قطاع الفواكه في اليمن.. تحديات ماثلة وفرص اقتصادية واستثمارية واعدة:تطوير القطاع يتطلب استراتيجية متكاملة تركز على تحسين الإنتاجية وتعزيز التسويق
المساحة المزروعة من الفواكه في اليمن تبلغ نحو 95.802 هكتار بإجمالي إنتاج قدره 1.087.105 أطنان
من المعروف عبر العصور أن اليمن لديه مقومات زراعية هائلة، وذلك لما يتمتع به من هبات ربانية كالأرض الخصبة والتنوع المناخي وغيرها من الإمكانات والفرص الزراعية، التي جعلت هذا البلد يوصف في القرآن الكريم بقول الواهب الوهاب « بلدة طيبة ورب غفور»، وبما أننا في فصل الخريف، موسم إنتاج الفواكه المتنوعة، فلا بأس أن نسلط الضوء على بعض المحاصيل الزراعية التي تنتجها بلادنا من الفواكه المهمة، وذات الأهمية الإنتاجية والاقتصادية والصيت الشائع…
الثورة / عادل حويس
برغم الأهمية والثراء الكبير الذي يتميز به، يظل قطاع الفواكه في اليمن يواجه تحديات كبيرة وهائلة، كما أن تطوير هذا القطاع يتطلب استراتيجية متكاملة تركز على تحسين الإنتاجية، من خلال تعزيز التسويق والاستفادة من التجارب الناجحة محليًا ودوليًا، حتى يصبح القطاع الزراعي داعمًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني والأمن الغذائي في اليمن.
ركيزة أساسية
ويعد القطاع الزراعي ركيزة أساسية للاقتصاد اليمني، حيث يساهم في توفير ما بين 50 % إلى 54 % من فرص العمل للقوى العاملة، وتشكل الفواكه أحد أبرز المحاصيل الزراعية التي تتميز بتنوعها وجودتها العالية مما يجعلها مصدرا مهما للدخل والأمن الغذائي، وفقا للإحصاء الزراعي لعام 2021م، حيث بلغت المساحة المزروعة بالفواكه 95,802 هكتار بإنتاج إجمالي قدره 1,087,105 أطنان، محتلة المركز الثالث بعد الحبوب والأعلاف بنسبة 8.0 % من إجمالي المساحة المحصولية.
الأهمية الإنتاجية
ووفق الأهمية الإنتاجية، تشير بعض التقارير الزراعية إلى العديد من محاصيل الفواكه التي تنتج في اليمن نتناول بعضها في هذا التقرير، حيث تأتي «المانجو» المعروفة «الملكة المتوجة» في مقدمة المحاصيل ذات الأهمية الإنتاجية والاقتصادية من الفواكه في اليمن، إذ تبلغ الحصة النسبية لإنتاج المانجو 27.5 % من إجمالي المساحة المزروعة من الفواكه، بينما يبلغ الإنتاج: 401,758 طناً سنوياً، وفق تقارير زراعية حديثة.
ووفقا للتقارير الزراعية فإن أهم المناطق الرائدة لزراعة محصول المانجو تضم محافظات الحديدة، حجة، لحج، وتعز، وتشتهر اليمن بأكثر من 20 صنفا من المانجو، مثل «قلب الثور» و«التيمور» و«أبو سمكة».
النخيل:
محصول التمور يعتبر رمز التراث والاستدامة وتبلغ الحصة النسبية من المساحة المزروعة بمحصول التمور نحو 15.4 %، بينما تصل كمية الإنتاج من التمور إلى نحو 66,139 طناً سنويا، وفق الإحصاءات الزراعية.
أما المناطق الرائدة التي تتميز بزراعة النخيل وإنتاج التمور فتتصدر حضرموت الإنتاج من هذا المحصول الاستراتيجي المهم كـ(وادي حجر المُلقب بـ«وادي المليون نخلة») إضافة إلى محافظة الحديدة ومحافظات أخرى، ويتميز النخيل اليمني بقدرته على التحمل في الظروف المناخية القاسية وجودته ومذاقه المتفرد.
العنب:
يعتبر محصول أو فاكهة العنب من أهم وأبرز الفواكه التي تنتجها اليمن كمحصول تاريخي واقتصادي مهم فالعنب بتعدد أنواعه وتفرد مذاقه يعتبر لدى اليمنيين جوهرة المناطق الجبلية، وتبلغ الحصة النسبية من المساحة المزروعة من أشجار العنب نحو 12.7 %.
بينما تصل كمية الإنتاج إلى قرابة 145,519 طناً سنوياً وفق الإحصاءات الزراعية.
·ومن أهم المناطق الرائدة التي تتميز بزراعة العنب في اليمن تتصدر محافظة صنعاء القائمة بنسبة (80 % من الإنتاج)، وصعدة، وعمران 20 %، يوجد في اليمن نحو 20 – 40 صنفًا من العنب اليمني أشهرها الرازقي والعاصمي والأسود والبياض والبوني الخ.
الموز:
المعروف بمحصول السواحل الخصيبة التي تنتجها البلاد، حيث تبلغ الحصة النسبية لزراعة الموز من بين الفواكه نحو 10.7 %، بينما تبلغ كمية الإنتاج من فاكهة الموز نحو 132,142 طناً سنويا وفق الإحصاءات الزراعية، أما المناطق الرائدة التي تتميز بزراعة الموز في اليمن، فتنحصر في المناطق الساحلية مثل الحديدة وأبين وغيرهما من المحافظات الساحلية.
البرتقال:
يعتبر من محاصيل الفواكه المشهورة في اليمن لكنه يواجه تحديات أهمها الإنتاج والتسويق متمثلة بارتفاع تكاليف الإنتاج وضعف البنية التسويقية، وتبلغ الحصة النسبية من إنتاج محصول البرتقال 8.4 % من إجمالي إنتاج الفواكه في البلد، أما كمية الإنتاج من البرتقال في اليمن فتبلغ قرابة 129,650 طناً سنوياً، أما المناطق الرائدة التي تنتج محصول البرتقال فتتصدر محافظة مارب (نصف الإنتاج الوطني)، تليها محافظتا الجوف، وأبين.
تحديات
ووفقا لدراسات زراعية، فإن التحديات الرئيسية التي تواجه قطاع الفواكه في اليمن تتمثل في ندرة الموارد المائية، حيث تعتمد الزراعة على الأمطار والمياه الجوفية مما يهدد الاستدامة، وكذلك تفتت الحيازات الزراعية، خاصة ً وأن 75 % من المزارع صغيرة الحجم (أقل من هكتار)، هذا بالإضافة إلى ضعف البنية التسويقية، وغياب المخازن المبردة وعدم كفاءة قنوات التوزيع، ناهيك عن التحديات الاقتصادية، كارتفاع تكاليف الإنتاج (وقود، أسمدة، عمالة) مقابل انخفاض العوائد .
الفرص والتوصيات
يتميز قطاع الفواكه في اليمن بفرص زراعية واقتصادية واسعة ومهمة ولاستغلالها والاستفادة منها حتى تتحول إلى فرص استثمارية وقطاعات إنتاجية ذات جدوى اقتصادية تعود بالفائدة على المزارع والمنتج والمستثمر وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام، ويوصي خبراء واختصاصيون زراعيون –في هذا السياق- بضرورة استثمار الفرص غير المستغلة، وتعزيز التكامل الصناعي، وتطوير صناعات تعتمد على الفواكه (عصائر، مربى، زبيب)، كما يوصي الخبراء بأهمية الاستفادة من التجارب الناجحة في هذا المجال، وتطبيق نماذج مشهورة عالمياً في التكنولوجيا الحيوية أو النموذج المصري في نخيل التمر، مع أهمية تحسين كفاءة الري، واستخدام تقنيات الري الذكية لتقليل هدر المياه.