الكذب والمراوغة السعودية

 

محمد الوجيه

بعد ضربات الجيش اليمني واللجان الشعبية على منشأتي أرامكو في بقيق وخريص، الضربة الأقوى منذ بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، والتي عطلت أكثر من نصف الإنتاج النفطي السعودي، أصبح النظام السعودي في ورطة حقيقية، وبعد أن كانت السعودية البلد الأكثر إنتاجاً للنفط على مستوى العالم بمعدل 12 مليون برميل من النفط يومياً، أصبحت السعودية بلداً مستورداً للنفط، فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أن السعودية طلبت من شركة تسويق النفط العراقية «سومو»، ما يصل إلى 20 مليون برميل من الخام لتزويد مصافي التكرير المحلية بالمملكة.
بعد هذه العملية والتي اهتز لوقعها العالم أجمع، لما لها من تأثيرات على الاقتصاد العالمي، حينها كتبت كبريات الصحف العربية والعالمية بأن اليمن يهز العالم، خصوصاً بعد ان فقد العالم 5% من النفط، وارتفع سعر البرميل عالمياً 20% وهذه الحادثة لم تحصل منذ أربعة عقود من الزمن.
على وقع هذه الضربات اليمانية، وفي الذكرى الخامسة لثورة الـ 21 من سبتمبر، تحدث للشعب وللعالم الرئيس مهدي المشاط، معلناً العديد من المبادرات، كان من ضمنها وقف الهجمات على العدو السعودي بالطيران المسير والصواريخ الباليستية، مقابل إيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار، معتبراً ذلك تحية يمنية، سلام الشجعان لا سلام الاستسلام، كونها مبادرة أتت من موقع القوة، طالباً إياهم بأن يردوا مثلها أو بأحسن منها، ما لم سيكون الوجع على الداخل السعودي، مؤكداً بأن اليمني لن يعاني وحده، بل سيعاني الجميع.
بعدها مباشرة حذر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قوى العدوان من عدم استجابتهم لمبادرة الرئيس المشاط، مؤكداً بأن لا خطوط حمراء بعد رفض المبادرة، وإن القادم سيكون أكثر إيلاماً واشد فتكاً بالنظام السعودي.
من هنا أتت المراوغة السعودية، وعبر الكثير من رموزها أبرزهم ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، وخالد بن سلمان نائب وزير الدفاع، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية، وتركي المالكي ناطق العدوان، جميعهم تحدثوا عن مبادرة الرئيس المشاط بأنها خطوة ايجابية, ولكن اليمنيين منتظرين الأفعال لا الأقوال، وهذا يبين مدى الكذب لدى النظام السعودي الذي جبل عليه، على الرغم من التزام اليمن بالتهدئة وحتى هذه اللحظة إلا ان العدو السعودي مستمر في تصعيده، حيث وانه خلال أسبوع واحد فقط من بعد مبادرة الرئيس المشاط شن العدوان قرابة 500 غارة جوية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى بحسب متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.
إضافة الى استمرار العدو السعودي بشن غارته وفرض حصاره الشامل، تعمّد منع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية، والمصرّح لها من الأمم المتحدة بعد تفتيشها، وهذا ما قد يشكل كارثة إنسانية، وإبادة جماعية، حيث وان آلاف المستشفيات والمراكز الصحية ستتوقف عن الخدمة، ومثلها الكثير من المنشآت والخدمات الحيوية، بحسب المؤتمر الصحفي لكل من وزارة الصحة ووزارة النفط والمعادن.
هنا نتساءل أين دور الأمم المتحدة من كل هذا الصلف والعنجهية السعودية، وما هو موقف المبعوث الأممي الى اليمن، وكذلك المنظمات الدولية، وكيف لهم ان يصمتوا أمام جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية كهذه، هل الدم اليمني أرخص من النفط المسال على صحراء مملكة الرمال!؟
قد تكون الإجابة الشافية وحدها عند رجال الرجال من أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، فهم من مرّغ أنف النظام السعودي في التراب، وهم من سيلقنونهم درساً مؤلماً لن ينسوه مدى الحياة.

قد يعجبك ايضا