الروح الرياضية .. عندما تغيب عن أهلها

 

محمد العزيزي

المهاترات الكلامية والإعلامية التي سادت عقب المباراة النهائية بين قطبي العاصمة صنعاء الأهلي والوحدة ، وكل طرف كان يلقي باللائمة على الآخر بالتقصير وعدم تقديم ما عليه من التزام خصوصا الأهلي الذي رمى بالكثير من العتب على إدارة الوحدة في تقديم ما كان يفترض تقديمه للأهلي عقب الفوز بكأس الدوري التنشيطي.
إدارة الوحدة بدورها حاولت تغطية فشلها في تحقيق الفوز وذهبت إلى التلاسن والمهاترات مع الزملاء الإعلاميين في عملية التغطية الإعلامية ، وكان الرد من بعض وسائل الإعلام والزملاء أن قاطعوا بدورهم فعالية إدارة نادي الوحدة ومبارياته ردا على تصرفات إدارة نادي الوحدة  ، والكثير من المشاكل والتجاذبات اللا رياضية والخارجة عن آداب وقواعد الرياضة وغيابها وهي الروح الرياضية.. خاصة وأن الأندية تعد وتعتبر  مدرسة وأكاديمية تعلم النشء والشباب والكبار وكل منتسبيها والعاملين معها أصل وأصول الأخلاق الرياضية والإنسانية وأيضا الثقافية والمهنية ، إلا أن ما نراه من خلال هذه الممارسات والتصرفات يؤكد عكس مهام وعمل هذه الأندية الرياضية كمدارس تربوية ورياضية وثقافية وأخلاقية.
أيضا لا يختلف الوضع عند الإعلام الرياضي، فالكثير من منتسبي الإعلام الرياضي لا يتمتعون بالروح الرياضية مطلقا، فهم أكثر الأوساط الصحفية صراعا ومناكفات وبغضاء ، فاقوا بأفعالهم هذه رجال السياسة وبعض المسالك والسلوك والمناكفات السياسية وخلافات الساسة ،  فترى هذا يوشي بهذا وتسمع هذا يحش ويشتم ويلعن  ذاك ، نميمة وغيبة وحقد وتلاسن ما أنزل الله بها من سلطان ، بالرغم من أن الرياضيين ومن يعملون معهم يفترض أن تكون أخلاقهم رياضية وروحهم تسكنها الأخوة والعطاء والتعاون والألفة والمحبة ، وعملهم واحد وفي فريق واحد ، هدفهم وغايتهم إسعاد الناس وتحقيق الإنجازات والسمو وتجاوز الصعاب بالمثابرة والاجتهاد ، لا بإثارة الفتن والمنغصات والفرقة واللعان والملاعنة ، كل هذه السلوكيات بصراحة ليست من طباع الرياضيين وأخلاقيات المهنة التي شعارها التحلي بالروح الرياضية ، فما بالكم بالوسط الإعلامي الرياضي الذي يعكس هذه السلوكيات والأخلاقيات وينقلها في قوالب صحفية وكتابات إلى عموم الناس والمجتمعات في الريف والحضر .. لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع أكثر من ذلك والحليم تكفيه الإشارة.
وقفة:
من منا لا يعرف اللاعب الشاب علاء بلعيد لاعب الناشئين ثم منتخب الشباب ، هذا اللاعب الأنيق والموهبة الرياضية الذي امتع الجمهور اليمني بأدائه الرياضي ، لكنه لم ينل ما يستحقه من الرعاية والاهتمام فقد جاء في زمن غير زمانه.
اليوم هذا اللاعب الشاب يعاني ظروفاً معيشية صعبة جدا بالرغم من تقديمه مستوى رائعاً مع المنتخبين الشباب والناشئين كان يستحق عليه الاهتمام ومع ذلك لم يلتفت إليه اتحاد كرة القدم ولا حتى وزارة الشباب والرياضة.
اتصل بي أحد الزملاء من مدينة عدن وقال لي هل تعرف اللاعب علاء بلعيد.. قلت نعم .. قال :  لقد وجدت اللاعب علاء بلعيد وهو في حالة معيشية صعبة أجبرته على سؤال الناس والمارة لمواجهة ظروفه المعيشية ، ويقول ” شعرت بالحسرة والألم لما وصل إليه أبناؤنا الشباب والمواهب من حالة لا توصف في ظل استمرار هذه الحرب التي أكلت الأخضر واليابس ووضعت الجميع في خانة ومربع الفقر والجوع والضياع وتجاهل الجهات الحكومية لهؤلاء الشباب والمواهب والمبدعين وعامة المجتمع المدني “.

قد يعجبك ايضا