يأبى الله لليمن واليمنيين إلا أن يتم حجته بهما على الدول العربية والإسلامية في الإيمان بالله والتوكل عليه والتحرك بموقف الحق العظيم والانطلاق في سبيله القويم والثبات على الموقف والصبر على مقارعة أعداء الله ونصرة اخواننا المستضعفين مهما بلغ حجم التضحيات، لقد جعل الله من المسيرة القرآنية والشعب اليمني آية بينة للأمة العربية والإسلامية للحق وأهله، وعلما لها في زمن الضلال، ونوره المبين في عصر التيه ودربا للعزة والكرامة في زمن الذل والارتهان، وصارت هذه المسيرة القرآنية بأنصارها حجة كبيرة على شعوب الأمة العربية والإسلامية وأنظمتها وهم يشاهدون آيات الله فيها بتأييده ونصره لها بإرادة غالبة لإرادة الأعداء الذين أرادوا القضاء عليها في مهدها بمران فانتشرت في صعدة كلها وأرادوها في صعدة فشملت اليمن، وأرادوها في اليمن فاجتازت الحدود.
وها هي اليوم بفضل الله وتأييده وبمشروع مؤسسها وحكمة قائدها العلم وإيمان وثبات أنصارها تخوض أقدس معركة في سبيل الله لقرابة العامين ضد شر خلقه وأبغضهم إليه من اليهود والصهاينة المجرمين عليهم لعنة الله، استحابة لله ونصرة لإخواننا المستضعفين في غزة وفلسطين.
وهكذا هو الحق كلما حورب قوَّاه الله وأيده وأظهره الله وبارك في رجاله وامتداده، لا تضرها مؤامرات قوى الشر والاستكبار في العالم ولا يثنيها استشهاد قادتها وأبطال جيشها ورجال دولتها، بل تزيد قوة وعزما وإرادة وثباتا لتؤكد للأمة العربية والإسلامية أن الله غالب على أمره، ناصرا لعباده المؤمنين، مدافعا عنهم ومباركا لهم، يخلف عليها عن العلم علما وعن القائد قادة وعن البطل أبطالاً ويمدها بعونه وقوته، ويضاعف بأسها، وهذه حقائق واقعية تشاهدها شعوب الأمة وأنظمتها وقوى الاستكبار وطواغيتها منذ ٢١ عاما بنتائج عكسية تماما لحساباتهم ولما يتوقعون.
وما الجريمة البشعة التي اقترفها العدو الصهيوني المجرم عصر يوم الخميس قبل الماضي واستهدف فيها لحكومة المسيرة خلال اجتماعها في ورشة عمل اعتيادية وأسفر عنها استشهاد رئيس وزراء حكومة البناء والتغيير وعدد من الوزراء في حكومته، إلا جريمة كسابقاتها ستؤدي إلى نتائج عكسية تماما للنتائج التي أرادها العدو الصهيوني وقوى الاستكبار الداعمة له.
لأن كل اليمنيين الشرفاء من أنصار المسيرة ومؤيديها وأتباعها رعاة ورعية، قادة وجماهيراً يبغون الشهادة وهي غايتهم ويؤمنون أنها حياة العزة الحقيقية والخلود المحمود عند الله وكل الشهداء في حكومتنا أولهم، لن يحدث رحيلهم فرقا ولن يترك على اليمنيين آثارا تسر الأعداء، بل على العكس من ذلك فهذه التضحية -كما قال قائد الثورة في كلمته عن الجريمة- تؤكد قوة موقفنا وصواب مساره، وتزيدنا عزما وثباتا عليه في مساره التصاعدي وتزيدنا يقينا بأنها ستؤتي جناها ثمارا عظيمة سدادا وتوفيقا وقوة وبأسا وعزة ونصرا، لأن أبناء الشعب اليمني يوقنون أن الشهادة انتصار ونيلها فوز والتضحيات العظيمة في سبيل الله ثمن المواقف العظيمة ومفاتيح النصر المؤكد، وستؤدي إلى تقوية الجبهة الداخلية وتدفع إلى مضاعفة الإجراءات الأمنية والحد من الاختراق، وأشار سماحته إلى أن هناك نجاحات قادمة ستشهدها الأيام القادمة وستفشل كل مساعي العدو الصهيوني في تنفيذ جرائم ضد الشعب اليمني العزيز في الجانب الرسمي والشعبي.
سيخلف الله الشهداء رجالا لا يقلون عنهم حنكة في قيادة البلاد وتنميتها، فاليمن مصنع الرجال ومنبع الأبطال والقادة والساسة والعلماء في شتى المجالات، وهذا ما يؤكد أن العدو الصهيوني لم يحقق أي مكسب لصالحه من جريمته البشعة، بل على العكس من ذلك هو بها فتح على حكومته وقادته بابا من الجحيم وعمد شرعية استهداف قواتنا لهم بدماء شهدائنا عن جرمه، وأعطى قيادتنا فرصة لتستجيب لقول الله تعالى
(ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما أعتدى عليكم)، وأعطاها الحق في الرد بالمثل وسجل حكومته وقادته في كشف بنك أهداف اليمن بيده القذرة الملطخة بالدم وصارت أهدافا مشروعة، وهو ما سيراه العدو الصهيوني المجرم في قادم الأيام جحيما وعذابا من بأس الله على يد حماة دينه وأنصار رسوله صلى الله عليه وعلى آله “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” والعاقبة للمتقين.