شوارع وكوارث

 

حسن الوريث

أعتقد أن تصريحات الكابتن أمين السنيني مدرب منتخب الشباب ليس فيها ما يدعو إلى ردة الفعل غير المنطقية وغير المبررة من حميد شيباني، والهجوم ليس على الكابتن أمين ولكن على الإعلام الرياضي بشكل عام، فالرجل أراد أن ينبه اتحاد كرة القدم إلى ضرورة قيامه بمسؤولياته في إعداد منتخب الشباب للمشاركة في نهائيات كأس آسيا المقرر إقامتها في الفترة من 14 – 31 أكتوبر المقبل وأن الوقت حان لذلك، وهذا أمر طبيعي وحديثه لأحد الزملاء الصحفيين ليس عيباً أو حراماً وهذا يؤكد ما نذهب إليه دوماً وأبداً بأن هذا الاتحاد هو سبب كوارث كرة القدم وتخلفها وتأخرها ومعاناتها، كما أنه يعتبر أكبر بوابة للفساد والفوضى في الرياضة اليمنية.
حميد شيباني تعوَّد أن يكون هو الآمر الناهي في الاتحاد وعلى الجميع السمع والطاعة، وكل من يريد من المدربين الحديث عليه أن يأخذ الإذن منه ما لم فإن مصيره سيكون الإقالة كما حصل مع الكثير من المدربين الذين تمت إقالتهم لأنهم لم يرضخوا لرغباته، وهو ما حصل مؤخراً مع الكابتن أمين السنيني، وبهذا يكون هذا الاتحاد قد تحول إلى شركة خاصة بين العيسي وشيباني والبقية- كما قلنا مراراً وتكراراً – كومبارس ينتظرون الفتات نهاية كل شهر بل إن بعضهم تحول إلى شاهد زور للأسف، وهذه هي الكارثة أن يرضى البعض لنفسه أن يلعب هذا الدور بسبب حفنة من المال.
كان الأحرى بهذا الشيباني أن يشكر الكابتن أمين على تذكيره لهم بواجبهم وأن يشكر الإعلاميين الرياضيين الحقيقيين الذين يكتبون بكل حرية ويعملون على إيصال الحقيقة والرسالة المناطة بالإعلام الرياضي ما يجعله يعلن برنامج الاتحاد لإعداد المنتخبات الوطنية التي تنتظرها استحقاقات قادمة وأنه من المفترض أن تكون قد بدأت الاستعدادات مبكراً لإعادة اللاعبين إلى الفورمة فهم بحاجة إلى وقت كاف، على اعتبار أن المسابقات المحلية متوقفة أصلاً حتى قبل كورونا، وبالتالي فالوضع يتطلب سرعة في الإعداد لكن الأمر لا يعدو عن كونه مماحكات وتوفير أموال من تلك التي دفعها الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكما نعرف أنه في كل بلدان العالم واتحاداته الرياضية يتم وضع الخطط والبرامج لكل مشاركات المنتخبات الوطنية بشكل علمي مدروس واختيار المدربين والأجهزة الإدارية وفق شروط ومعايير صارمة حتى يتحقق لها ما تريد من مشاركات جيدة أو على الأقل مشاركات غير سيئة، لكن هؤلاء يديرون الأمور بشكل عشوائي، فعملية اختيار الأجهزة الفنية والإدارية تتم وفقاً لقناعات البعض حتى لو كانوا أسوأ المدربين ولا تتوفر لديهم الخبرات الكافية المهم أن يكون لديهم الولاء لرئيس الاتحاد وأمينه العام وينفذوا تعليماتهما في كل شيء، وهو ما يجعل خيارات الاتحاد في اختيار المدربين قليلة على اعتبار أن هناك الكثير من المدربين يرفضون تقديم فروض الولاء والطاعة لهذين الشخصين.
ما جرى خلال اليومين الماضيين من سجال وتبادل اتهامات يزيد التأكيد أن ما يسمى اتحاد كرة القدم يعمل بعشوائية شديدة والمزاجية هي التي تتحكم في الأمور، وأتحدى هذا الاتحاد أن تكون لديه خطة ورؤية استراتيجية ومشروع لتطوير كرة القدم اليمنية أو برنامج علمي وإداري وفني وفق القواعد المتعارف عليها دولياً، والدليل على ذلك وضعنا المتدهور والمتدني ليس في التصنيف الدولي فحسب ولكن في الواقع العملي.
وفي الختام على شيباني أن يعتذر عن الإساءة التي وجهها للإعلام الرياضي ووصفه بإعلام الشوارع لأنه لم ينجر وراء رغباته، كما أن عليه أن يدرك أنه بمثابة الكارثة ليس على كرة القدم اليمنية فقط ولكن على الرياضة بشكل عام.

قد يعجبك ايضا