الكويت والعراق في قمة كروية تاريخية 

 ستكون المواجهة الافتتاحية لنصف نهائي كأس الخليج العربي العشرين .. مواجهة تقليدية وتاريخية حين تجمع حامل الرقم القياسي في البطولة الخليجية المنتخب الكويتي وبطل آسيا المنتخب العراقي.
مواجهة المنتخبين العراقي والكويتي التي تنطلق في الرابعة من عصر اليوم على إستاد 22 مايو الدولي بعدن في اللقاء الأول لنصف نهائي خليجي 20 المقام حالياٍ في بلادنا .. مواجهة نارية وساخنة تجمع منتخبين عريقين لهما صولاتهما وجولاتهما على مستوى البطولة الخليجية أو على المستوى القاري.
وستجذب هذه المواجهة أنظار العشاق والمتابعين في المنطقة عامة لما لها من أهمية ولما تمثله من قمة كروية  ساخنة لن تخلو من اللمسات السحرية والمثيرة والإبداعية التي ستدهش متابعيها.
قمة تسترجع الذكريات
القمة التقليدية بين الأزرق وأسود الرافدين تعود بالذكريات إلى أواخر السبعينيات والثمانينيات فبعد أن سيطرت الكويت سيطرة تامة على البطولة في الدورات الأربع الأولى بين عامي 1970م و1976م رفع انضمام العراق إلى بطولات الخليج سقف التحدي فأخذ يتبادل الأدوار مع الكويت في عزف ثنائي استمر حتى 1990م.
وكسر العراق احتكار الكويت للقب بفوزه بالكأس في النسخة الخامسة عام 1979م على أرضه وردت الكويت في السادسة عام 1982م في الإمارات (انسحب العراق) وتكرر المشهد مرتين فتوج العراق في النسخة السابعة في عْمان عام 1984م واستردت الكويت الكأس في الدورة الثامنة في البحرين عام 1986م ويعود العراق للتربع على العرش الخليجي عام 1988م في السعودية والكويت كانت حاضرة بقوة على أرضها للقب السابع في تاريخها في النسخة العاشرة عام 1990م (والتي انسحب العراق فيها احتجاجاٍ على التحكيم) وكانت الدورة العاشرة الأخيرة للعراق ثم عاد للمشاركة في دورات الخليج في النسخة السابعة عشرة في قطر عام 2004م وعادت الكويت لتْتوج بطلة مرتين عامي 1996م في عْمان و1998م في البحرين لترفع عدد ألقابها إلى تسعة في حين توقفت الحصيلة العراقية عند الأعوام الثلاثة 1979م و1984م و1988م.
تفوق عراقي في المواجهات المباشرة
والتقى المنتخبان في دورات الخليج ست مرات فاز العراق ثلاث مرات مقابل مرة للكويت وتعادلا مرتين آخرهما 1-1 في “خليجي 19” في عْمان عام 2009م وكان منتخبا الكويت والعراق أول من مثل عرب آسيا في نهائيات كأس العالم أيضاٍ ففتحت الكويت الباب في مونديال إسبانيا عام 1982م وحذا العراق حذوها في مونديال مكسيكو عام 1986م وذاق المنتخبان أيضاٍ طعم الفوز بلقب كأس آسيا الكويت منذ زمن بعيد وتحديداٍ عام 1980م والعراق في النسخة الأخيرة عام 2007م كما يشارك المنتخبان في نهائيات كأس آسيا المقبلة في الدوحة في يناير المقبل.
المنتخبان .. طموح بلوغ النهائي
ويطمح كل من منتخبي الكويت والعراق إلى بلوغ النهائي فالمنتخب الكويتي فشل في 5 دورات متتالية في ملامسة كأس الخليج رغم صولاته وجولاته فيها قبل ذلك والمنتخب العراقي خرج من الدور الأول في الدورات الثلاث الماضية التي شارك فيها بعد عودته إلى البطولة.
الأزرق أفضل والأكثر ثباتاٍ
وبات الأزرق الآن في وضعية أفضل تحفزه لاستعادة اللقب فأظهر حالياٍ أنه من أكثر المنتخبات الخليجية ثباتاٍ في المستوى ويعيش فترة استقرار فني بإشراف المدرب الصربي غوران توفاريتش ويحظى بعدد من اللاعبين الجيدين الذين خطفوا الأنظار في البطولة وفي مقدمتهم النجم بدر المطوع ومساعد ندا وجراح العتيقي والحارس نواف الخالدي وأبرز مواهب خليجي 20 حتى الآن الجناح الأيمن فهد العنزي الذي يتردد أنه تلقى عروضاٍ بالجملة أحدها من بارتيزان بلغراد.
وتصدر الأزرق المجموعة الأولى في الدور الأول ببراعة برصيد 7 نقاط بفوزه على قطر 1- صفر واليمن 3- صفر وتعادله مع السعودية سلبياٍ ولا يشعر منتخب الكويت وهو الوحيد الذي لم تهتز شباكه في الدور الأول بأي انجاز بالوصول للدور قبل النهائي للبطولة التي أحرزها آخر مرة عام 1998م.
وخرج منتخب الكويت في النسخة الماضية من الدور قبل النهائي بعد خسارته أمام السعودية 1- صفر لذلك سيسعى جاهدا لتخطي عقبة العراق لتعويض اخفاقه السابق.
وسيدخل منتخب الكويت هذه المباراة بروح معنوية عالية بعد المستوى الرائع الذي ظهر به اللاعبون خلال منافسات الدور الأول خاصة في الجولة الختامية عندما فازوا على اليمن مستضيف البطولة.
ورغم الفوز الكبير كان بوسع منتخب الكويت إضافة المزيد من الأهداف لو أحسن استغلال الفرص التي أتيحت لهم خاصة بدر المطوع الذي سجل هدفين وتسبب في ركلة جزاء جاء منها الهدف الثالث بالإضافة لفهد العنزي ووليد علي.
ومن المتوقع أن يعتمد الصربي جوران توفجيتش مدرب الكويت على نفس طريقة اللعب التي اعتمد عليها في الدور الأول مدعوما بتألق بدر المطوع في الهجوم والى جانبه الجناح الأيمن السريع فهد العنزي بتمريراته المتقنة ووليد علي بانطلاقاته من الناحية اليسرى.
وغالبا سيعهد توفجيتش لنواف الخالدي بمهمة حراسة عرين الأزرق خصوصا بعد أن حافظ على شباكه وتصدى لركلة جزاء من النجم السعودي محمد الشلهوب في وقت قاتل ومنح بلاده نقطة ثمينة في الدور الأول ومن أمامه خط دفاع محكم بقيادة مساعد ندا.
التشكيلة المتوقعة للكويت
نواف الخالدي وحسين فاضل ومساعد ندا وفهد عوض وعامر معتوق وجراح العتيقي وطلال العامر وفهد العنزي ووليد على وبدر المطوع ويوسف ناصر.
العراق البحث عن اللقب ليكون دافعاٍ معنوياٍ
أما المنتخب العراقي فيسعى إلى إحراز اللقب الرابع في تاريخه الذي سيمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل بدء مهمة الدفاع عن لقبه بطلاٍ لآسيا خصوصاٍ أن غالبية عناصره المشاركين في خليجي 20 ساهموا في الإنجاز الآسيوي وفي مقدمتهم يونس محمود ونشأت أكرم وهوار ملا محمد ومهدي كريم وعلاء عبدالزهرة وصالح سدير.
وحل منتخب العراق ثانياٍ في المجموعة الثانية برصيد 5 نقاط من تعادلين مع الإمارات وعْمان بالنتيجة السلبية وفوز على البحرين 3-2 .
ويتطلع المنتخب العراقي لتحقيق الفوز على نظيره الكويتي والتأهل لنهائي البطولة الخليجية في مباراة يدرك تماما مدى صعوبتها وتعويض فشله في أخر ثلاث بطولات في اجتياز الدور الأول طامحا بتقديم عرض جيد يليق بسمعته ويمنحه بطاقة المرور لنهائي البطولة.
ويطمح الألماني فولفغانغ سيدكا مدرب العراق إلى تحقيق إنجاز “يكون بمثابة جرعة معنوية للاعبيه للدفاع عن اللقب الآسيوي” وشدد “على جهوزية لاعبيه لمواجهة الكويت رغم أن المنتخب لم يْقنع بنتائجه في الدورة حتى الآن”.
وبدا سيدكا واثقاٍ من الفوز باللقب مؤكداٍ “تخلصنا من ضغوط الدور الأول وتحرر لاعبونا من العبء النفسي ونستطيع تخطي عقبة الكويت ومن ثم الزحف نحو اللقب”.
وسيحاول سيدكا الذي قال في بداية البطولة انه لا يملك عصا سحرية للتنبؤ بفوز العراق بلقب كأس الخليج التصدي لقوة الهجوم الكويتي بامتلاك منطقة منتصف الملعب عن طريق الثنائي القوي نشأت أكرم وهوار ملا محمد ومن المنتظر أن يواصل الألماني سيدكا الاعتماد في خط الهجوم على يونس محمود وعلاء عبد الزهرة الذي تردد مؤخرا أنه تلقى عدة عروض للاحتراف في الدوري الكويتي بينما تحوم شكوك حول استمرار عماد محمد في مركزه في ظل ظهوره بشكل متوسط.
التشكيلة المتوقعة للعراق
محمد كاصد وسامال سعيد وعلي رحيمة وسلام شاكر وقصي منير ونشأت أكرم وهوار ملا محمد وكرار جاسم وصالح سدير ويونس محمود وعلاء عبد الزهرة.
سجل المواجهات السابقة
وفي تاريخ دورات كأس الخليج العربي فإن المنتخبين العراقي والكويتي التقيا في سبع مباريات فازت العراق بثلاث منها وفازت الكويت بمباراتين فيما انتهت مباراتان بالتعادل وأحرزت الكويت أحد عشر هدفاٍ فيما أحرزت العراق ثلاثة عشر هدفاٍ وفيما يلي سجل مواجهاتهما في كأس الخليج:
– خليجي 4 في قطر تعادل المنتخبان 2-2 في العام 1976م.
– خليجي 4 في قطر فازت الكويت 4-2 في العام 1976م.
– خليجي 5 في العراق فازت العراق 3- 1 في العام 1979م.
– خليجي 7 في سلطنة عمان  فازت العراق 3-1 في العام 1984م.
– خليجي 8 في البحرين فازت الكويت 2-1 في العام 1986م.
– خليجي 9 في السعودية فازت العراق 1- صفر في العام 1988م.
– خليجي 19 بسلطنة عمان تعادل المنتخبان 1-1 في العام 2009م.
 
 

قد يعجبك ايضا