على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها المزارع اليمني جراء نقص وانعدام الديزل وارتفاع قيمته وتكلفة النقل والمدخلات الزراعية إلا أن فاكهة الرمان تجاوزت ذلك فهاهي الآن تعزز من تواجدها بالأسواق اليمنية مدعومة بأسعارها المناسبة للأسر وكميات كثيرة مما يجعلها الفاكهة الأولى في متناول الجميع معلنة بدء موسم الخريف المشهور بفواكهه الكثيرة والرمان على رأسها.
وقابلت الأسر اليمنية هذا التواجد بالترحاب نظرا لظروفها الصعبة المتعلقة بقلة الدخل جراء الحصار الاقتصادي والعدوان الذي تتعرض له البلاد منذ خمسة أشهر وارتفاع الأسعار فما كان من الرمان إلا أن جاء متوازنا بأسعاره مع قدرة الأسر الشرائية كما أن لذة وطعم هذه الفاكهة الشهية يعطيها قدرة تنافسية كبيرة على أقرانها من الفواكه الأخرى .
ميدانيا
في جولة إلى الأسواق الشعبية للفواكه بالعاصمة صنعاء وجدنا أن هناك كميات كبيرة من الرمان تواصل دخولها السوق حيث تتنوع الكميات الواصلة من المحافظات المختلفة كمحافظات صنعاء وذمار وإب فيما الرمان القادم من محافظة صعدة يتواصل تباعا لكن بكميات اقل مما يتوقع نظرا للأضرار التي أصيبت بها المحافظة جراء العدوان السعودي واستهداف الآبار الارتوازية والمزارع المثمرة ويقول درهم نايف متعهد فواكه في سوق صنعاء المركزي إنه يعتقد أن محافظة صعدة ستنتج هذا العام اقل إنتاج من الرمان فمنذ بداية الموسم قبل أسبوعين تتوافد يوميا كميات وعدد اقل من السيارات المحملة بهذه الفاكهة اللذيذة رغم أن صعدة هي المحافظة الأكثر إنتاجا في اليمن وهذا معروف منذ القدم لكن ظروف العدوان والحصار حالت دون ذلك.
ويلفت الأخ درهم النظر إلى نقطة مهمة في إنتاج الرمان لهذا العام والذي يقول انه يتسم بالضخامة من ناحية والجمال من ناحية أخرى فهو يرى أن فاكهة هذا العام مميزة بكبر الحجم والطعم واللون وهذا يعود إلى استفادتها من الأمطار التي منٍ الله بها على المزارع في صعدة وغيرها في موسم الأزهار مما جعلها مميزة وذات طعم فريد.
الأسعار
أسعار الرمان بدت مشجعة للأسر في اقتنائها والاستفادة منها على مائدتها هذه الأيام , ففي معظم الأسواق في العاصمة صنعاء يباع الكيلو الرمان في المتوسط ما بين 250-350 ريالا ويعتبر هذا السعر مناسبا للأسر من حيث المبدأ مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى. وهناك أسعار أخرى لأنواع متميزة يباع الكيلو منها بـ500 ريال في السوبرماركت الكبيرة وتعرف بأنها أنواع مخصصة من هذه الفاكهة وعموما تمثل الأسعار التي باتت في متناول الجميع فرصا متنوعة أمام الأسر للاستفادة منها وفي هذا الصدد يقول علي الرضي صاحب سيارة يبيع في الشوارع العامة انه يشتري من المزارعين بالجملة ويقوم بالبيع للناس بأسعار تشجيعية نظرا للكميات الكبيرة المتوفرة في السوق من قبل المزارعين.
الإنتاج
ووفقا لبيانات وزارة الزراعة والري فإن إنتاج اليمن من فاكهة الرمان بلغ العام الماضي أكثر من28 ألف طن في مساحة زراعية تجاوزت ألفين و800 هكتار وبزيادة 3 ألآف طن عن إنتاجية عام 2011م. لكن خبراء زراعيين من هيئة البحوث الزراعية بذمار يعتقدون أن إنتاج العام الحالي 2015م ربما يقل عن 30 ألف طن في اقل تقدير مشيرين إلى أن محافظة صعدة لن تنتج سوى 50% منه نظرا للظروف القاسية التي تعرضت لها مزارعها جراء العدوان والقصف والحصار وانعدام المشتقات النفطية.
لمحة تاريخية
يعتبر الرمان من أقدم أنواع الفواكه التي تزرع في اليمن وتنتشر زراعتها في محافظات( صعدة وعمران وذمار) وتزدهر زراعته بشكل رئيسي في محافظة صعدة والتي تنتج أجود أصناف الرمان وعادة يبدأ موسم زراعة المحصول في اليمن من يونيو وينتهي في نوفمبر .. ويعد الصنف الطائفي من أهم أصناف الرمان وثماره كبيرة ولون قشرته أخضر مصفر وأخضر محمر والبذور مندمجة مع بعضها والرمان من الفواكه المحببة لدى كثير من المستهلكين وثماره ذات قيمة غذائية فضلاٍ عن كونه أحد المحاصيل الهامة من الناحية الاقتصادية والتسويقية .
فوائد
تحتوي ثمار الرمان على سعرات حرارية عالية وهو غني بالماء حيث تزيد نسبة الماء فيه على 80% كما أنه يحتوي على الألياف بنسبة بسيطة لا تتجاوز الـ3% وكذلك السكر 10% والدهون والفوسفور والحديد والكربوهيدرات والبوتاسيوم والحامض.
وقد أثبتت دراسات حديثة أهمية وفاعلية الرمان في علاجات شتى فهو يقوي عضلة القلب وله دور بالغ الأهمية في علاج الوهن العصبي والتهاب الغشاء المخاطي .. ولا تقتصر فائدة الرمان على (حبه فقط) ولكن كله فوائد حيث يعمل عصير الرمان الحامض على الوقاية من مرض (النقرس) لأنه هاضم فعال للدسم نظراٍ لارتفاع نسبة الأحماض العضوية فيه.
وقد أكدت الدراسات أيضاٍ على أهمية جديدة لعصير الرمان حيث يعمل بفاعلية كبيرة على منع تشكيل الحصوات في الكلى كما يفيد دبس الرمان إذا أضيف للطعام في الحفاظ على مستوى صحي متميز وجيد وهو عامل وقائي ضد العديد من أمراض كثيرة قد يتعرض لها الإنسان كما أنه دواء حلو لا ينفر منه أحد كبيراٍ كان أو صغيراٍ .
الطاقة الشمسية
دخلت الطاقة الشمسية مؤخرا في ري مزارع الرمان بصعدة فكانت ملجأٍ للمزارعين لكن تكلفتها العالية منعت من انتشارها لأنها تكلف 7 ملايين ريال ويطالب المزارعون الجهات البنكية بدعم المزارعين مستقبلاٍ ليتعزز إنتاج الفواكه عموما في اليمن .