الثورة نت /..
انتقد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، اليوم الثلاثاء، بشدة ما يُسمى برامج توزيع المساعدات في قطاع غزة، وفي مقدمتها “مؤسسة غزة الإنسانية”، واصفًا إياها بـ”فخ مميت سادي”.
وأشار لازاريني، في تصريحات صحفية، إلى إن قناصة جيش العدو الإسرائيلي يفتحون النار بشكل عشوائي على الحشود التي تتزاحم للحصول على الطعام، وكأنهم يحملون “رخصة للقتل”، وسط مطاردات جماعية للمواطنين الفلسطينيين دون أي مساءلة أو محاسبة، وفقا لوكالة “قدس برس” الفلسطينية.
وقال لازاريني إن “البحث عن الطعام في قطاع غزة بات مميتًا بقدر القصف”، موضحًا أن “أونروا” تلقت تقارير تؤكد استشهاد أكثر من ألف فلسطيني من المجوعين منذ نهاية مايو الماضي، في ظل ما وصفه بـ”واقع جحيمي لم يعد يُحتمل”.
وأضاف أن المجاعة تشتد يومًا بعد آخر في قطاع غزة، ولا أحد بمنأى عنها، مشيرًا إلى أن الأطباء والممرضين والصحفيين والعاملين في المجال الإنساني أصبحوا يعانون من الجوع الشديد، ويُغمى على الكثيرين منهم أثناء أداء مهامهم من شدة الإرهاق وسوء التغذية.
وذكر المفوض العام لـ”أونروا” أن هذا “لا يمكن أن يكون هو الوضع الطبيعي الجديد”، مشددًا على أن المساعدات الإنسانية لا يجوز أن تتحول إلى مهمة ينفذها المرتزقة.
وتابع: “نحن في الأمم المتحدة، ومعنا شركاؤنا الإنسانيون، نمتلك الخبرة والقدرة والموارد لتقديم المساعدات بأمان وكرامة وعلى نطاق واسع، وقد أثبتنا ذلك في فترات سابقة من وقف إطلاق النار”.
وختم لازاريني تصريحاته بمطالبة عاجلة بوقف هذه “الجريمة البشعة” والضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي ذات السياق حذر مدير مستشفى الشفاء، الدكتور محمد أبو سلمية، من أرقام “مخيفة” قد تُسجَّل خلال الأيام المقبلة نتيجة تفشي المجاعة، مؤكدًا أن نحو 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، فيما دخل 70 ألفًا منهم مرحلة سوء التغذية الحاد.
وقال أبو سلمية، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إن حصيلة ضحايا المجاعة في قطاع غزة ارتفعت إلى 21 شهيدًا خلال الساعات الأخيرة، محذرًا من “أرقام مخيفة” من الوفيات في الأيام المقبلة بسبب التجويع المتعمد الذي يتعرض له سكان القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، في وقت سابق اليوم الثلاثاء، عن وفاة 15 فلسطينيًا بينهم 4 أطفال خلال الساعات الـ24 الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية المتفاقمين بفعل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
وبذلك، يرتفع إجمالي عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 101 حالة، بينهم 80 طفلًا.
وقالت الوزارة، إن أعدادا غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من شتى الأعمار تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين.
وحذرت الوزارة بأن المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم؛ نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود.
وأكدت الوزارة أن مراكز توزيع “المساعدات” تتعرض لهجمات إسرائيلية متكررة، كان آخرها خلال الساعات الماضية، حيث استُشهد 5 مدنيين وأُصيب 52 آخرون، ليرتفع بذلك عدد ضحايا استهداف ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت” الأمريكية إلى 1,026 شهيدًا و6,563 جريحًا، في واحدة من أبشع صور الاستغلال الإنساني وتحويل الإغاثة إلى فخ قاتل للمدنيين.