عجاف السنين

طاهر محمد الجنيد

 

مرت ست من السنين العجاف على شعبنا وبلادنا اليمن السعيد، حرب ضروس يشنها تحالف العدوان والإجرام لا يستثني من نيرانها شيئاً دمر المنشآت والطرقات والبيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات وكل ما له صلة بحياة الإنسان، فرض الحصار براً وبحراً وجواً، مستفيداً من تفوق آلته العسكرية وثرائه المادي، ولكنه لم يستطع تركيع شعبنا اليمني الذي يقود معركته المصيرية مع تجار الحروب ومصاصي الدماء وناهبي الثروات ومجرمي الحروب شذاذ الأفاق.
صحيح أن القيادة السياسية ممثلة بأنصار الله وحلفائهم يقودون زمام المبادرة لدحر العدوان، لكن ما هم إلا وكلاء لشعب الإيمان والحكمة الذي يرفض الذل والهوان، ويقاوم الغزو والطغيان، فالشعب اليمني معروف بولائه لله ولرسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – وهو بذلك يستمد العون والنصر من إرادة الله التي لا تقهر.
لقد كشفت السنوات الماضية كثيراً من الحقائق التي كانت مغيبة عن أهداف تحالف العدوان من وراء عدوانه واستمراره ويمكننا أن نجمل بعضاً من تلك الحقائق دون الإحاطة بها وعلى النحو الآتي:
1- رغبة السيطرة والهيمنة على اليمن أرضاً وشعبناً وحضارة وإنساناً، فرغم أن السعودية ما زالت تحتل الأرض اليمنية في جيزان وعسير ونجران، إلا أنها لم تكتف بذلك، بل إنها ما زالت تتوسع على طول الحدود الممتدة من البحر الأحمر وحتى حدود عمان متجاوزة بذلك اتفاقيات الحدود الموقعة بين البلدين (الطائف – وجدة)، وهذا النهج التوسعي يهدف إلى الاستيلاء على أكبر قدر من الثروات الطبيعية واستغلالها لصالح تحقيق أطماع تجار الحروب وتدمير إمكانات ومقدرات الأمتين العربية والإسلامية .كان بإمكان السعودية كمنظومة استعمارية بالوكالة أن تكتفي بما استولت عليه من بقية دول الخليج براً وما استولت عليه من أراض وجزر بحرية مصرية، لكنها ترى أن ذلك لا يكفي فجاءت إلى اليمن لتثبت حضورها وتستهلك مخزون السلاح المكدس في مخازنها منذ سنوات مضت لصالح شركات السلاح التي هم ممولوها وأهم شركائها.
2- قد لا تشاطر الإمارات العربية المتحدة السعودية ذات الهدف، لانعدام الحدود مع اليمن، لكنها تعوض عن ذلك بالسعي للاستيلاء على المنافذ البحرية والسواحل، حتى أنها ذهبت بعيداً بأطماعها للسيطرة على جزيرة سقطرى وغيرها من الجزر، مستعينة بالخونة والعملاء المستأجرين لتنفيذ المهمة من داخل اليمن وخارجها، ووصل الحال بهم (الإمارات والسعودية) إلى الاستعانة بالعدو الصهيوني لتحقيق تلك المطامع الخبيثة، مما يؤكد أن العدوان على اليمن يُدار من عاصمة الاستكبار العالمي أمريكا ومن عاصمة الكيان الصهيوني، قد يستغرب البعض ويعده نسجاً من الخيال، لكن كل الشواهد على أرض الواقع تؤكد ذلك، فكل الدول الاستعمارية شريك أساسي في هذا العدوان وإن تفاوتت نسب المشاركة فيه وبرزت أدوار البعض حتى ظهرت ملامح العدوان من خلال أدواته وصنائعه الذين أوكل إليهم القيام بالمهام القذرة نيابة عنهم، فاليمن شعب مسالم لا يرضى الأذية والسوء لأشقائه في دول الخليج أو غيرها من البلدان العربية والإسلامية، يحترم من يحترمه ويقاسمه همومه وآلامه ولا يضمر حقداً ولا سوءاً لشعوب الخليج خاصة ولأبناء الأمة العربية والإسلامية عامة.

قد يعجبك ايضا