الهوية الإيمانية

 

مالك الوشلي

“الإيمان يمان والحكمة يمانية”..أعطى الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هذا التشريف العظيم لأبناء اليمن الذي هو اصطفاء ومنحة إلهية لم تمنح لأي أمة ؛ وهذا لم يكن من فراغ لأن الله ورسوله لا يجاملون أحدا أبدا وليست أوسمة هكذا بل جاءت للدور الذي قام به أبناء اليمن وللدور الذي سيقومون به ولما يحمله أبناء اليمن من قيم ومؤهلات.. وهي التي يسعى التحالف العالمي منذ وقت مبكر إلى القضاء عليها ؛ ولو تأملنا حجم المعاناة والحرب والتحالفات والحصار والقتل والجرائم لوجدنا أنه لم تتعرض أي أمة في هذا العالم وحتى تاريخيا لما يتعرض له اليمنيون.
أيضا لم يسبق في تاريخ البشرية كلها أن اجتمعت أمم وقوى وكل ما يسمى بالديانات وبرغم ما بينهم من تباينات واختلافات وبكل ثقلها وخبراتها وموروثها وعلومها وإمكاناتها في وقت واحد ومشروع واحد وهدف واحد بمثل ما يحدث اليوم والذي تتكشف لنا يوما بعد يوم تحالفات اكثر وأكبر .. وأنا أؤكد لكم أنه لا أحد بريء من دمائنا ومن حربنا والتآمر علينا إلا من أعلن موقفه وبوضوح من أول وهلة وهو يتعرض لجزء مما نتعرض له ومن التحالف ذاته.
كل هذا الإجرام وكل هذا التآمر ومع كل هذا لم نستنجد بأحد إلا الله.. فقد كان حسبنا ووكيلنا .. ونعم الوكيل ..الوكيل الذي نصرنا وأخزاهم واعزنا وأذلهم واغدق علينا نعمه الظاهرة والباطنة والتي هي كل يوم في تزايد ولايزال فضله واسعاً جدا.. ولله عاقبة الأمور.. فهو من يقرر ما يكون وما لا يكون.. وهذه النعم وهذا النصر ومن اجل أن يمنحنا اكثر واكثر مما نتوقعه ولكي نهيئ انفسنا لأمور واسعة اعدها الله لصفوة من هذا الأمة.. وبقدر التآمر الذي يزداد يوما بعد يوم والعدو يطور أساليبه على ارقى مستوى فهو اليوم يكثف جهوده ونشاطه وبكل قوة ليستهدفنا في هويتنا كما فعل ويفعل منذ وقت طويل وحتى اللحظة..
مطلوب منا مزيد من الثقة والارتباط بالله ،مزيد من الاهتمام، مزيد من الوعي والبصيرة.. التمسك والحفاظ على هويتنا.. والتطوير من أساليبنا.. وتحصين بيئتنا الداخلية لأن نكون فعلا جنودا نمثل الله ودينه على أرقى مستوى.. نمثل الهوية الحقيقية قولا وعملا.. وعليه وبإذن الله نستكمل نحن وأنتم الحديث عن الهوية وبإذن الله نبدأه من البداية بطرح متسلسل ومختصر وبما يمكننا الله..
عين على القرآن وعين على الأحداث.. وبالله التوفيق..

قد يعجبك ايضا