صفحة من كتاب الوطن

صوت جنوبي

 

عوض علي حيدرة

حين نحاول التفكير بالعقل والمنطق والعمل لصياغة دراسة موضوعية علمية عن الصعود والسقوط لتجربة الجنوب.. فإنه ومهما تعددت الأسباب والعوامل الداخلية والخارجية بين المقدمات والنتائج، نجد أن البدايات لا تصلح عوناً أو شفيعاً لنا في معالجة أوضاعنا اليوم، وذلك بسبب الطريق الذي سلكته القيادات -القديمة والجديدة – ضد التاريخ، وعدم المراجعة التاريخية للتجربة، والكل يدرك أننا، – كما قال الدكتور غالي شكري: “سمحنا للطحالب والأعشاب السامة الطافية فوق سطح الماء أن تسمم النهر كله”،- وحين اكتشفنا الخطأ والخطايا لم نستطع تصحيحها في وقتها، ولم نسع إلى تغييرها بل اكتفينا بتكريسها وتبرير شرعيتها، وتمادينا وأخذتنا العزة بالإثم بالعفلة (الثورية) ما جعل البعض ينصب نفسه وصياً وولياً على الجنوب وشعبه باعتباره المؤهل وطنياً والقادر دون غيره على القيادة.
هكذا احتمينا بقيادات قبلية، واستبدلناها بالوطن والوطنية، كما أن الذين هزمونا في الأمس رفضوا دفع الفاتورة السياسية للحوار والتوافق الوطني، مثلما دفعنا الفاتورة السياسية كاملة بالصراعات والاقتتال الداخلي القبلي، ما جعلنا نؤثر استمرار الصرعات على الحوار والتوافق،.. وها نحن اليوم – وبعد مرور اكثر من نصف قرن – نعيش نتاج ما ارتكبته تلك القيادات على نفسها وعلى الوطن.. الجميع هاربون إلى الامام من الهزائم بمزيد من الصراعات القبلية، ولا أحد يرغب في فتح صفحة الماضي لمعرفة السبب والمسبب ومن ورَّطنا وفرَّط في حقوق الجنوب، ورهننا بالأمس واليوم في تحالفات سياسية غير وطنية.. واليوم مشردون داخل الوطن وخارجة.
فمن هو المسؤول عن هذه المصائب التي حلت بالجنوب بشكل عام وعدن بشكل خاص؟ وكما يبدو سجلت بفعل فاعل!

قد يعجبك ايضا