اليمن في واجهة المواجهة.. صمود عسكري في سبيل غزة

صلاح زياد المدهون

 

في خضم العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، يبرز موقف اليمن كعلامة فارقة في مشهد عربي يترنّح بين البيانات الدبلوماسية والتردد السياسي. فاليمن، وعلى الرغم من معاناته الداخلية والصراعات التي تنهك جسده منذ أعوام، اختار أن يتقدّم الصفوف دفاعاً عن فلسطين، ليثبت أن القضايا العادلة لا تنطفئ شعلتها رغم الألم.

من خلال قواته المسلحة بتشكيلاتها المتعددة، أظهر اليمن إصراراً نادراً على كسر الصمت العربي الرسمي، واضعاً ثقله العسكري في ساحة الصراع، ومستجيباً لنداء غزة المستغيثة تحت نيران الاحتلال. ولم تمنعه الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية المتكررة، التي استهدفت الأراضي اليمنية انتقاماً، من المضي في موقفه الثابت والداعم للمقاومة الفلسطينية.

فقد اتخذت القوات اليمنية إجراءات عسكرية مباشرة ضد المصالح الإسرائيلية، بدءاً من فرض حصار بحري خانق على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر، في خطوة وصفت بأنها جريئة وغير مسبوقة في التاريخ المعاصر. واستكمالاً لهذه المواجهة، فرض اليمن أيضاً حصاراً جوياً على مطار اللد، الذي يُعرف إسرائيلياً بمطار بن غوريون، معرقلاً حركة الملاحة فيه، في رسالة عسكرية لا تخلو من الرمزية والسيادة.

ولعلّ أبرز ما أثار الانتباه، إقليمياً ودولياً، هو استهداف مدينة يافا المحتلة (تل أبيب) بصواريخ فرط صوتية، وهي تقنية متطورة تعكس مدى استعداد اليمن للتصعيد في حال استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. هذه الضربات، التي كسرت الجمود الاستراتيجي في المنطقة، لم تكن سوى إعلان واضح أن اليمن لا يساوم على مبادئه، ولا يتراجع أمام التهديدات.

وفي ظل هذا المشهد المتوتر، أعلن اليمن أنه لن يتوقف عن هذه العمليات العسكرية إلا في حال وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع. إنه موقف لا يخلو من المخاطرة، لكنه ينبع من قناعة دينية وطنية وأخلاقية بأن فلسطين ليست مجرد قضية، بل اختباراً لكرامة الأمة.

اليمن اليوم لا يقاتل من أجل غزة فقط، بل من أجل كسر المعادلات الصامتة، وإعادة تعريف مواقف الشعوب الحرة تجاه الظلم. في زمن الصفقات والتطبيع، يكتب اليمن اسمه بأحرف من نار وصمود.

صحفي فلسطيني.

قد يعجبك ايضا