاً على صوابية النهج الجهادي القرآني الحسيني الذي اختاره، نهجاً للحياة لأن العزة لا تكون إلا الحق، لقد جعل من الشهادة مسك الختام، وذروة سنام الشرف الذي يتطلع إليه الأحرار، لقد عاش رحيماً للمؤمنين، وغليظاً على الأعداء، فكان للأحرار أباً وقائداً وأخاً، وللناس جميعاً محباً عطوفاً متواضعاً، لكنه، في الوقت ذاته، عاش للشهادة، مستعداً لها في كل لحظة، حتى أتاه اليقين وهو على ثغر من ثغور الإسلام، مجاهداً في سبيل الله، مستشهداً على طريق ونهج جده الحسين عليه السلام، وعلى طريق القدس.

كان شهيد الإنسانية قائداً جامعاً للأمة بمختلف أطيافها وشعوبها، قدم روحه ودمه ومقاومته درعاً للشعب الفلسطيني، ونال الشهادة وهو يذود عن حرمة غزة والمسجد الأقصى، إنه نصر الله الذي أصبح هو وأنصاره المجاهدون، سادة المجاهدين في قلوب الشعب اليمني، فشعبنا اتخذه علماً يهتدي به، وقدوة يقتدي بها، وقائداً يسير على خطاه في حياته واستشهاده.

ولذلك، فإن مكانة الشهيد الأسمى نصر الله في قلوب اليمنيين مكانة عظيمة ، فمنذ بزوغ فجره كقائد مقاوم، لا يزال، نبض القلوب لكل اليمنيين. هو الذي أيقظ الايمان والنخوة وأحيا الروح الجهادية في نفوس أبناء الأمة، لمواجهة العدو الصهيوني، كانت بوصلته واضحة لا تتزعزع: القدس وكل فلسطين، وعلى هذه البوصلة يمضي شعبنا اليمني، كما سار عليها قادته الشهداء.

ورسالتنا إلى شهيد الإنسانية السيد حسن نصر الله تخرج من أعماق اليمن، أرض الإيمان والحكمة: لن نتخلى عن دربك يا سيدنا، وفي يوم ذكرى استشهادك الأولى، نجدّد العهد لك أننا على دربك سائرون، وعلى نهجك ماضون، وسنكون اليد التي يضرب بها أعداء الله، والصاروخ والطائرات التي تقصف عمق ذلك الكيان الغاصب، وها هو سيدنا ومولانا القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، يقودنا نحو هذا الوعد الإلهي، وهو الامتداد الجهادي لشهدائنا القادة، سيرى العالم من هذا الشعب الأبيّ وبأسه الشديد على العدو الأمريكي والإسرائيلي، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

طوبى لك يا سيد الشهداء، فقد نلت ما تمنيت، وتركت أمةً أقسمت أن تظل راية الجهاد خفاقة حتى تحرير القدس.

 

قد يعجبك ايضا