مدير عام الحدائق في أمانة العاصمة عصام الجلال يتحدث لـ”الثورة”: استكمال تجهيز 75 حديقة لاستقبال الزوار خلال إجازة عيد الأضحى

 

• جميع متنفسات العاصمة أعادت فتح أبوابها باستثناء السبعين والثورة ستفتحان اليوم
• أدعو جميع الزوار إلى الالتزام بالتدابير وعدم التزاحم في البوابات وأماكن الألعاب
مشروع إعادة تأهيل حديقة السبعين سيبدأ بعد العيد بتكلفة 1.3 مليون دولار
توجهات لتنفيذ مشروع حديقة حيوانات حديثة ومشتل مركزي نموذجي داخل حديقة الثورة
اتساع المساحات الخضراء في الحدائق العامة بأكثر من 150 ألف متر مربع
حديقة الشهيد الصماد ستكون نموذجية وسيتم افتتاحها قريباً

عادت الحياة إلى عموم المرافق العامة في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات ومنها الحدائق والمتنفسات بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الإغلاق الكلي والجزئي نتيجة جائحة كورونا ، وبعد إقرار مجلس الوزراء عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي في الأماكن العامة مع ضرورة الالتزام بالضوابط العامة الخاصة بالنظافة والتعقيم وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي وتوفير التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة .
وشهدت مختلف الحدائق والمتنفسات التي تمت إعادة افتتاحها إقبالا ملحوظا من قبل الأسر والزائرين الذين توافدوا إليها بشكل كبير دون اكتراث الكثيرين بالضوابط والإجراءات الاحترازية ، فيما ظلت بعض الحدائق الكبيرة مغلقة لاستكمال أعمال الصيانة والتشجير فيها ، وستفتح أبوابها بدءا من أول أيام عيد الأضحى المبارك .
“الثورة” التقت الأخ عصام الجلال- مدير عام الحدائق في أمانة العاصمة وأجرت معه لقاء حول مجمل ما يتعلق بعودة الحياة إلى حدائق ومتنفسات الأمانة وأعمال الترميمات والصيانة التي شهدتها خلال فترة الإغلاق والمشاريع المستقبلية .. إليكم حصيلة اللقاء:

الثورة /
افتكار القاضي

ما هي الأعمال والتحسينات التي قمتم بها في الحدائق العامة خلال فترة الإغلاق ؟
– قمنا بزراعة الكثير من المسطحات الخضراء في الأماكن التي كانت شبه متصحرة وأحيينا زراعة الجُزر التي كانت هالكة تماماً وأيضا زراعة أنواع الورود المختلفة والأشجار النادرة ومنها شجرة الغريب التي تعد من الأشجار الجميلة والنادرة وتمتد فروعها على مساحات كبيرة تم استجلابها من محافظة تعز، كما تمت إعادة ترميم وصيانة الألعاب والمعدات الموجودة في الحدائق بشكل عام، وبتوجيهات من أمين العاصمة أعدنا تشغيل النوافير وعمل مسطحات مائية صغيرة تعطي منظرا جماليا للحدائق.
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها في الحدائق لاستقبال الزوار خصوصا مع استمرار تفشي فيروس كورونا ؟
– لا شك أن الحدائق والمتنفسات ستشهد إقبالاً كبيرا وتزاحما شديدا من قبل الزوار خلال العيد ، وقد تم توفير معقمات الأيدي والرش للاماكن والكراسي وكذا عمل لوحات إعلانية إرشادية للتذكير بأهمية التعقيم والتباعد والحفاظ عل نظافة الحديقة وعدم العبث بها.
وأدعو جميع الزوار خصوصاً الآباء والأمهات إلى التقيد بالتعليمات والتدابير الاحترازية والحرص على التعقيم وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي ، وعدم التزاحم في البوابات وأماكن الألعاب ، حفاظا على صحتهم وسلامتهم ، في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا .
صيانة جميع الحدائق
أي الحدائق والمتنفسات التي تمت صيانتها وترميمها على غير العادة في كل عام؟
جميع الحدائق والمتنفسات تم صيانتها وتجهيزها لاستقبال الزائرين خلال عيد الأضحى قرابة 75 حديقة كبيرة ومتوسطة وصغيرة ، لكن حدائق السبعين والثورة والحيوان أخذت الشغل الأكبر منا، لأنها أكثر الأماكن إقبالاً من الزائرين ، ناهيك عن كونها أكثر مساحة.
من خلال زيارتي للحدائق وجدت أن الاهتمام بحديقة السبعين أكثر من المتنفسات الأخرى.. لماذا ؟
– لا يوجد شيء اسمه اهتمام بحديقة السبعين، نحن مهتمون بجميع الحدائق وبنفس الأهمية ، لكن الانتعاش في حديقة السبعين يرجع إلى كون مديرها إنساناً ناجحاً ومهتماً أكثر من غيره من مدراء الحدائق ، كما أن موظفيها على عكس موظفي حدائق قطاع بني الحارث ومعين والثورة فهي شبه مهملة رغم المتابعة المستمرة لأن مدراءها ليسوا من موظفي الحدائق ، بل منتدبون من أمانة العاصمة ومكتب الزراعة لذلك لا نجد الاهتمام عندهم والولاء لعملهم ، كما هو الحال في حديقة السبعين.
حديقة نموذجية
أربع أو خمس حدائق كبيرة وأخرى متوسطة في أمانة العاصمة ،لكننا لم نر حديقة نموذجية بالشكل المطلوب؟
– نعم ليس هناك حديقة نموذجية إلى الآن، والسبب هو الإهمال الذي طال الحدائق وعدم الاهتمام بالمسطحات والري والصيانة وغيرها ،ولكن سيتم الآن العمل في حديقة السبعين لتصبح حديقة نموذجية بتمويل من الـ”يونبص” بمبلغ مليون و300ألف دولار، وهناك خطة عمل سنبدأ العمل لتطبيقها ابتداء من شهر سبتمبر في حديقة السبعين سيتم خلالها زرع وتشجير بقية المسطحات الجرداء وتأهيل الملاعب وإنارة الحديقة بالطاقة الشمسية وكذا استحداث أرصفة جديدة ومظلات وكراس وشاشات إعلانية لتوعية الزوار بأهمية النظافة والمحافظة على الحديقة وعدم العبث بها.
وقت طويل
*إعادة تأهيل الحدائق كم يحتاج من الوقت ؟ ولماذا لا يتم البحث عن تمويل للحدائق الأخرى لتصبح حدائق نموذجية؟
-ترميم الحدائق وإعادة تأهليها بشكل صحيح يحتاج إلى عامين متواصلين سواء على مستوى التشجير وعمل مسطحات خضراء إضافية وتقليم الأشجار بشكل جمالي واستحداث مربعات جمالية تغطيها أنواع الزهور، وغيرها من الأعمال التي نحث الجهود والخطى فيها، ونحاول من خلالها إبراز الحدائق بشكل نموذجي، لكن مشكلتنا الرئيسية هي الدعم الذي نفتقر إليه والذي لا يعتبر كافيا لما نريد القيام به من أعمال إصلاحات واهتمام بالحدائق، وكل ما حصلنا عليه هو ثلاثة ملايين ريال من أمانة العاصمة لشراء بذور، أما بالنسبة لشبكات الري واستصلاحها فهي عبارة عن مجهود ذاتي نقوم به مع عمال الحدائق وأكثر ما نعاني منه هو قلة الدعم ، إذ يعتبر سبباً رئيسياً في عرقلة العمل خاصة أن هناك مسطحات زراعية لم تعد التربة مؤهلة للزراعة فيها بسبب المخلفات وتحتاج إلى تغيير تربة جديدة وهذا يتطلب مبالغ كبيرة .
مساحة كبيرة
حديقة الثورة من الحدائق الكبيرة وإذا ما تم تحسينها ستصبح من أهم المتنفسات النموذجية.. فلماذا لا يتم الاهتمام بها؟
– حديقة الثورة وضعها جيد وممتاز ، لكن مساحتها كبيرة جدا والإمكانيات محدودة ، وزراعتها لا يمكن أن تبرز إلا بعد فترة طويلة من الزمن مثل زراعة أشجار الفايكس والأشجار الكبيرة ،فهي تحتاج على الأقل خمس سنوات لكي تكبر وتكون مميزة.
وفي الحقيقة هناك أكثر من مشروع يتم متابعتها ومن ضمنها مشروع حديقة حيوانات حديثة فيها مشتل مركزي نموذجي ، وتم تقديم مشروع حديقة الحيوانات لوزارة المالية ، ولم يتم سوى تخصيص 30 مليون ريال للبدء بتنفيذ المشروع من قبل المالية من حساب التحسين ، ولا نعلم ما الذي سيتم تنفيذه بهذا المبلغ أمام التكلفة الإجمالية التي تقارب 500 مليون ريال ، كما أن هناك توجهاً لتنفيذ أعمال تأهيل للحديقة من في قبل الصندوق الاجتماعي للتنمية يقدر بمبلغ 170 ألف دولار، وأيضا هناك دعم تتم متابعته من قبل قطاع الأشغال بالأمانة لإنشاء مشتل نموذجي مركزي للحدائق بمبلغ 27 مليون ريال.
ماذا عن حديقة الحيوان والعمل فيها ؟
– جديدنا في حديقة الحيوان أننا قمنا بإدخال زوج من الفهود الصيادة من البيئة المحلية، كما ادخلنا زوج كلاب أمريكية راقصة وكلاباً ألمانية ومواليد غزلان جديدة وأنواعاً من الحمام النادر وثعلباً من البيئة المحلية، كما يوجد ببغاء ناطق وجراء الضباع والذئاب المحلية، وسيتم عرض كل ذلك خلال فترة العيد.
متابعة وإشراف
هناك ألعاب خاصة يمتلكها مستثمرون في بعض الحدائق كالسبعين والثورة .. هل يخضعون لإشرافكم ،وهل هناك متابعة وتقييم دوري أو سنوي لمستوى أداء الخدمات التي يقدمونها للزائرين؟
– طبعاً نحن جهة اشرافية ورقابية على الاستثمارات الخاصة في الحدائق العامة، وبالنسبة للألعاب فهي ترجع إلى المستثمرين أنفسهم ونحن نشرف على الألعاب وصيانتها ،وقد قمنا بتجربة تصنيع لعبة محلية تعمل بالدفع دون الحاجة إلى الكهرباء والطاقة الشمسية ، ونأمل من وزارة المالية أن تموِّل مثل هذه الصناعات والمشاريع المحلية التي قد نستفيد منها في الحدائق خصوصا الحدائق المتوسطة والصغيرة التي ستسهل للزوار غير القادرين على اللعب بالألعاب مدفوعة الثمن.
سوء استخدام
هناك حوادث تعرض لها أطفال خلال أيام العيد.. ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث؟
– بالفعل تم صيانة الألعاب لكي يتم تجاوز الأخطاء السابقة ،ولكن أعود واذكر أن مسألة قلة الوعي لدى الزوار وسوء استخدامهم للألعاب يفاقم المشكلة، على سبيل المثال يصعد على اللعبة ثلاثة إلى أربعة أشخاص وهنا بالتأكيد تتعرض اللعبة إلى التدمير والكسر وقد يسقط الأطفال وتيم تحميل أصحاب الحدائق المسؤولية في عدم الصيانة ،وهذا ليس معناه أننا لا نؤكد على أهمية صيانة الألعاب ولكن يظل وعي الزوار بكيفية الحفاظ على الألعاب واستخدامها بشكل صحيح سببا في تدمير الألعاب وحدوث ما لا يحمد عقباه.
حديقة الشهيد الصماد
حديقة الشهيد الصماد أين موقعها ومتى سيتم افتتاحها؟ وهل ستكون حديقة نموذجية؟
– حديقة الشهيد الصماد.. ستكون موازية لحديقتي السبعين والثورة وموقعها في ركن المطار على ضفاف السائلة أمام قاعدة الديلمي ويجري العمل فيها منذ 9 اشهر، ولم يتبق سوى فترة بسيطة لكي يتم افتتاحها وستكون حديقة نموذجية.
سؤال لا بد من طرحه .. لماذا يتم إنشاء الحدائق أمام المنشآت العسكرية؟
– للأسف المخطط لهذه الحدائق تم أثناء إنشاء المخطط العام في الثمانينيات وتم توزيعه من قبل وزارة الأشغال.
صعوبات كثيرة
ما أبرز الصعوبات التي تواجهونها في هذا العمل؟
– الدعم من أكثر المشاكل التي نعاني منها ، إذ نعمل بموازنة تشغيلية لعدد 64 حديقة لا تتجاوز المليون والنصف شهريا.
أيضا نعاني من مشكلة المياه والتي هي عمود الحدائق وأساسها فالآبار الخاصة بالحدائق شبه جافة ولم تعد تعمل من الآبار سوى بئر حديقة الثورة التي إنتاجيتها 400لتر في الدقيقة أما بئر صعيفة السبعين فإنتاجيتها 180 لتراً في الدقيقة وبئر حديقة الحيوان إنتاجيتها 280 لتراً في الدقيقة لنصف ساعة فقط وبئر حديقة 26 إنتاجيتها 350 لتراً في الدقيقة لمدة ساعة.. الوايتات التي يتم ري 64 حديقة بها لدينا فقط 14 وايت ماء جميعها متهالكة فمعظمها موديل 2002م واثنتان منها موديل 2011م فقط وتحتاج إلى صيانة أسبوعيًا نظرًا لقدمها وحتى اليوم لم يتم دعمنا بأي وايت جديد رغم مطالباتنا المتكررة طوال السنين الماضية ، كما نحتاج إلى مصادر مياه قريبة منها ونحتاج إلى وايتات لنقل هذه المياه ،نحتاج ما يقارب 10 وايتات إضافة إلى العدد الموجود حاليا.
كما أن الآبار تحتاج إلى تعميق وإلى حفر آبار جديدة وهي مكلفة وفي حال عدم توفر المياه فإن المسطحات الخضراء ستتراجع وتنتهي خاصة أن هذه المسطحات تحتاج يوميا حوالي 20 لتر ماء لكل متر مربع والمسطحات المزروعة في الحدائق تقدر بـ100 ألف متر مربع تقريبا أيضا النوافير في الحدائق والشوارع تعتبر عبئاً على الإدارة في ظل عدم توفر العمالة وشحة المياه وعدم توفر المعدات اللازمة أو حتى اعتمادات لشراء الغطاسات والمضخات الخاصة بها.
ومن المشاكل التي واجهتنا موضوع المسطحات الخضراء، إذ تمت مطالبتنا بتوفير بذور لزراعتها منذ تعييني في شهر 7 عام2019م ولم تصرف لنا سوى في شهر أبريل الماضي.
أيضا صيانة لحدائق يتم صرف مبلغ مليون وخمسمائة الف ريال في عيد الفطر ومثله في عيد الأضحى لصيانة البوابات والأسوار والألعاب لكن هذا المبلغ لا يفي بالتكاليف الخاصة بإصلاح الألعاب المجانية فقط في جانب اللحام ناهيك عن أعمال الصيانة الأخرى للبوابات والأسوار والبلاط والأرصفة والطلاء وغيرها .

قد يعجبك ايضا