أثيوبيا تفقد باني نهضتها الحديثة ميليس زيناوي وتنصب ديسلين خلفا له في رئاسة الحكومة
متابعة/عبدالملك السلال –
تتشح أثيوبيا بالسواد لوفاة رئيس وزرائها ميليس زيناوي الذي جاءته المنية في العاصمة البلجكية بروكسل عن عمر ناهز الـ57 عاما اثر حكم دام واحداٍ وعشرين عاما اعتبرت خلاله أثيوبيا قوة إقليمية كبرى لعبت دوراٍ أساسياٍ في قضايا القرن الأفريقي لصالح استقرار المنطقة وتحسين العلاقات مع دول الجوار العربي حيث أسهم زيناوي في انبثاق تجمع صنعاء والقرن الأفريقي.
وبوفاته يخلف زيناوي فراغا كبيرا في منطقة شرق أفريقيا والقارة السوداء وينظر معظم زعماء العالم و قادة أفريقيا الذين أشادوا بدور زيناوي إلى إنه رجل سياسي من الطراز الأول كرس جهوده من خلال موقعة في رئاسة الوزراء لأجل إحلال السلام في القارة السوداء باعتباره يعرف ويقدر أهمية استقرار المنطقة التي تشتعل فيها بؤر النزاعات المسلحة والصراعات والفقر والمجاعة .
وفيما وصف عدد من قادة أفريقيا والعالم رحيل زيناوي بالخسارة الكبيرة عبروا عن تطلعهم في أن تسير حكومة أديس أبابا على نهج رئيس وزرائهم المتوفى من أجل سلامة استقرار القارة الأفريقية .
واعلن في أديس أبابا أن نائب رئيس الحكومة الأثيوبي هايلمير يام ديسلين سيتولى رئاسة الوزراء بعد وفاة ميليس زيناوي
مؤكدة عدم تغيير سياسة زيناوي وتمسكها بنهجة السابق إزاء قضايا المنطقة المصيرية
وفي معرض أشاد قادة عدد من الدول الأفريقية والعالم بالدور “الاستراتيجي” الذي لعبه في القارة السوداء رئيس وزراء أثيوبيا الراحل ميليس زيناوي وصف الرئيس الكيني مواي كيباكي في وفاة ميليس بأنه “خسارة كبيرة” معتبرا انه قائد “براغماتي وصاحب رؤية أمنت الاستقرار لبلده ووضعته على طريق النمو الاقتصادي”. وأضاف أن “المنطقة (شرق أفريقيا) وأفريقيا فقدت قيادة ومؤهلات المفاوض ميليس”.
وفي جنوب السودان أشاد وزير الإعلام برنابا ماريال بنجامين ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية بالدور الاستراتيجي الذي لعبه ميليس في العلاقات بين جوبا والخرطوم بعد انفصال الجنوب على اثر عقدين من الحرب معتبرا انه “قائد عظيم”.
وقال “كان رائعا ليس فقط في ما يتعلق بعلاقاتنا الاستراتيجية بين جنوب السودان وأثيوبيا لكن بصفته رئيسا للاتحاد الأفريقي كلف السعي إلى سلام بين السودان وجنوب السودان المستقل حديثا”.
وأعلنت وزارة الخارجية السودانية في بيان صادر لها بالخرطوم أن “القارة الأفريقية فقدت قائدا حكيما لعب دورا مهما في دعم الجهود من اجل السلام والاستقرار في القارة خصوصا عبر استضافة المفاوضات مع جنوب السودان لأكثر من عام”.
أما أوغندا فرأت أن وفاة ميليس “خسارة كبيرة لكل أفريقيا (…) لأنه ساهم في التوصل إلى حلول للمشاكل فيها”.
وأشار وزير التعاون الإقليمي الأوغندي عثمان كيينجي إلى أن ميليس أرسل في /نوفمبر2011 قوات بلاده إلى الصومال لدعم قوة الاتحاد الأفريقي التي تقاتل المتمردين الإسلاميين الشباب وتساهم كمبالا فيها. وعبر عن الأمل في أن تواصل الحكومة الأثيوبية الجديدة شراكتها مع هذه القوة.
وسبقها إرسال قوات إثيوبية إلى الصومال نهاية 2006 إلى 2009م
ونعى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما وفاة ميليس مؤكدا انه كان “قائدا قويا ليس في بلده فحسب بل في كل القارة الأفريقية يعمل كوسيط في عدد كبير من المناقشات وخصوصا في القرن الأفريقي”.
مشددا على أن جنوب أفريقيا “واثقة من أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية هايليمريام ديسيلين الذي سيكون رئيس الحكومة بالوكالة بموجب الدستور الأثيوبي سيواصل العمل للإبقاء على الاستقرار والسلام في المنطقة ليحمي بذلك إرث ميليس”.
من جهته أكد رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو أن زيناوي كان “زعيما أفريقيا محترما برهن على التزام شخصي كبير لسنوات عديدة لتحسين حياة الإثيوبيين وكل شعوب أفريقيا”. وشدد باروزو خصوصا على دوره من أجل إحلال “السلام والاستقرار” في القرن الأفريقي.
وبدوره رأي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن رئيس حكومة أثيوبيا الراحل كان “ناطقا ومصدراٍ مهماٍ لأفريقيا حول القضايا الدولية وبرهن على قدراته كقائد وصاحب رؤية في الصومال والسودان” البلدين المجاورين لأثيوبيا ويواجهان اضطرابات.
وأضاف: إن “مساهمته الشخصية في تنمية أثيوبيا وخصوصٍا إخراج ملايين الإثيوبيين من الفقر نموذجية في المنطقة ..
وفيما يلي نبذة عن حياة ميليس زيناوي:
ميليس زيناوي الذي عرف بتقشفه والذي ينظر إليه كأحد أهم القادة الأفارقة منذ تسلمه الحكم في إثيوبيا في 1991م عندما كان يقود حرباٍ أطاحت بنظام منغستو هايلا ميريام.
وتولى ميليس في سن الخامسة والعشرين من العمر الدعم من رفاق السلاح لقيادة جبهة تحرير شعب تيغريه في 1979م بعد خمس سنوات فقط من تخليه عن متابعة دراسة الطب للانضمام إلى ثورة التيغريه في شمال البلاد.
وولد ميليس زيناوي في الثامن من /مايو 1955 في عدوة وتولى مهام رئاسة الجمهورية في الفترة الممتدة بين (1991-1995) قبل تعديل الدستور الذي منح اثيوبيا نظاما برلمانيا.
وكان ميليس إلى جانب الرواندي بول كاغامي والأوغندي يويري موسيفيني من جيل القادة الأفارقة الذين وصلوا إلى الحكم في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات ورأى فيهم الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون قادة ممكنين لنهضة أفريقيا.
وكان ميليس محبوبا على الساحة الدولية حيث كان يمثل الوجه الجديد لإفريقيا وكثيراٍ ما نال الإطراء بسبب تركيزه على التنمية الريفية النابعة من القاعدة كذلك كان حليفا للولايات المتحدة فيما عرف بـ”حربها على الإرهاب”. الإسلامي في القرن الأفريقي.
وأجري الرجل القصير القامة الذي يضع نظارتين سلسلة إصلاحات اقتصادية في بلاده وشهدت أثيوبيا في عهده نموا اقتصاديا غير مسبوق بلغ 10 أضعاف ما كان الحال عليه قبل توليه السلطة
وعرف زيناوي بقدرته على التحكم في كل الملفات التي تعنيه وقد لعب في نهاية العقد الأخير دورا كبيرا في موضوع التغير المناخي في القارة الأفريقية وترأس في 2007 الشراكة الجديدة من اجل النمو في أفريقيا.