حراك شعبي ورسمي متواصل يعكس مدى ارتباط الشعب اليمني بنبيه ومنهجه

بمظاهر احتفالية تتجدَّد كل عام..شعب الإيمان والحكمة يترجم محبة النبي المصطفى باتباع هديه وتجديد الولاء له

تتميز مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في العاصمة اليمنية صنعاء بكونها حدثاً شعبياً ورسمياً يمتد لأسابيع ويتحول إلى كرنفال روحاني يعبِّر عن مدى ارتباط اليمنيين بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بما تحظى به هذه المناسبة العظيمة من مكانة كبيرة في نفوس اليمنيين وتبرز هذه المظاهر مدى ارتباط الشعب اليمني بنبيه، ومدى تأثير سيرة المصطفى في حياتهم، ومدى تأثير سيرة المصطفى في حياتهم اليومية.

الثورة / مصطفى المنتصر

يعيش اليمنيون أجواء جميلة وفرائحية ابتهاجاً بمولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فشهر ربيع الأول يتميز بكونه ذات طابع خاص في قلوب اليمنيين، حيث يجمعهم برسول الله ويذكرهم برحمة الله التي تفضل به على البشرية بأن بعث فيهم رسولاً يزكيهم ويهديهم إلى طريق الحق والصواب وتكريما لهذه المناسبة يتهافت اليمنيون رجالا ونساء، صغاراً وكبارا وشيوخا وكافة أطياف ومكونات المجتمع إلى إحياء ذكرى ميلاد خير خلق الله عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، مبتهجين فرحين متجاوزين كل الصعوبات التي خلفها العدوان والحصار، مهللين مكبرين بكل حمد وشكر لله على كرمه وفضله ورحمته.

وتتميز هذه المناسبة بطابعها الاحتفالي البهيج الذي جعل منها اليمنيون سلوكاً ومنهجاً للتعبير عن الإجلال والتعظيم لمقام رسول الله ومكانته الرفيعة في نفوس أبناء اليمن جميعا ومناسبة لتجديد الولاء لله ورسوله والتأكيد على المضي على منهجه القويم وقد شكل اليمنيون لوحة بشرية واحتفائية عظيمة بمظاهر وأشكال متعددة أبرزها:

​الزينة والأنوار:

​تكتسي شوارع المدن والقرى في عموم المحافظات اليمنية باللون الأخضر، حيث تزين بالرايات الخضراء والأعلام والأنوار الملونة ويتسابق المواطنون بشكل واسع في تزيين منازلهم ومحالهم التجارية وسياراتهم، مما يضفي على حياتهم اليومية مظهراً احتفالياً فريداً يعكس حبهم وولاءهم لرسول الله وابتهاجا بذكرى مولده المبارك.

كما تُقام مسيرات ضوئية تجوب الشوارع الرئيسية وفي عموم المحافظات، خاصة في ميدان السبعين، الذي يتحول إلى شعلة ملتهبة بحب رسول الله يبرز من خلالها مظاهر البهجة والاحتفال بهذه المناسبة.

الفعاليات والأنشطة:

​تُقام العديد من الفعاليات على مستوى المديريات والأحياء والحارات، وتشمل الأمسيات الثقافية والخطابية التي تتحدث عن سيرة النبي محمد وأخلاقه.

وتنظم الجامعات والمعاهد والمؤسسات الحكومية والخاصة فعاليات خاصة، تشمل ندوات ومحاضرات للتوعية بأهمية المناسبة، حيث يتخلل الفعاليات والأمسيات العديد من الأنشطة والأعمال الفنية المتعددة، منها تواشيح دينية، أناشيد مدحية، مسابقات ثقافية، وبرامج توعوية للتعبير عن عظمة هذه المناسبة.

المبادرات الإنسانية:

​تتعدى مظاهر الاحتفال الجانب التعبيري لتشمل مبادرات إنسانية، حيث تُطلق حملات لمساعدة الفئات المحتاجة مثل الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمعسرين وقد كلَّف السيد القائد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- بتشكيل لجنة للنزول إلى السجون والإصلاحيات للتصحيح ومعالجة أوضاع السجناء المعسرين وحل قضاياهم بالتنسيق مع أصحاب الحقوق والدعاوى.

وكانت اللجنة المكلفة من السيد القائد قد قررت تشكيل فريق عمل لمتابعة الإفراج عن كافة السجناء من الأحداث الذين أظهروا تحسنًا في سلوكهم خلال فترة محكوميتهم، في مبادرة تعكس حرص القيادة الثورية والسياسية على تعزيز قيم العدالة والرحمة، ومعالجة القضايا المتعثرة، والتخفيف من معاناة السجناء وأسرهم.

كما يشمل الجانب الإنساني تُنظيم قوافل مالية وتقديم التبرعات، بالإضافة إلى القيام بزيارات تفقدية للمرضى والأسر المحتاجة وأسر الشهداء والجرحى والمفقودين لتعزيز الجانب الإنساني والاجتماعي لهذه المناسبة

الاحتفالية الكبرى:

​يبلغ الاحتفال ذروته في الثاني عشر من ربيع الأول، حيث تُقام الفعالية المركزية في ميدان السبعين وفعاليات مليونية في عموم المحافظات، يشارك في إحياء هذه الفعاليات حشود مليونية وجماهيرية غفيرة من مختلف المحافظات، في مشهد مهيب يعكس قوة ارتباط الشعب اليمني بنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، كون الحضور الحاشد في يوم المولد هو بمثابة توجيه رسالة تحذير لأعداء رسول الله بأن هذه الأمة تعزز ارتباطها بالرسول الأعظم وتمسكها بمنهجه القويم الذي لا يحيد عنه إلا كافر أو منافق.

قد يعجبك ايضا