أبو الحسن المصري.. أمير القاعدة في جزيرة العرب يقود جبهة العدوان بمارب: الدفاع عن الملاذ الأخير لـ “قطعان الإرهاب وحشد المرتزقة والعملاء”

الثورة / عبدالقادر عبدالله
نشر القيادي “الإخواني” محمد الحزمي على حسابه في تويتر مقطع فيديو يظهر فيه أبو الحسن الماربي “المصري” الذي يعتقد أنه زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي عُيِّن بعد اعتقال باطرفي الذي عٌيِّن سابقا خلفا للمقتول قاسم الريمي ، وكتب الحزمي في تغريدته (شاهدوا كلمة قوية للشيخ أبو الحسن السليماني الماربي حفظه الله يتحدث عن واجب الدفاع عن مارب اليمن) ، في الفيديو يظهر الإرهابي أبو الحسن المصري أو الماربي كما يسمي نفسه وهو يحرض على قتال من يصفهم بـ”الحوثيين” ، ويقول إن ما يفعله مقاتلوه هو دفاع عن مارب.
ويحاول تحالف العدوان ومرتزقته وعملاؤه الدفع بكل ثقله لمواجهة تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية باتجاه آخر معاقلهم في مدينة مارب ، وتحتشد عناصر القاعدة الإرهابية وداعش ضمن صفوف ومعسكرات تحالف العدوان ومرتزقته في ما يعتبرونه معركة أخيرة ، وجاء ظهور أبو الحسن الماربي المصري متزامنا مع إعلان داعش رسميا المشاركة في عمليات عسكرية نفذها التنظيم قبل أيام في منطقة الكسارة ضد قوات الجيش واللجان الشعبية.
ويشير ظهور أبو الحسن المصري الماربي والذي تفيد معلومات أنه هو زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى أن القاعدة تنخرط إلى جانب حزب الإصلاح وبقية المرتزقة وقوى العدوان في معارك مارب ، ويرتبط تنظيم القاعدة بعلاقات وثيقة مع ” الاخوان” حزب الإصلاح ، وقد شاركت مليشيا الإخوان إلى جانب القاعدة في معاركها مع داعش التي اندلعت خلال الثلاثة الأعوام الماضية في منطقة قيفة ويكلا بالبيضاء ، لكن إعلان داعش الأخير في نفس المعركة يؤكد أن الخلافات قد تم تسويتها، وحسب معلومات فإن السعودية تدخلت في وقت سابق لتسوية الخلافات بين التنظيمين ودفعهما للقتال في مارب.
وخلال الأعوام الماضية ظل المدعو أبو الحسن المصري، رئيسا لما يسمى دار الحديث في مارب ، أبو الحسن الماربي المصري الجنسية هو زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دفعت به السعودية إلى زعامة التنظيم الارهابي بعد اعتقال باطرفي الذي بويع بعد مقتل قاسم الريمي الزعيم السابق للتنظيم بعد مقتله بطائرة أمريكية في فبراير العام 2020 بمنطقة عبيدة شرق مدينة مارب ، وتشير معلومات إلى أن المصري تمت مبايعته من قبل القاعدة نهاية العام المنصرم في منزل قيادي إصلاحي في مارب قبل عام ، ويعتبر ظهوره اليوم في صفحة النائب الإخوانجي محمد الحزمي وهو يعلن النفير دليلاً على أن العدوان يدفع بثقله وأوراقه كلها دفعة واحدة لتلافي الانتكاسة في مارب.
في ثمانينيات القرن الماضي، وطأ أبو الحسن مصطفي بن سيد أحمد السليماني بقدميه اليمن، وهو مصري من مواليد المنصورة في العام 1958. كان حينها أحد المدرسين المصريين “الإخوان” الذين استعين بهم لتأسيس ما عُرف بعد ذلك بـ”المعاهد العلمية” التي مهدت لتوسع فرع الجماعة في اليمن ، وخلافا لبقية المصريين، لم يعمل أبو الحسن المصري مدرساً سوى لثلاثة اشهر في مديرية خولان بصنعاء وتحديداً في بني بهلول.. لم يمض على وصول أبي الحسن الماربي ثلاثة أشهر قبل أن يقرر الانتقال إلى مارب بالتزامن مع بدء تأسيس مدارس دينية في المحافظة لصالح عبدالعزيز بن باز، مفتي السعودية ، ورئيس كبار هيئة العلماء، حينها تفرغ الماربي لدراسة العلوم الشرعية وبدأ بفتح خطوط تواصل مع بن باز والألباني وقيادات سلفية موالية للسعودية في الداخل كمقبل الوادعي، المؤسس لمركز الحديث بدماج.
في العام 1410 هـ ، أسس الماربي دار الحديث في مارب بعد جولات مكوكية بين السعودية واليمن، وكان هذا المركز منطلقا له للتوسع داخليا وخارجيا، حيث زار حينها الأردن للقاء الألباني، بالتزامن مع بدء التوسع نحو مناطق النفط في شبوة والجوف وحضرموت، وجميعها مناطق نفطية ومحاذية للسعودية التي تطمع بالاستحواذ عليها بحكم احتفاظها بمخزون قومي من الثروة لليمن.
عقب مقتل قاسم الريمي في العام 2020 ، عُيِّن باطرفي زعيماً للتنظم التكفيري ، لكن باطرفي لم يكن مقبولاً من السعودية التي أرادت تسوية الخلاف بين القاعدة وداعش وتوحيد جبهتهما ، فأعلنت اعتقال باطرفي من حضرموت ودفعت السعودية بالمصري ونصَّبته زعيما للقاعدة الإرهابية ، وعززته بأسلحة وعتاد عسكري هائل ، وطلبت منه تجهيز 6 آلاف مقاتل في إطار حرب النظام السعودي العدوانية على اليمن ، عقب ذلك استقدم المصري عناصر إرهابية من سوريا وبدأ بالانخراط في القتال فعلياً وبشكل مضاعف على ما كان في الأعوام السابقة ، مارب مهمة للسعوديين والأمريكيين والبريطانيين وفي هذه الأدوات الإرهابية يجدون ما ليس في غيرها من الشراسة التي تبقي السيطرة على المناطق الاستراتيجية بالنسبة لهم.
مشاركة القاعدة وداعش في جبهات العدوان الامريكي السعودي ليست وليدة اللحظة ، لكنها في المعارك الأخيرة بمارب تعد الأوضح على الإطلاق لاعتبارات تتعلق بجغرافيا مارب التي تعدها التنظيمات الإرهابية بيئة خصبة لها وفرتها السيطرة الإخوانية على المحافظة علاوة على التواجد المبكر لهذه العناصر منذ عشرات السنين في مناطق قبلية بالمحافظة ، وبحسب خرائط أمريكا والسعودية التي أوجدت هذه التنظيمات في مناطق الثروة في اليمن وفي غير اليمن.
القاعدة والإخوان واحدية الفكر والمنطلقات
يرتبط أبو الحسن المصري زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بولائه لجماعة الإخوان ، ويحتفظ أيضاً بعلاقات مماثلة مع تنظيم داعش “مؤسسه أبو بكر البغدادي” حيث اندلعت بينها وبين القاعدة معارك مميتة خلال السنوات الماضية ، وقد جاء تعيينه خلفا للريمي كجزء من تسوية الخلافات بين داعش والقاعدة ، وظهر اسم أبو الحسن المصري كقيادي في القاعدة في 2002، وتحديداً عقب مواجهات بين قوات أمنية وعدد من طلاب دار الحديث الأجانب في مارب، بعد ذلك بأيام اعترض الأمن السياسي نحو 70 طالبا في مركز الحديث قدموا لتوهم من بلاد المغرب العربي وإندونيسيا لمساندة الماربي حينها ، وظل عدد من طلاب الماربي في سجن الأمن السياسي، قبل أن يصل الماربي إلى صنعاء حينها للمطالبة بإطلاق سراحهم، وكانت تربطه علاقات وطيدة بقيادات في النظام السابق الذي ظل يتخذه كمدخل لابتزاز المجتمع الدولي.

قد يعجبك ايضا