نبيل نعمان –
تعاني اليمن من أزمة كبيرة في مجال الطاقة الكهربائية أرخت بظلالها الكئيبة على مجمل نواحي الحياة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية وحتى السياسية.. عمقتها أزمة قيمية تتمثل في لجوء البعض إلى تخريب خطوط نقل الطاقة القادمة من المحطة الغازية بمأرب بصورة أصبحت تثير القرف. وإذا ما وضعنا جانبا◌ٍ الأزمة القيمية وتحدثنا عن الأزمة البنيوية الناجمة عن قدم محطات الكهرباء وتهالك الكثير منها وعدم تحديثها باستمرار لتواكب زيادة الطلب وعدد السكان فإنه يمكن البحث عن بدائل من شأنها أن تشكل خيارات آمنة وممكنة التحقق في مناخ اليمن المتنوع لتغطية العجز في الكهرباء من جهة وحماية البيئة من جهة أخرى وأقصد بذلك مشاريع الطاقة المتجددة حيث بات ينظر لها عاليا◌ٍ على أنها طاقة المستقبل. شمس¡ رياح¡ حرارة وغيرها من المصادر المتاحة على المستوى المحلي يمكنها أن تكون بدائل لتوفير الطاقة والسير في طريق التنمية المستدامة¡ ورغم أن مشاريع من هذا النوع عادة ما تكون مكلفة لكنها غير مستحيلة.. إذا ما أحسنا تلمس بداية الطريق واستطعنا استغلال الزخم الدولي الداعم الدولي السخي لهكذا مشاريع من منظور حماية البيئة.
مشاريع الطاقة المتجددة في اليمن ليست فكرة جديدة فقد ثم التطرق لها من قبل جهات مثل وزارتي المياه والبيئة والكهرباء والطاقة وهناك جهود بذلت ودراسات نفذت ودعم تحقق لكنها لم تصل إلى المستوى المؤمل¡ والمطلوب الآن هو مواصلة السير قدما◌ٍ وبخطى أكبر ورؤية أوضح ولتكن البداية من خلال مشاريع نموذجية في أكثر من منطقة وخاصة في تلك المصنفة كمحميات طبيعية أو تلك المؤهلة حتى تتراكم الخبرات والقدرات ويمكن تقييمها وتوسيعها مستقبلا◌ٍ. فهل تجد اليمن ضالتها لحل مشكلة الطاقة من خلال استغلال الموارد المتجددة وتشق طريقها بقوة في هذا المجال اليوم قبل الغد وإنجاز اختراق فيه لتوفير الطاقة الكهربائية من جهة وحماية البيئة من جهة أخرى¿ ربما من يدري أن يصدق الأثر القائل «الحاجة أم الاجتراع» والإبداع أيضا◌ٍ.
Prev Post
قد يعجبك ايضا