عزائمه من الجوزاء أعلا .. وكان المستحيل لديه سهلا

في يوم تشييعه: العلامة الراحل سهل بن عقيل في ميزان العلماء

 

 

تفيض مشاعر العلماء حزناً.. على فقد الحبيب ابن الحبيب.. ففي مشهد طافح بالألم لفقد الحبيب الراحل العلامة سهل بن عقيل أدلى كل بدلوه، فإذا به ينتزع من بين الألم أملاً ومن ظلمة جب الفقد نوراً.. نوراً يتلألأ من إشعاعات سيرة العلامة الراحل، ذلك النور الذي يأبى الرحيل، ويستحيل عليه الأفول.. إنه نور الهداية المحمدية، نور البصيرة النافذة والعمل الصالح، نور العلم الحق المعمول به..

الثورة / صلاح الشامي

فلنتنقل بين فراديس الأولياء العلماء الذين كان سيدي الراحل العلامة سهل بن عقيل لكل منهم أباً وأستاذاً وقدوة.
إنها سيرة حياة عطرة مكتظة بالمواقف الجهادية التي تصنع من الرجل رجلاً ومن العالم عالماً وإلا فأجهزة الحاسوب وذواكر الهواتف تستوعب من العلم أكثر مما يستوعب العلماء.
إنها مسيرة قرآنية لا ينتمي إليها إلا من كانت مرآة قلبه مصقولة، وإناء فؤاده نظيفاً من قذارات التطرف وأقذاء الأهواء التي وصلت إلينا باعتبارها اتجاهات وآراء وحريات وأفكار بينما هي تنتقص حتى قيمة الآدمية في الإنسان وتجعل منه مجرد أداة أو آلة بيد عدوه، يوجهها حيث يشاء.
الحبيب سهل بن عقيل أكبر من أن تحتوي وصفه اللغة، أو تعبر عنه الأشجان.. إنه علم من أعلام الهدى وحسب، ويكفيه أنه عاش مجاهداً حراً وما زال بيننا بخلقه وسيرة حياته.. فليكن لنا أسوة وليكن الله راحمه في أخراه كما وفقه للخير وخدمة العلم والجهاد وقول الحق في حياته الدنيا..
فلنقف هنا.. لننصت إلى ما قال علماء اليمن عنه، وماذا هو بالنسبة لهم ولليمن.. بل وللأمة العربية والإسلامية جمعاء.
توفاه الإله فقال : أهلا
وكان المستحيل لديه سهلاً
نعم سهل بن إبراهيم كانت
عزائمه من الجوزاء أعلا
هنا كانت البداية مع رجل عظيم وابن رجل عظيم أيضاً.. مع الولي العارف بالله العالم الرباني العلامة عباس إسماعيل إسحاق وقد افتتح كلامه بهذين البيتين:
توفاه الإله فقال : أهلا
وكان المستحيل لديه سهلاً
نعم “سهل بن إبراهيم” كانت
عزائمه من الجوزاء أعلا
ثم عقب قائلاً: العالم المجاهد ترجل ، وامتشق سيفه الذي يحمل ظاهر الشريعة وصقله بالحقيقة لكي يصوبه على الطغاة والمجرمين، ويضيء به التلاميذ والمريدين، وذلك لينحو بهم منحى المنهج (منهج الاقتفاء) لسيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإنه سيجاهد من أجل قضيته بعد انتقاله أكثر مما فعل حين كان معنا، لأن الله نهانا من القول أن الشهيد ميت، لأنه صاحب قضية، يظل يجاهد من أجل قضيته حتى تقوم الساعة وينتصر له الملك والملكوت.
فسهل بن عقيل هو الذي كانت عزيمته تتجاوز الجوزاء وكان يعيش شاباً ألقاً، ولم يعش أي مرحلة من مراحل الكهولة، لأن روح الشباب حملها قلبه وكان حياً ومن أحياه الله لم يمت مثل الشهيد تماماً.. أسأل الله لسيدي سهل قدم صدق بمقعد صدق عند مليك مقتدر.
لا يخشى في الله لومة لائم
العارف بالله والعلامة الصوفي الأستاذ الأكاديمي نجل آل حسان الدكتور يحيى محمد حسان التقيته أيضاً أثناء مراسم الدفن فقال: رحم الله فقيدنا الحبيب سهل بن أستاذنا وشيخنا الحبيب إبراهيم بن عمر بن عقيل، فقد كان عالماً فاضلاً شجاعاً جريئاً يقول كلمة الحق ولا يخشى في الله لومة لائم.. رحمه الله ونفعنا الله به.
العلامة سهل نفخ الروح في رئة كل مجاهد
العارف بالله العلامة الصوفي طاهر محمد عبدالله الهدّار – مدير رباط للعلوم الشرعية بمحافظة تعز، التقيته في صالة العزاء فقال: فقدنا هامة علمية شامخة في هذا اليوم، وهو إمام من أئمة الدين، وعالم من علماء المسلمين( من لم يخف في الله لومة لائم.. ربحت تجارتهم بذلك فأسأل)
.. قضى عمره مخلصاً النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، جهر بكلمة الحق أمام الظلمة والسلاطين الجائرين، ونفخ الروح في رئتي المجاهدين، فحمسهم وزادهم همة وعزيمة، وطالما في ليلة ونهاره وصبحه ومسائه وهو على منهج المقاومة للعدوان وللظلم وفي نصرة المظلومين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه الله فسيح الجنان، ونسأل الله تعالى أن يخلفه بالخير، وصلى الله وسلم وبارك وكرم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنَّ (سهلاً) كان أمة
العلامة/ أحمد صالح أحمد علي النهاري- رئيس المجلس الشافعي الإسلامي في اليمن، قابلته وهو في حال عظيم التأثر لفقد مولانا العلامة سهل بن عقيل، فقال وصوته يعج بغصته: إن فقدان الأمة المحمدية لهذا الرجل الذي كان أمة – رحمة الله تغشاه – وهو علم من أعلام بيت النبوة والرسالة.. وترك لنا عزاء لنتأسى بأسوته رحمه الله ، فهو كان نموذجاً في حياته صادعاً بالحق ولا يخشى إلا الله.. وهو إمامنا وعلمنا وقدوتنا وهو مرجعيتنا..
لقد كان رحيله بمثابة كلمة في الأمة لا يسدها أحد بعده، ونسأل الله أن يخلفنا في أبنائه وفي أولاده وفي ذريته ممن يحملون النهج ويسيرون بالأمة على ما كان عليه في محياه..
وطوبى لهؤلاء الرجال الذين أنعم الله بهم على الأمة المحمدية، وطوبى لنا أن جعل فينا مثل هؤلاء الرجال العظماء الذين هيأ الله على أيديهم النصرة والعزة والكرامة للأمة في هذا الزمان وفي هذه الأحوال العاصفة، إذ نكون فيها أحوج ما نكون إلى مثل هؤلاء الرجال.. ففي رحيله ترك خلفه موروثاً عظيماً.. وعلى الأمة أن تسير على هذه الأسس العظيمة وأن تسير على هذا النهج العظيم إن أرادت السعادة والعزة والكرامة والشرف والرفعة والعلو في الدنيا والآخرة.
نسأل الله أن يرحم فقيدنا رحمة الأبرار وأن يرحمنا به، وأن يسير بنا على نهجه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والحمدلله رب العالمين.
العلامة سهل بن عقيل كان موسوعياً
الأستاذ محمد العابد وكان من رفاق وأصدقاء وتلاميذ سيدي العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل.. حدثنا عن الفقيد العلامة قائلاً: حياك أخي صلاح، وأنت كنت ممن رافقه في السنوات الأخيرة، وكنت ممن يهتم بتفريغ الأشرطة والكتابات المتعلقة به وإيصالها للنشر.. وكلٌّ قام بما يستطيع من جانبه لكي يحظى بشيء من نور ذلك العلامة العظيم الكبير المهم والمهيب الذي نحضر اليوم جنازته في هذا الزخم الجماهيري الذي أوله في المسجد وبجوار مقبرته وآخره ما يزال في الشارع الرئيسي على بعد 3 كيلو مترات، تزفه الجماهير ويتدفق الناس بما فيهم الذين صلوا عليه في الجامع الكبير وحتى هنا.
المسألة عظيمة لرجل بهذا الحجم الذي كان موسوعياً بكل معنى الكلمة، وليست المسألة من باب المبالغة، كان فقيها وعالماً وفي الفكر والسياسة والثقافة ولا ننسى بأنه خريج علوم سياسية، كما أنه تتلمذ على أيدي كبار العلماء وفي مقدمتهم أبوه -عليه سلام الله -.. أيضاً تتلمذ على يد علماء اليمن بكل المشارب، ولم يكن منزوياً في حالة واحدة وإنما كان عالماً بحجم الوطن -–بل بحجم الدين بحجم هذه الأمة، بحجم (الإيمان يمان والحكمة يمانية) -–فكان معبراً عنها في حياته وسلوكه وجوانبه العملية أكثر مما هي القولية.
كان ممن تصدروا هذه الثورة
وعقب الأستاذ العابد قائلاً: من المعروف أن سيدي العلامة سهل بن عقيل كان رجلاً مجاهداً وكان رجلاً شجاعاً ويقول كلمة الحق أياً كانت وفي أي مكان..
كان ممن تصدروا هذه الثورة، ومن ضمن أول كلمة قالها خطاباً على مستوى الميدان عندما تدفقت الجماهير إلى شارع المطار.. بعدها له أكثر من 50 تسجيلاً، وأكثر من 100 لقاء إعلامي وجماهيري، وله مئات الكتابات، كلها ضد العدوان، وفي مواجهة العدوان، ولصالح هذا الشعب، ولتاريخ ومعنى ومفهومية اليمن.. اليمن بالمعنى الذي كان دائماً يجسده في قلوب الشباب والأبناء ويعبر عنه لكي يوصل إليهم حقيقة هذا الوطن، وماذا يستحق وكيف ينبغي أن يكون الجهاد في سبيل الله ودفاعاً عن هذا الوطن بكل معنى الكلمة.
كانت آخر نصائحه قبل أن يتوفى وهو يوصي باليمن وبمعنى اليمن وبمعنى مواجهة العدوان..
ولعل الكثيرين لا يعرفون أن له 20 حفيداً من أبناء أبنائه وأبناء بناته ( شهداء وجرحى) في مواجهة العدوان.. بالإضافة إلى مجاهدين آخرين، وبالإضافة إلى كل من حظوا بتلك التربية وذلك الجانب المعرفي والجوانب الأخلاقية والقيمية التي تلقوها عن السيد المولى العلامة الموسوعي المنتقل إلى رحمة الله سيدي سهل بن عقيل – عليه رحمة الله.
مثال العالم القدوة
العالم الصوفي إسماعيل ناجي عبدالله الأهدل، لخص معرفته بالعلامة الراحل قائلاً: كان شيخنا الراحل الحبيب سهل مثالاً للعالم القدوة، وأسوة في قوله وعمله، كان زاهداً، عابداً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، فجزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير.
كان صادحاً بالحق في جميع أطوار حياته
القاضي شكري يحيى محمد مقبولي الأهدل، قاضي محكمة استئناف الأمانة، وخطيب جامع دار الصفاء التابع لدار المصطفى بتريم بدأ بحمدالله قائلاً: الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه، نحمده سبحانه وتعالى في السراء والضراء.. ورحم الله شيخنا العلامة سهل إبراهيم بن عقيل.. شيخنا وابن شيخ شيخنا.. وأبوه هو جامع المشائخ أجمعين.. كان رجلاً صالحاً ورعاً زاهداً تقياً صادحاً بالحق في جميع أطوار حياته.. رحمه الله تبارك وتعالى.. جد واجتهد، حتى في اجتهاده كان في كبر سنه ممن يبذلون كل الوقت والجهد لله تبارك وتعالى.. وكان نشيطاً ولديه نشاط الشباب وهمة الشباب، ما فتر يوماً، وما جلس أو قعد بوقت دون عمل، فإما ذكر وإما علم وإما تذكير وإما وعظ وإما حض للناس.. فكان كل وقته في العطاء والخير والإصلاح بين الناس فرحمة الله تغشاه.
إن من مثل هؤلاء العلماء الربانيين نتمنى أن يكون من أبنائنا وأبناء الأمة من يخلف الله في أهله وذويه وذريته الخلف الصالح للأمة وما ينفعهم وينفع هذا البلد الميمون إن شاء الله تبارك وتعالى.. ونعزي أنفسنا ونعزي الأمة الإسلامية جميعاً بفقده، ونقول (إنا لله وإنا إليه راجعون).. ولا نملك في هذا المقام إلا أن نتوجه إلى الله عز وجل أن يخلف على أمة الإسلام بخلف خير إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين.
العلامة سهل وارث جامع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
العلامة فيصل عبدالله صالح عقلان عضو رابطة علماء اليمن، حدثنا متسائلاً: ماذا نقول في سيدي سهل إلا ما يشهده الناس أجمعون، كان مجاهداً، مواجهاً للعدوان، عالماً مربياً أديباً..
لا نستطيع أن نصفه.. لا تستطيع اللسان وصفه، ولا تسعفنا الكلمات في من علم أنه وارث جامع للنبي عليه الصلاة والسلام ويكفينا شرفاً أن لنا أعلام هدى أناروا الطريق وكان أهلاً للتربية والقدوة الحسنة.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
سنسير على ما سار عليه .. وعلى منهجه السديد القويم
السيد عبدالكريم الغرباني.. إمام الجامع الكبير في مدينة (إب) حدثنا قائلاً: الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. لقد فقدت اليمن والأمة العربية والإسلامية علماً من أعلامها العالم الشيخ العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل ذلكم الرجل الذي رغم كبر سنه كانت تحيا فيه روح الجهاد وروح العلم وروح مناوءة العدوان والطغاة والظلمة.. كان لايخاف في الله لومة لائم.. وقد رافقناه كثيراً واستفدنا من علمه ومن بعض إجازاته، وكان دائماً دأبه حب اليمن وحب الوطن.. وكان يحثنا دائماً على الحفاظ على الأمة اليمنية والهوية الإيمانية، ويحثنا كثيراً على البذل والعطاء لهذا البلد، وبذل الجهود والحث على الجهاد ورفد الجبهات للحفاظ على سيادة اليمن ضد الأعراب ومن والاهم وضد أمريكا وإسرائيل ومن حالفهم.
وكان برغم كبر سنه يحيا بروح شبابية جهادية منقطعة النظير.. رحمه الله تعالى وأعاد علينا من بركته وعلينا أن نسير على ما سار عليه وعلى منهجه وعلى خطاه في هذا الدرب العظيم وفي هذا المنهج السديد القويم.
التواضع والكرم والجهاد أهم مناقبه
القاضي العلامة عبدالرحمن الجنيد أحد أصدقاء وطلاب الفقيد العلامة سهل بن عقيل (عليه السلام).. أوجز قائلاً: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، الحبيب سهل بن عقيل علم من أعلام العلم والتصوف، وقد كان مجاهداً في سيرته في جميع أحواله منذ نشأته، فمنذ صغره وهو لا يزال قائماً بالحق، يصدع به ولا زال يعمل على نصرة المظلومين أينما كانوا..
والحبيب سهل بن عقيل هو علم من أعلام الإسلام وعلم من أعلام الأمة، وعلم من أعلام التصوف الذي قام بإعطاء العلم حقه.
وكان بتواضعه يخجلك ويجعلك وكأنك من أقرب أهله وأقاربه.. وهذه المنقبة التي لا يستطيع أحد القيام بها وكان يعطي ما في جيبه لمن يأتي إليه محتاجاً ويظل أحياناً ليس لديه أي شيء.. وكانت مائدته مفتوحة وبيته كذلك للفقراء والمساكين والمظلومين ولأهل الحاجة الذين كان ملاذهم سيدي سهل..
نسأل الله أن يخلفه في أهله أفضل خلافة، ويخلف في التصوف والأمة والناس أجمعين .. ونسأل الله أن يجعلنا خير خلف لخير سلف وأن يرزقنا القيام بما كان عليه .. والحمد لله رب العالمين.
العلامة سهل من مدرسة (الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي)
العلامة مقبل الكدهي تحدث عن الفقيد قائلاً: الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله الذي له ما أعطى وله ما أخذ.. ونحمد الله تعالى على أنه اختاره في أول باكورة شهر الله المحرم رجب.. لقد كان سيدي سهل سهلاً في تعليمه وفي تعامله واسمه وسلوكه.. كان سهلاً في كل شيء وكان من مدرسة جهادية منذ الأزل..
النفس الصوفي أو المدارس الصوفية مدرستان، مدرسة صوفية تؤثر الخمول والأذكار وتترك الخلق للخالق.. وهناك مدرسة صوفية جهادية تصدح بالحق وتدحض الباطل، فكانت وسطية شرعية واعتدالاً واعياً..
الوسطية عندما تكون بغير هدى ولا تقوى لن تحقق الغاية من وسطية الإسلام، والاعتدال إن لم يكن اعتدالاً واعياً مبنياً على قواعد أصولية ومعرفة شرعية علمية لا يكون اعتدالاً واعياً وإنما اعتدال ضعف.. فهذه المدرسة كانت مدرسة (الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي) بعلم.. وهي سلالة علمية ربانية.. فمدرسة حضرموت كانت أنموذجاً.
– الحبيب سهل في جهاده حياته كلها كانت حياة جهادية، سواء جهاد في تعليم الدين أو في الجهاد بمعناه المباشر..
– الحبيب إبراهيم بن عقيل والد الراحل الحبيب سهل التحق بأول دفعة من اليمن في الكلية الحربية في العراق وكان من أول المبادرين بهذه الكلية، ليس من أجل الدراسة فيها ولكن من أجل أن يلتحق بأول حركة جهادية في فلسطين بقيادة (عبدالقادر الحسيني) لمواجهة العدو الصهيوني وكان قد ألب من هذه الدفعة كثيراً من زملائه من كل من (اليمن وليبيا ومصر وتونس والمغرب) يريد أن يلحقهم بأول دفعة للجهاد تحت قيادة (عبدالقادر الحسيني) الذي كان أول ثائر في فلسطين، ولكن المخابرات البريطانية فرقت فيما بينهم واحتجزتهم وأعادت كلاً منهم إلى بلاده فما استطاع المواصلة .. ثم عاد الحبيب إبراهيم بن عقيل إلى اليمن وواصل جهاده العلمي والمعرفي، وكان صادعاً بالحق..
الحبيب سهل يواصل مشوار والده الجهادي
وكان من بعده الحبيب سهل ومن بعد الحبيب سهل أولاده، فهم (ذرية بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ).. (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعوض اليمن بفقد هذه الشخصية العظيمة الكبيرة.. وأن ينصر المجاهدين بحوله وقوته إنه على ما يشاء قدير.. وأن ينصر السيد العلم القائد .. السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي..

قد يعجبك ايضا