تريم تغرق بمياه المجاري.. ومخاوف من حدوث كارثة بيئية


مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م كانت ولا تزال مركزا يشع منه نور العلم والمعرفة ومركز إشعاع ديني منذ ظهور الإسلام وبدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس هجري حيث هاجر مجموعة من أبنائهم إلى الهند وإندونيسيا وسنغافورا والفلبين لذلك الغرض وكان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا حيث ساعد على ذلك كثرة علمائها وزواياها العامرة بالتدريس وتشتهر تريم بكثرة مساجدها حيث يبلغ عدد المساجد نحو 360 مسجدا.

تريم المدينة العريقة هذه الأيام تغرق بمياه المجاري السائبة في أحيائها بشكل غير مسبوق محدثة تلوثا بيئيا خطيرا حيث باتت تنتشر في أكثر من شارع في المدينة وسط سخط الناس وغياب غير مبرر لدور الجهات المختصة فمنطقتي الحاوي والنويدرة تعد الأكثر تضررا بالمدينة من تبعات تلك المياه حيث تدفقت المياه في مجرى السيل من النويدرة إلى الحاوي لتصل إلى منطقة المطار بعد أن قطعت شارعا رئيسيا وكأنها سيول جارفة في طريقها إلى سيحوت ثم بحر العرب.
الناس في تريم يتساءلون: أين مكتب الأشغال العامة والبلدية مما يحدث على أساس أنها الجهات المختصة بمثل هذه الحالات¿
فيما يتساءل آخرون عن دور السلطة المحلية بالمديرية التي تعتبر أعلى سلطة حيث لا تزال غائبة تماما عن مشهد الأحداث وكأن الأمر لا يعنيها موضحين أنه في حالة كانت عاجزة عن تقديم الحلول ومعالجة مثل هذه الحالات التي تضر الناس والبيئة فعليهم تقديم استقالتهم ليبروا ذمتهم أمام المواطن¿
أهالي تريم يتساءلون عن دور مجلس الإفتاء بتريم الذي لم يسمعوا يوما أنهم أصدروا فتوى في ما يتعلق بهذه المشكلة الممتدة منذ زمن خصوصا في ظل عديد الشكاوى المقدمة لهم من المواطنين¿ مطالبين بضرورة تكاتف جميع أبنائها الخيرين والمصلحين لرفع هذا الضرر المخجل بحق المدينة وأهلها كون تريم مدينة العلم والعلماء وعاصمة الثقافة الإسلامية .. وحاضرة العمارة الطينية ومن العيب أن تغرق في وحل المجاري لا سيما بعد أن استفحلت المشكلة وامتد جريان المياه وصولا إلى حارتي الحاوي والمطار مسببة تعثرا للكثير من المارة والسيارات والدراجات النارية ومحدثة أضرارا صحية وبيئية كبيرة جدا.

قد يعجبك ايضا