أنصار الله يرثون الحركة الوطنية اليمنية

صنعاء : أنس القاضي

جاءت ثورة 21 سبتمبر المجيدة كامتداد طبيعي لنضالات الشعب اليمني من أجل التحرر والتقدم ، ويقف أنصار الله اليوم موقف الوريث الطليعي للحركة الوطنية اليمنية ، متبنين للقضايا الوطنية في مواجهة الامبريالية والصهيونية وإنصافاً للنضالات التاريخية.

لا يقصد بمفهوم “الحركة الوطنية” تنظيم سياسي مُعين بل المجرى التاريخي الذي صب فيه نضال الشعب اليمني منذ مطلع القرن العشرين نحو تحقيق مهام التحرر والاستقلال والوحدة اليمنية والديمقراطية ؛ فالملموس التاريخي اليوم لنضال أنصار الله يجعل منهم الوريث للحركة الوطنية ، ووراثة الحركة الوطنية لا تعني احتكارها أو حصرها عليهم ، كما أن الحركة الوطنية لم تكن يوماً حكراً على اليساريين او القوميين وإن مثلوا في فترة من الفترات طليعتها المناضلة.

كما أن إنصاف الحركة الوطنية لا يتوقف فقط على الخطوات التكريمية – وهي خطوات عظيمة غير مسبوقة جرت من بعد ثورة 21 سبتمبر- بل على الثبات على الموقف الوطني والانحياز الاجتماعي للمستضعفين والكادحين وتحقيق الأهداف والآمال الشعبية والتطلعات التي حملتها فصائل الحركة الوطنية تاريخيا ، في بناء يمن حر ديمقراطي موحد وفق تعبير المناضل الوطني الكبير عبد الله عبد الرزاق باذيب.

ثورة 21 سبتمبر تستعيد التاريخ الوطني

أعادت ثورة 21 سبتمبر الاعتبار لكثير من الشخصيات الوطنية اليمنية التي تعد رموزاً من رموز الحركة الوطنية اليمنية ، وهي شخصيات ظلت مُحاربة ومُغيبة عن الشعب ومحظور الحديث عنها طوال العقود الماضية حين كان الحاكم في صنعاء موالياً للرياض ، ” مسئولون في صنعاء فراشون في بابك” وفق تعبير البردوني الذي فيه تكثيف عميق لطبيعة تلك العلاقة السياسية.

اتسمت طبيعة الحركة الوطنية اليمنية بأنها حركة معادية للنظام السعودي ليس بالمعنى والشوفيني ومفهوم ” العدو الأبدي” بل لكون نضالات الحركة الوطنية اليمنية كانت على الدوام تصطدم بالمملكة العربية السعودية التي إضافة لمصالحها التوسعية في اليمن ونزعتها العدوانية الخاصة- مثلت على الدوام أداة استعمارية بريطانية أمريكية لتغلغل النفوذ الإمبريالي في اليمن.

كان كل نضال يمني وطني يصطدم بالسعودية ، وهذا الأمر جعل من سُلطة الوصاية في صنعاء سابقا في حالة عداء مع شخصيات الحركة الوطنية اليمنية فغيبتها وغيبت التاريخ النضالي الوطني اليمني المجيد في شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه وباختلاف تعبيراته الاشتراكية والقومية والإسلامية الثورية، بل تنكرت ايضاً للنضال التاريخي ضد العثمانيين.

صنعاء تكتحل برموز الوطن

في العام 2015م أقرت اللجنة الثورية العليا إعادة تسمية 11 شارعاً رئيسياً في العاصمة صنعاء بأسماء رموز وطنية ، تكريما لدورها النضالي وخدمتها للشعب والوطن اليمني طوال العقود الماضية.

وقال رئيس اللجنة الثورية –آنذاك- محمد علي الحوثي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن “إعادة تسمية تلك الشوارع يأتي كمبادرة من اللجنة الثورية لثورة 21 سبتمبر وعرفانا منها بدور تلك الرموز الوطنية اليمنية وتضحياتها الوطنية في سبيل رفعة وعزة وتقدم اليمن، فضلا عن تعرضها للظلم والتجاهل”.

وأشار الحوثي “الى ان التكريم لهذه الرموز يعتبر خطوة أولى لترسيخ ثقافة وطنية تعتز بكل يمني ناضل من اجل تقدم اليمن واستقلاله وسيادته ، واحتراما من قبل ثورة 21 سبتمبر لتلك الشخصيات ودورها المحوري في مسيرة النضال اليمني على مدار العقود الماضية التي جسدت الشخصية والهوية اليمنية أيا كان انتمائها “.

اسماء الشوارع أعلام

شارع الشاعر عبدالله البردوني.

شارع الشهيد ابراهيم الحمدي.

شارع الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي.

شارع المناضل عمر الجاوي.

شارع الشهيد جار الله عمر.

شارع المناضل يوسف الشحاري.

شاعر الاستاذ احمد النعمان.

شارع الشهيد حسن الحريبي.

شارع الشهيد عيسى محمد سيف.

شارع الشهيد مجاهد ابو شوارب.

شارع الشهيد يحيى المتوكل.

الحكيمي: أنصار الله جزء أصيل من الحركة الوطنية

المناضل اليمني السفير عبد الله سلام الحكيمي، يرى إن “اطلاق هذه التسميات في ظل قيادة حركة انصار الله للمسيرة الوطنية اليمنية تدل على تقدير عال لدور وعطاء فصائل الحركة الوطنية اليمنية في النضال الوطني التحرري وتأكيدا على مواصلة السير على ذات الطريق الوطني الذي ساروا عليه واستشهدوا من اجله”.

ويؤكد الحكيمي أن هذا الأمر “يبرهن بالدليل العملي الملموس على أن حركة انصار الله هي جزء أصيل من الحركة الوطنية تواكب نضالاتها السابقة وتواصل ما بدأته سيراً على ذات الأهداف الوطنية العظيمة في التحرر والسيادة والاستقلال والكرامة الوطنية والتقدم والازدهار في ظل عدالة اجتماعية حقيقية تصون كرامة المواطن اليمني”.

ويشير الحكيمي إلى أن حركة انصار الله “تقود اليوم المهمة الوطنية الكبرى في مواجهة العدوان والاحتلال السعودي الاماراتي على بلادنا بالوكالة عن القوى الامبريالية والصهيونية”.

ويعتقد الحكيمي أنه “لولا الانشغال بمهمة مواجهة العدوان لرأينا خطوات وأعمال اخرى ومكاسب تحققها حركة أنصار الله تبين اصالتها الوطنية ومشروعها الوطني المتحرر من مخلفات الماضي وتناقضاته المعيقة للانطلاق الحضاري الشامل”.

الحمدي يعود صنعاء متوجا بالمجد

أولت ثورة 21 سبتمبر اهتماماً خاصة بالرئيس اليمني الشهيد إبراهيم الحمدي، الذي قضى بمؤامرة سعودية غربية ، لم يتجاوز اعادة الاعتبار للشهيد إبراهيم الحمدي تسمية أحد شوارع العاصمة باسمه ، فقد أعلنت إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اعتبار يوم استشهاد إبراهيم الحمدي مناسبة وطنية تسمى بيوم الوفاء للشهيد الحمدي، الذي يصادف الـ 11 من أكتوبر في كل عام.

كما أصدرت إدارة التوجيه المعنوي أول تقرير لتحقيق رسمي أولي حول جريمة اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، والذي حدث في الـ11 من أكتوبر عام 1977.

وفي الذكرى الـ43 لاغتيال الرئيس الحمدي اعادت دائرة التوجيه المعنوي إصدار عدد رمزي من صحيفة 13 يونيو، التي كانت تصدر أيام الرئيس الحمدي معبرة عن الحركة التصحيحية ، وقد تم ايقاف صدورها من بعد صعود علي عبد الله صالح إلى السُلطة.

دافعوا عن وطن البردوني !

يتذكر العالم مقولة للزعيم جوزيف استالين في الحرب الوطنية الكبرى، حين وجه نداءً للشعب الروسي “دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي”، فللرموز الأدبية مكانة عظيمة في وجدان الشعوب، وكذلك هو أديب اليمن الكبير في العصر الحديث الشاعر عبد الله البردوني.

وعلى الرغم من معرفة اليمنيين والسُلطة الحاكمة قبل ثورة 21 سبتمبر بمكانة الشاعر عبد الله البردوني، الذي كُرم على مستوى دولي، فلم تبادر بإطلاق اسمه على احد شوارع العاصمة، وهو الأمر الذي تحقق بعد ثورة 21 سبتمبر.

وكانت دائرة التوجيه المعنوي في الذكرى الـ20 لرحيل الأديب والمفكر الكبير عبدالله البردوني 30 اغسطس 2019م قد أعلنت عن جائزة البردوني للإبداع الوطني، إيماناً من القوات المسلحة بأهمية دعم الثقافة والفكر والأدب.

وما تزال مسألة إعادة طبع كتبه الغير منشوره وإعادة ترميم منزله في صنعاء القديمة الذي تهدم من إثر الأمطار الغزيرة هذا العام ، وحل الاشكاليات المالية مع أسرة البردوني ، مازال ذلك واجباً وطنياً تجاه شخصية بحجم عبد الله البردوني، ولن يكتمل إنصاف البردوني في حده الأدنى إلا بذلك.

أدرسوا رمز التسامح والديمقراطية

وفي إطار العمل المستمر من قبل الدولة اليمنية في إنصاف الشخصيات والرموز الوطنية ، تم تضمين شخصية الشهيد جار الله عمر في كتاب التربية الوطنية للصف السادس، وقد أنطوى إنصاف شخصية جار الله عمر على اعادة الاعتبار للنضال الوطني الاشتراكي في سبيل الديمقراطية والوحدة اليمنية والعدالة الاجتماعية.

عضو مجلس الشورى اليمني نايف حيدان بارك هذه الخطوة الوطنية، ويرى حيدان أن الثورة التي تأتي بإرادة شعبية وخالية من التدخل الخارجي “تصنع قراراتها بذاتها وتحقق آمال وطموح الشعب، لابد لها أن تنجح أن تعيد الاعتبار للكادحين ولكل ضحايا سلطات القمع والإرهاب والعمالة”.

ويؤكد حيدان “ان اللفتة الهامة التي قامت بها وزارة التربية والتعليم بتضمين درس خاص وفي كتاب التربية الوطنية للصف السادس الإبتدائي عن الشهيد جارالله عمر وإظهار دوره الوطني وحياته النضالية دليل على عدالة ونجاح ثورة 21 سبتمبر”.

يضيف حيدان: ” ثورتنا السبتمبرية شقت طريقها لإعادة الاعتبار للوطن اليمني بإنصاف هذه الشخصيات التي حاولت أدوات السعودية دفنهم وتغييبهم ، إلا إن ثورة المستضعفين أعادت لهم الاعتبار”.

سبأ

قد يعجبك ايضا