ترامب والقادة العرب .. من يدير المسرحية؟

محمد عبدالمؤمن الشامي

 

على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقادة العرب والمسلمين لمناقشة ملف غزة. وصف ترامب الاجتماع بـ”العظيم”، متحدثًا عن إنهاء الحرب وإطلاق الرهائن. كلمات رنانة توحي للحظة إنسانية فارقة، لكنها في الحقيقة مجرد واجهة، بينما المسرحية الحقيقية تُدار خلف الكواليس من قبل الإدارة الأمريكية واللوبي الأمريكي الصهيوني، والقادة العرب يظهرون فقط كدمى لتجميل المشهد الإعلامي، في حين تتساقط دماء الفلسطينيين بلا توقف.

تاريخ الولايات المتحدة مع فلسطين مليء بالانحياز الثابت والمعلن لصالح الكيان الإسرائيلي الصهيوني، منذ وعد بلفور مرورًا بتأسيس الكيان، وصولًا لسياسات ترامب الحالية، كل خطوة أمريكية كانت لصالح الاحتلال، كل حديث عن “السلام العادل” ليس أكثر من ستار سياسي يخفي الدعم المستمر للكيان الصهيوني. الاجتماعات الدبلوماسية، كما حدث في نيويورك، لم تُخلق لحماية الفلسطينيين، بل لتسويق صورة أمريكية مزيفة، بينما القادة العرب يظهرون كدمى إعلامية بلا تأثير حقيقي على الأرض.

اللوبيات الأمريكية الصهيونية هي من يدير كل شيء خلف الكواليس. تحدد الخطط، تصنع السيناريوهات، وتضمن أن كل خطوة تبدو محايدة أمام الإعلام، بينما الهدف الحقيقي واضح: حماية الكيان الإسرائيلي الصهيوني، إخضاع الفلسطينيين، وتثبيت الهيمنة الأمريكية في المنطقة. ترامب مجرد أداة، والقادة العرب مجرد واجهة لإضفاء مشهدية سياسية على المسرحية، يظهرون ويختفون كما تُحرك الدمى على خشبة المسرح.

الكلمات الرنانة عن إطلاق الرهائن وحماية المدنيين، لا تغير شيئًا على الأرض. غزة ما زالت تحت القصف، المنازل تنهار، الأطفال يموتون، والمدارس والمستشفيات تتحول إلى أنقاض. استمرار الحصار والقصف اليومي والتهجير يثبت أن الإدارة الأمريكية ليست وسيطًا حياديًا، بل شريك أساسي للاحتلال، واللوبيات الصهيونية تدير كل تحركاتها، بينما القادة العرب يكتفون بالظهور أمام الكاميرات لتجميل الصورة.

هذه المسرحية الإعلامية، لم تُخلق لحماية المدنيين، كل المبادرات الأمريكية منذ عقود كانت مزيفة، من كامب ديفيد إلى أوسلو، لم تحقق أي حل عادل للفلسطينيين، بل كرست الاحتلال، وشرعنت الاستيطان، وخلقت مأساة مستمرة في غزة والضفة الغربية. الاجتماعات الرنانة والبيانات الإعلامية لا تغطي على الواقع: الفلسطينيون يعانون، والمحتل يواصل عدوانه، وأمريكا واللوبيات الصهيونية يقودون المشهد، بينما القادة العرب مجرد دمى لتجميل الصورة.

ترامب قد يعلن عن إطلاق الرهائن، لكنه يعلم أن ذلك لن يغير شيئًا على الأرض. استمرار القصف، تهجير المدنيين، دماء الأطفال، وتدمير المدارس والمستشفيات، كلها تثبت أن الولايات المتحدة تعمل لصالح الكيان الإسرائيلي الصهيوني فقط، والقادة العرب مجرد واجهة إعلامية تتحرك وفق المخطط الأمريكي الصهيوني.

غزة، بصمودها وبطولاتها، تكشف الحقيقة بلا أقنعة: كل الاجتماعات الدبلوماسية الأمريكية مجرد دعاية، وكل كلمات “إنهاء الحرب” و”حماية المدنيين” شعارات لتغطية الواقع القاسي. أمريكا هي الشر الأعظم في المنطقة، واللوبيات الصهيونية تدير كل تحركاتها لإدامة احتلال الكيان الإسرائيلي الصهيوني، بينما القادة العرب مجرد دمى في يدها.

كلما أعلن ترامب عن “مبادرة للسلام”، يذكر التاريخ الطويل أن كل خطوة أمريكية منذ وعد بلفور كانت لصالح الكيان الإسرائيلي الصهيوني، وكل وعودها مجرد ستار. الاحتلال مستمر، المعاناة مستمرة، والدم الفلسطيني يسيل بلا توقف، بينما القادة العرب يظهرون فقط أمام الإعلام لإضفاء مشهدية زائفة.

الشعب الفلسطيني وحده قادر على استعادة حقوقه، بصموده وصبره وبسلاحه في مواجهة الاحتلال. المسرحية الإعلامية في نيويورك قد تجذب الإعلام، وقد تخدع بعض العواصم، لكنها لن توقف الدماء ولن تغيّر الحقيقة: من يدير المسرحية هم اللوبيات الأمريكية الصهيونية، وليس القادة العرب أو الشعب الفلسطيني.

في نهاية المسرحية، الحقيقة بلا أقنعة: أمريكا ليست وسيطًا حياديًا، ولا قوة للسلام، بل الشريك الأساسي للاحتلال، واللوبيات الصهيونية تدير كل المشهد لتثبيت الهيمنة على فلسطين. كل كلماتها عن “السلام” مجرد دعاية، وكل وعودها الإنسانية ستار يخفي دعمها المستمر للكيان الإسرائيلي الصهيوني.

غزة، بصمودها وشجاعة أبنائها، تثبت أن ما أخذ بالقوة لا يُستعاد إلا بالقوة، وأن المقاومة هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق والكرامة. لن تتوقف الدماء ولن تُستعاد الأرض إلا بصمود المقاتلين ووعي الشعب، فالحق لا يُفرض إلا بالمواجهة، والحرية لا تُستعاد إلا بالإصرار والمقاومة.

المقاومة وحدها هي القوة التي تعيد الكرامة لأهل فلسطين، وتثبت أن الحق فوق القوة، وأن كل مؤامرة إعلامية ستفشل أمام إرادة شعب صامد لا يهاب القهر ولا الاستسلام.

قد يعجبك ايضا