مرور 56 عاما على جريمة إحراق المسجد الأقصى
المقاومة الفلسطينية تدعو الأمة إلى حماية المقدسات والتصدي لمحاولات تهويد القدس الشريف
الثورة / متابعة/ابراهيم الاشموري
حلّت أمس الذكرى السادسة والخمسون لجريمة إحراق المسجد الأقصى التي نفذها اليهودي الأسترالي المتطرف مايكل دينيس، والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وأحد أبرز مقدسات الإسلام يتعرض لحملة شعواء لتدنيسه وتهويده من قبل الصهاينة بدعم أمريكي وضوء اخضر أوربي وصمت عربي.
وفي ذكرى هذه الجريمة أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، امس إنَّ تحقيق شعار «إحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم» لن يتأتى بإصدار البيانات والتصريحات المندّدة والرَّافضة للإرهاب الصهيوني فحسب، وإنّما بإنهاء الاحتلال مصدر الإرهاب، وتفعيل إجراءات محاكمة قادته مجرمي الحرب قاتلي الأطفال والنساء والمدنيين، قصفاً وتجويعاً وحصاراً.
وقالت «حماس»، في تصريح صحفي، بمناسبة «اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم»، إن الشعب الفلسطيني ضحيَّة إرهاب همجي متواصل تمارسه حكومة صهيونية فاشية أمام مرأى ومسمع العالم.
ودعت إلى تجريم العدوان الصهيوني ومحاكمة مرتكبيه والعمل الجاد لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية وإنصاف الشعب وتمكينه من حقوقه المشروعة.
وأضافت: “تحتفي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اليوم 21 أغسطس، باليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب وإجلالهم في العالم، في الوقت الذي تستمر فيه حالة العجز والتقاعس والتخاذل الدولي، والتواطؤ والدعم الأمريكي وبعض الدول الغربية للاحتلال الصهيونازي في حرب الإبادة الجماعية والتجويع وتدمير كل مقوّمات الحياة الإنسانية».
وأشارت «حماس» إلى إنَّ «احتفاء الأمم المتحدة ومؤسساتها والمجتمع الدولي بهذا اليوم العالمي وتخليده يحمّلهم جميعاً مسؤولية سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية، تجاه استمرار الإرهاب الصهيوني ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وضرورة العمل الجاد لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال”.
وتابعت: «إنَّ شهداء شعبنا منذ سبعة عقود، وخلال جريمة الإبادة والتجويع والعدوان في غزَّة والضفة الغربية المحتلة المستمر منذ أكثر من 22 شهراً، ليسوا أرقاماً، بل هم ضحايا إرهاب صهيوني يمارسه محتل قاتل، بدعم أمريكي وطمس وتخاذل دولي”.
وأدانت الحركة بأشدّ العبارات، سياسة ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول والمنظمات في التعامل مع ضحايا الشعب الفلسطيني بفعل الإرهاب والعدوان الصهيوني، والوقوف مع الجلاّد دون الضحيّة، ممّا يحمّلها مسؤولية الشراكة والدعم لهذا الإرهاب الصهيوني.
ودعت «حماس» الأمم المتحدة وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى اعتبار هذا اليوم الدولي مناسبة عالمية لاستذكار ضحايا الشعب الفلسطيني بفعل الإرهاب الصهيوني المتواصل على امتداد الأراضي المحتلة، وفرصة لرفع الصوت عالياً والضغط بكل الوسائل لوقف العدوان والإبادة والتجويع ومحاكمة قادة العدو الصهيوني.
من جهتها قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، امس، إن ما بدأ بمحاولة حرق منبر المسجد الأقصى المبارك عام 1969، قد امتد اليوم ليطال الوجود الفلسطيني بأكمله في كامل فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس.
وأضافت الحركة، في بيان في الذكرى الـ56 لإحراق المسجد الأقصى: “تحلّ اليوم الذكرى السادسة والخمسون على الجريمة النكراء التي ارتُكبت بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حين أقدم العدو الصهيوني على إحراق المسجد الأقصى المبارك في العام 1969، في محاولة مدروسة لكسر إرادة الأمة وإشعال فتيل حربٍ دينية تستهدف هوية القدس ومعالمها الحضارية”.
وتابعت: “لم يكن ذلك الحريق حادثًا عرضيًا، بل كان تعبيرًا مبكرًا عن المشروع الاستعماري الصهيوني الذي يسعى منذ عقود لطمس الحق العربي والإسلامي في القدس وكامل فلسطين”.
وأردفت: «اليوم، وبعد أكثر من نصف قرن، نرى أن ما بدأ بمحاولة حرق منبر الأقصى، قد امتد ليطال الوجود الفلسطيني بأكمله في كامل فلسطين، ولا سيما في قطاع غزة والضفة المحتلة والقدس”.
وأكدت أن المجازر اليومية في قطاع غزة، والحصار الخانق، والتهجير القسري في الضفة، وتدنيس المستوطنين المتكرر للمسجد الأقصى برعاية من حكومة الكيان الصهيوني وتحت حماية جيش العدو الإسرائيلي، ليست سوى استمرار لذلك النهج الذي لم يجد من يردعه في بداياته.
وأكدت في هذه الذكرى الأليمة «أن المسجد الأقصى ليس شأنًا فلسطينيًا محليًا، بل هو قضية أمة بأكملها، وأن الدفاع عنه لا ينفصل عن الدفاع عن غزة المحاصرة، أو عن حق أهلنا في الضفة والقدس وكامل فلسطين بالحرية والكرامة”.
ودعت العرب والمسلمين، شعوبًا وحكومات، إلى تجاوز خطابات التنديد والانتقال إلى الفعل السياسي والشعبي الفعّال، دعمًا للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، وإلى إدراك أن مستقبل الأمة يتوقف على كيفية تعاملها مع قضية القدس والأقصى.
إلى ذلك طالبت حركة الأحرار الفلسطينية، امس، الأمة العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها الدينية والتاريخية والأخلاقية للحفاظ على المسجد الأقصى المبارك في وجه مخططات العدو الصهيوني التهويدية ضد المدينة المقدسة.
ووجهت الحركة، في بيان تحية عز وفخار إلى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لاسيما في قطاع غزة، الذي يتعرض لأبشع إبادة جماعية عرفتها البشرية، والى مقاومته الباسلة التي صمدت ولا زالت تصمد في وجه العدوان الصهيوني المجرم ونازيته وتقاوم بكل ما أوتيت من قوة وعزيمة.
وقالت الحركة “لا خيار أمامنا سوى المقاومة والصمود والثبات على هذه الأرض”.
وأكدت أن المسجد الأقصى المبارك يمثل عنوان الصراع مع العدو الصهيوني المجرم ورمزاً دينياً خالصاً لا شرعية للعدو على شبر منه.
كما طالبت الشعب الفلسطيني في مدينة القدس والدَّاخل المحتل وعموم الضفة الغربية المحتلة إلى شدّ الرّحال والرّباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، والتصدّي لكلّ محاولات المتطرّفين الصهاينة من اقتحامه وتدنيسه وإفشال مخططاتهم الخبيثة.
يشار إلى أن المتطرف اليهودي الاسترالي مايكل دينيس قبل 56 عاما على إشعال النيران عمدًا في الجناح الشرقي للمسجد، مما تطلَّب سنوات لإعادة ترميمه. وتأتي هذه الذكرى في ظل جهود الفلسطينيين المتواصلة لحماية مقدساتهم في مواجهة الاعتداءات ومحاولات التهويد.
الاعتداء الذي وقع تحت أنظار قوات الاحتلال أثار صدمةً وغضبًا عارمًا في العالمين العربي والإسلامي، وأسفر عن انعقاد أول قمةٍ إسلامية في الرباط، والتي شكّلت فيما بعد نواة تأسيس منظمة التعاون الإسلامي.
ورغم مرور العقود، ما زالت هذه الذكرى حاضرة في وجدان الفلسطينيين والأمة الإسلامية، تذكّرهم بمسؤوليتهم تجاه حماية المقدسات في القدس، وسط استمرار الاعتداءات اليومية ومحاولات التهويد واقتحامات المسجد الأقصى المبارك.