غـــارات النَفَـس الأخــير

 

إبراهيـم عطـف اللــه

بعد ليلة حمراء دامية موجعة لامثيـل لها أروت الأرض من دمائهم وجعلتهم في ظلمــاتهم يعمهـون، ومن هول الحـدث عاش من تبقى منهم في أزمـة قلبية اختناق وصعوبة في التنفس، وبمشقة يلملمون أنفاسهم من حشاياهم خوفاً من الاختناق والغرق في وحل الخيانة والارتزاق، بتصعيده الفاشل والخاسر بالقصف الجوي على المواطنين والأحياء السكنية.
ومن حين إلى آخـر وتحـالف العدوان السعوصهيوني أمريكي يضيق الخناق به والنفس أقصر وأقصر” وبعبارة لا أستطيع التنفس” هاهو تحالف البغي والعـدوان يتلاشى، غارق في مستنقـع لا يقدر التخلـص منـهُ ولا بقدرته إنقاذ نفسه من هـذا المستنقع بعد مما رساته البشعة بحق اليمـن واليمنييـن.
بالأمس قام طيـران العـدوان باستهـداف سيـارة مواطنين في الطريق العام بمديرية شدا بصعدة والتي راح ضحيتها 13 شهيداً بينهم أطفال ونساء، وما هذا إلا نتيجة فشلهم الذريع والخسران الفادح في عدوانهم والضربات القاسية والوجـع الشـديد في ليلة الأمس بالتزامن، حيث قام أبطالنا المغاوير باستهداف مباشر وقوي على منطقة خميس مشيط ومناطق أخرى، والتي حـاز الاستهداف على نتائج إيجابية بحتة، وخسائر فادحة في صفوفهم حاصداً العشرات منهم ومدمراً عدتهم وعتادهم،
وفي صباح أمس الثلاثاء بعد عشاء مسير غني بالفيتامينات وبالستي كامل الدسم بكر طيران العدوان صوب صنعاء متخبطاً في سماها يقصف المقصوف ويدمر المدمر، محاولاً تحسين صورته البشعة لدى أسياده “ترامب والنتن” ومحاولاً لملمة أنفاسه بعد انقطاعها وقطعها من قبل رجال الرجال في ميادين القتال، وباذلاً ما تبقى من مخزونه بعد نفاده في حربه العبثية والإجرامية على اليمن والمواطنين الأبرياء محاولاً معالجة أزمته القلبية واسترجاع النبض من خلال غاراته الهستيرية على اليمن وتحليقه المكثف على الأجواء اليمنية .
وبالتزامن بين الساعة والأخرى يحلق الطيار بطائرته مفرغاً مخزون طائرته على الجبال والأعجاف حينها يهدىء غضبة عائداً إلى وكره، ولا تمضي إلا بضع دقائق أو ساعات إلا وعاد الطيار بطائرته مستأنفاً سيناريوه الماضي يقصف ما قصفهُ قبل دقائق ويدمر ما دمرهُ قبل ساعات وهكذا، تخبط لا إرادي وعمل جنوني غير معقول.
بطبيعة الإنسان إذا قربت نهايتةُ وأصبح على شفى حفـرة، حينها تراه يقوم بأعمال جنونية انتحارية وتخبط لا إرادي، وما سبب تخبطة ونهايتة البشعة إلا نتيجة أعماله القذرة والإجرامية في الماضي وحتى اليوم، فالعدوان اليوم وفي هذه اللحظات بالذات أصبح يعيش حالة من الضعف والهوان والذل والخسـران والقهر والشقى والاضطهاد وأزمة شديدة وعميقة الإصابة، فنحن لا نرى منهُ في هذه اللحظات إلا النهاية القريبة والشنيعة والموت الأزول، بتأييد الله لنا وعونه وتوفيقه لأنصاره المجاهدين .

قد يعجبك ايضا