الثورة نت /..
اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة، صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، وأدوا “طقوسًا تلمودية” بحماية مشددة من قوات العدو الصهيوني.
وأفادت مصادر مقدسية أن مجموعات المستوطنين اقتحمت باحات المسجد عبر باب المغاربة، وأدت طقوسا تلمودية استفزازية وتركزت في المنطقة الشرقية من المسجد.
وفي الوقت الذي أمنت قوات العدو الصهيوني اقتحامات المستوطنين ووفرت الحماية لهم، شددت من إجراءاتها العسكرية على بوابات المسجد الأقصى، وفي البلدة القديمة، وضيقت على المصلين والمواطنين.
ويصادف اليوم الخميس الحادي والعشرون من آب/ أغسطس، الذكرى الـ 56 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحم اليهودي المتطرف “مايكل دينيس” المسجد الأقصى عام 1969، وأشعل النيران عمدا في الجناح الشرقي للمسجد.
وأتت النيران على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، كما اشتعلت في مسجد عمر بن الخطاب.
وخربت النيران، محراب زكريا المجاور لمسجد عمر، ومقام الأربعين المجاور لمحراب زكريا، وثلاثة أروقة من أصل سبعة ممتدة من الجنوب إلى الشمال مع الأعمدة والأقواس والزخرفة، وجزء من السقف الذي سقط على الأرض خلال الحريق، وعمودين مع القوس الحجري الكبير بينهما تحت قبة المسجد، و74 نافذة خشبية وغيرها.
كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والجدران الجنوبية، وتحطمت 48 نافذة في المسجد مصنوعة من الجبص والزجاج الملون، واحترقت الكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
وانطلقت دعوات مقدسية وشبابية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك اليوم الخميس لإعماره والرباط فيه، وذلك في ذكرى إحراقه الـ 56.
وتتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للحشد والنفير والتوجه إلى المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في الرباط في باحاته، إفشالًا لمخططات العدو الصهيوني ومستوطنيه.
وشددت الدعوات على ضرورة الحشد والنفير، والتصدي لقرارات العدو الصهيوني التي تحاول تخفيض أعداد المصلين، مؤكدة على أهمية التوجه المكثف إلى الأقصى بعد إعادة فتحه، وأداء الصلوات فيه، باعتبار ذلك خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني.
وأفاد مركز معلومات فلسطين “معطى” بأن المسجد الأقصى المبارك شهد خلال أقل من عامين اقتحامات غير مسبوقة، إذ تجاوز عدد المستوطنين المقتحمين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى 18 أغسطس/آب 2025 حاجز 124 ألف مستوطن.
ووفق المعطيات، فقد اقتحم الأقصى نحو 13,370 مستوطنًا في عام 2023، وهو العام الذي تزامن مع اندلاع حرب الإبادة الجماعية على غزة، فيما ارتفع العدد بشكل خطير خلال عام 2024 ليصل إلى 59,584 مستوطنًا، في سابقة تعد الأكبر منذ سنوات.
أما في عام 2025، وحتى منتصف أغسطس الجاري، فقد سجلت الاقتحامات نحو 51,068 مستوطنًا.
وتكشف هذه الأرقام أن العدو الصهيوني يضاعف من وتيرة الاعتداءات الدينية على المسجد الأقصى، في محاولة لفرض وقائع جديدة وتقويض الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة.
وكان عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة حماس هارون ناصر الدين، قد أكد أن تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، هي محاولات بائسة لفرض وقائع تهويدية على الأرض، وفرض السيطرة الكاملة على المسجد الأقصى ومدينة القدس.
وشدد ناصر الدين أن عمليات إدخال رموز توراتية وأداء طقوس علنية في باحات الأقصى و أداء رقصات استفزازية والتنكيل بالقبور في مقبرة باب الرحمة، تمثّل الوجه الإجرامي القبيح لقطعان المستوطنين، الذين يقومون بكل هذه الاعتداءات بحماية ورعاية من حكومة العدو الصهيوني الإجرامية.
وأوضح أنه لن تفلح سياسة الهدم الممنهجة لبيوت عشرات العائلات المقدسية خلال أيام معدودة، من النيل من صمود وثبات المقدسيين وتشبثهم بأرضهم وحقهم ومقدساتهم مهما أوغل الاحتلال في إجرامه وبطشه.
ودعا ناصر الدين أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية على بذل كل جهد لحماية القدس والأقصى ومقدستنا الإسلامية، وإنقاذها من أطماع العدو الصهيوني ونواياه الخبيثة، وبذل كل جهد لدحر العدوان وتطهير أرضنا من دنس المحتلين.