المقاومة لا تريد الحرب إلا إذا فُرضت!

مطهر الأشموري

 

 

نسمع هذه الأيام الكثير من الكلام والشعارات الجميلة عن سيادة لبنان وعن كون الحكومة اللبنانية هي من يعنيها قرار السلم والحرب، وعن كون نزع سلاح حزب الله هو ما سيطّور لبنان وينهض به إلخ و…..إلخ..
عندما أسمع أو أقرأ مثل هذه الشعارات أحس أن هؤلاء يريدون مصادرة التاريخ القريب والبعيد بل ويصادرون أحداثاً ووقائع عشتها وعايشتها ولازالت أساس الذاكرة لمن يريد الذكرى أو التذكير..
أين هؤلاء الذين يطرحون الآن وفجأة مسألة سيادة لبنان حين اجتاحته إسرائيل حتى وصلت بيروت، ولماذا لم يتحركون حينها لحماية ما يسمونها سيادة لبنان؟..
بعد ذلك أنشأت إسرائيل جيشاً لبنانياً عميلاً يحميها ويقاتل معها «جيش» لحد، فلماذا لم يتحرك هؤلاء لحماية سيادة لبنان، ولماذا لم يطالبوا بسيادة للبنان ونزع سلاح الجيش اللبناني العميل لإسرائيل كما يطالبون بمثل ذلك الآن من حزب الله..
الجيش والحكومة في لبنان ليسا من واجه الاحتياج الإسرائيلي للبنان وليسا من حررا الأراضي اللبنانية المحتلة وبالقوة وهي الحالة العربية الوحيدة..
الذين يطالبون اليوم بسرعة تجريد حزب الله من سلاحه كمقاومة لم يمارسوا ذات الموقف مع جيش عميل لإسرائيل يحميها ويقاتل معها وضد وطنه وشعبه فذلك يؤكد بديهية أن من يطالبون بتسلم سلاح حزب الله كانوا في ذلك الزمن وراء إنشاء وتكوين جيش إسرائيلي عميل، وفي كل ما يطرحونه عن سلاح حزب هو تجديد وامتداد للجيش العميل لإسرائيل، الفرق هو أن التوصيف وقتها كان يُطرح بفهم أنه جيش لبناني عميل لإسرائيل فيها أمريكا باتت تفرض جيشاً عربياً عميلاً لأمريكا وبالتلقائية عميلاً..
فالمقاومة اللبنانية فرضتها حاجية لبنان للسيادة وحاجية لبنان لتحرير أرضه ولولا نضال وتضحيات هذه المقاومة لما تحققت سيادة للبنان ولا تحررت أراضيه..
الطريقة التي طرحتها وتطرحها الحكومة اللبنانية هي تنفيذ لأمر أمريكي إسرائيلي فقط لأنها لو كانت معالجات لبنانية ومن أصل لبنان لأخذت بخيارات ومقاربات واقعية..
عندما تكلف الحكومة اللبنانية الجيش اللبناني بالتنفيذ فذلك يمثل الأمر للجيش اللبناني لتنفيذ ما كان ينفذه الجيش العميل لإسرائيل، وبالتالي فكل الذي تغيّر هو شكل وسقف العمالة ربطاً بالتفعيل الأمريكي بالمنطقة لعقود متلازمة إسرائيلية أمريكية في التعامل مع المقاومة في قطاع غزة والمقاومة في لبنان لفرض استسلام، والأنظمة والجيوش العميلة تم ترويضها وتطويعها للقيام بالدور المفصلي والأهم لفرض هذا الاستسلام الذي يستحيل أن يُقبل أو أن يكون أياً كانت إمكاناته وقدراته وتسليحه وحتى تمویله العربي أو المعورب أمريكيا..
المسألة ليست شعارات سوقية تسويقية وليست حملات إعلامية مزايدة ومزيفة ومخادعة لأن القبول باستسلام أو فرض هذا الاستسلام بالقوة لايمثل الحد الأدنى من منطق العقل والواقعية..
لهؤلاء نقول قبول الاستسلام هو المستحيل، أما في فرض استسلام بالقوة فذلك يعني الاحتكام للميدان، وبالتالي فالأمر متروك للميدان والاحتكام للميدان يعني أن كل الحروب النفسية والإعلامية استهلكت واستنزفت والاستمرار فيها والإمعان في استمرائها بات يعبّر عن ضعف أو عن مخاوف وعدم ثقة لدى هؤلاء للوصول إلى الأهداف التي يطرحونها..
بقدر ما يستعجل هؤلاء استسلاما طوعياً أو فرض استسلام عاجل بالقوة فالمقاومة في ظل ما يحدث لا تنتظر غير الاحتكام للميدان وفق المثل المعروف والشهير «هذا الفرس وهذا الميدان»!!.

قد يعجبك ايضا