عندما نتكلم عن الكرة الكويتية والماضي المشرق الذي مرت به لابد أن تكون لذلك الكلام حكاية ووسط الحكاية حكايات هي من جعلت للكويت اسماٍ مرموقاٍ في عالم الساحرة المستديرة وأوصلتها إلى أن تتوج بحضور نهائيات كأس العالم في الأندلس وهي البطولة التي وصل فيها المستوى الفني والمهاري والإبداعي إلى أعلى ذروته ولم ترتق اليه اي بطولة عالمية بعد ذلك وبالتالي فإنه شرف كبير للكرة الكويتية التواجد في افضل بطولة لكأس العالم إلى حد الآن وهو دليل غير عادي يؤكد مدى مابذل من جهود للوصول إلى هذ المستوى وهذا الشرف الرفيع وحقيقة لا يخفى على أي متابع أو مهتم بشأن كرة القدم الكويتية أن هناك رجالاٍ استغلت الظروف وعرفت كيف تبدأ بمشوار الارتقاء رويداٍ رويداٍ إلى أن وصلت بالكرة الكويتية الى قمة الألق والتألق في الميادين والمحافل العالمية وبطبيعة الحال يقف على رأس هؤلاء الرجال رجل احبه الجميع وصفق له الجميع ليس لما قام به من عمل جبار للرياضة في بلده وإنما أيضاٍ لمواقفه وأصالته وشهامته التي تجلت بوضوح في كثير من الأمور الهامة التي تخدم شعوب وشباب الأمة العربية والاسلامية طبعاٍ اتضحت لكم صورة هذا الرجل إنه الشهيد فهد الاحمد الجابر الصباح العلامة التي لا زالت وستبقى مضيئة في سماء الرياضة العربية والآسيوية والعالمية لقد صنع الشيخ الشهيد فهد الاحمد رحمة الله علىه اسما قوياٍ ومرموقاٍ للكرة الكويتية وجعل الصغير مع الكبير يتغنى بها في ذلك الوقت القريب وبصراحة أخرى كان للإعلام الكويتي هو الآخر دور رائع في نقل تلك الصورة والطفرة الكروية المميزة فكانت اذاعة الكويت تنقل باستمرار مباريات الدوري العام ومباريات المنتخبات الكويتية سواء الوطنية أو العسكرية أو غيرها وكان صوت كبير المعلقين العرب خالد الحربان «ابو يوسف».. ومعه كثير من زملائه أمثال عبدالرحيم فخرو وصادق بدر وغيرهم يلعلع في أذان المستمعين وكان الكل حسب ما اتذكر في تلك السنين المبكرة من عمري مولعاٍٍ بل مغرماٍ بأندية القادسية والعربي والكويتي والسالمية وكاظمة والتضامن والنصر والجهراء وخيطان والفحيحيل واليرموك والساحل والصيلبخات والشباب بل أن هناك من يحفظ عن ظهر قلب أسماء ونجوم لاعبي تلك الأندية وإن كان للقادسية ولنجومه الشعبية الاكبر إلا أن للعربي والسالمي والكويت وكاظمة محبين وجماهير عاشقة إلا أنها لا تضاهي الشعبية الجارفة للقادسية ونجومه الكبار ابتداء من المرعب جاسم يعقوب والملك فيصل الدخيل حمد بو حمد وسعود بو حمد والمرحوم فاروق ابراهيم ورضى معرفي وجاسم بهمن واحمد الشويني وعبدالله نواف وعبدالله عبدالرسول ومن ثم جيل عبدالعزيز حسن وراشد بديح وحمد الصالح وغيرهم ولهذا كان للاعلام الكويتي دور كبير في الرفع بالكرة الكويتية وابرازها ولا ننسى هنا مجلة الرياضي العربي الكويتية التي كان لها الاخرى دور ايجابي وفعال في هذا المسألة وكذلك صحيفة الجماهير التي ظهرت واختفت سريعاٍ وكانت واحدة من اجمل الصحف الرياضية على الاطلاق ولهذا كانت الكويت تعيش نهضة شاملة ومتجانسة وفقاٍ وخطة مدروسة ومحكمة من قبل القائمين على الشأن الرياضي في كويتنا الحبيبة وعلى رأسهم الرجل الذي خسرناه جميعاٍ الشهيد البطل فهد الاحمد الصباح وحقيقة ما جعلني اسرد هذه الاسطر هو العودة اللافتة للكرة الكويتية وظهور نجلي الشهيد أحمد وطلال خلف لتلك العودة وهو ما ذكرني بتلك الايام الجميلة وما كان يفعله ويقدمه والدهما الشهيد فهد الاحمد وبصراحة فان المتابع للكرة الكويتية ومايدور في اروقتها وودهاليزها لن يتفاجأ بما قدمه المنتخب الكويتي في غرب آسيا وما يقدمه الآن في خليجي عشرين فالعودة الملموسة والحقيقية بدأت منذ بضع سنوات فبرزت أندية القادسية والكويت بشكل لافت في البطولات الآسيوية وكان بمقدور القادسية الوصول للمباراة الختامية لأبطال الدوري لولا الهزيمة غير المتوقعة من الكرامة السوري الذي وصل إلى المباراة النهائية وكان المنتخب الكويتي قبل ذلك حاضراٍ بقوة في خليجي17 في الدوحة ولم يحالفه الحظ في خليجي 19 في مسقط بينما كانت التشكيلة الغريبة والعجيبة للمدرب صالح زكريا في خليجي 18 هي من افقدته هويته الحقيقية.
الخلاصة إن هناك من يعمل بدون ضجيج وبصمت رهيب يسير في اتجاه إعادة امجاد الماضي وربما التفوق علىه من خلال هذه الكوكبة المميزة من اللاعبين الذي بمقدورهم اللعب حتى خارج الدوري الكويتي وخصوصاٍ النجم بدر المطوع وزميليه عبدالعزيز المشعان وفهد العنزي وغيرهم ولهذا ليس بغريب أن ينافس المنتخب الكويتي على كأس الخليج وأن ينافس بعد ذلك على كأس آسيا في الدوحة ومن بعدها يطمح في الوصول إلى كأس العالم بالبرازيل خلاصة الخلاصة.. اتوقع بما لا يدع للشك أن يعيد الشيخ أحمد الفهد بريق الكرة الكويتية المعروف ومعه أخوه طلال الفهد الذي كان لاعباٍ مميزاٍ استطاع أن يقتحم في منتصف الثمانينات تشكيلة منتخب الشباب الكويتي المشارك بنهائيات كأس آسيا إلا أنه فضل بعد ذلك الابتعاد والتفرغ للعمل الإداري وهو الشيء الذي يساعده مع شقيقه الاكبر أحمد الذي يمتلك خبرة إدارية كبيرة من خلال كثير من المناصب التي تبوأها على صعيد العمل الرياضي ناهيك عن الحب والحماس والاندفاع الكبير الذي يمتلكانه للنهوض بالرياضة الكويتية عموماٍ وهو الأمر الذي سيعطي دون شك مؤشراٍ واضحاٍ وصريحاٍ في قادم الايام لحضور قوي وفعال مثل ما اشرنا للأزرق الكويتي في المحافل الدولية.. وبالتالي ليس بغريب أن يكون ابن الوز عوام وأن تستمر حكاية «أوه يالأزرق» وتكون بداية الاهازيج والافراح من خليجي عشرين.