‏الجمهورية بين الزيف والحقيقة

محمد الفرح

 

 

لم تكن الجمهورية ولا الثورة في يوم من الأيام مجرد كلمة تُقال أو شعار يُرفع، ولا هي مجرد علم يتوشح به للمزايدات، أو نشيد وطني يتلى في المناسبات، بل هي معنى عميق يرتبط بالتضحيات، والدماء الزكية، والمواقف الصلبة التي سطّرها الأحرار في ميادين القتال دفاعًا عن سيادة أوطانهم وكرامة شعوبهم. من المؤسف أن نرى اليوم من يتستر خلف كلمة “الجمهورية” وهو في حقيقة الأمر عميل للمحتل، وخائن للوطن، يتحدث باسم الثورة وهو يطعنها من الخلف، يرفع شعاراتها وهو يهدم أسسها، يزعم الدفاع عن الشعب وهو يسلّم مقدراته وأرضه للأجنبي. إن مثل هذا النموذج ليس إلا صورة من صور النفاق السياسي والارتهان للخارج. إن الجمهورية ليست زينةً لفظية ولا لافتة دعائية، وإنما هي عهد وميثاق، يتجلى في استقلال القرار الوطني، ورفض الوصاية الأجنبية، وصون سيادة البلد أرضًا وإنسانًا. والجمهورية الحقّة هي أن يقف أبناؤها سدًّا منيعًا في وجه المحتل، وأن يصونوا دماء الشهداء الذين رحلوا وهم يهتفون للحرية والكرامة. إن من يدّعي الثورة والجمهورية وهو مرتهن للعدو، كمن يسرق بيتًا ثم يزعم أنه يحرسه؛ وكمن يبيع عرضه ثم يتحدث عن الشرف. فالثورة ليست تجارة ولا وسيلة للصعود على حساب دماء الأبطال، بل هي تضحية ومواقف صلبة، والذود عن حمى الوطن مهما كان الثمن. ولذلك فإن معيار الانتماء للجمهورية ليس في الشعارات، وإنما في الميدان: • في صد المحتل ومشاريعه. • في الدفاع عن أرض اليمن والكرامة. • في حماية الشعب من التبعية والخيانة. أما من خان هذا العهد، وسلّم بلده للأجنبي، وارتضى أن يكون أداة بيد المحتل، فإنما هو عدو للوطن ولو رفع ألف علم وأطلق ألف شعار.

قد يعجبك ايضا