سهام المراوعة وفئران الأراضي

 

حسن الوريث

من منا لا يعرف المثل القائل “إذا غاب القط لعب الفار” ومن منا لم ير هذا المثل ماثلاً أمام عينيه في كثير من الأمور والقضايا اليومية التي يعيشها وبالتأكيد أن هذا المثل ينطبق على وضع نادي سهام المراوعة الذي يعاني أشد المعاناة جراء الغياب متعدد الأطراف لكل من الوزارة ومكتبها في المحافظة وقيادة المحافظة والمجلس المحلي وحتى إدارة النادي التي غابت لسبب أو لآخر ما جعل الفئران تظهر وتتنمر على أراضي النادي.
تابعت خلال الأيام الماضية الأنباء التي تم تداولها حول محاولة البعض استغلال هذا الغياب وتأجير بقية أرض نادي سهام المراوعة قفزاً فوق اللوائح والقوانين وبصورة مستفزة فيها عدم اكتراث بأي أحد سواء السلطة المحلية بكل تكويناتها أو المركزية المتمثلة في وزارة الشباب والرياضة وبالتأكيد هذا الأمر لم يكن ليحدث لولا سوابق في أندية رياضية كثيرة تعرضت للسطو على أراضيها بعضها ذهبت أدراج الرياح وبعضها مازال تحت البسط والأخذ والرد والبعض القليل عادت الأرض إلى الأندية. مما لا شك فيه أن عدم وجود قوانين حقيقية تحمي حقوق الأندية الرياضية واستثماراتها وعدم تفعيل ما هو موجود من قوانين ولوائح وكذا إهمال القيادات المحلية والرياضية لهذا الجانب شجع الكثير من المتهبشين على الاستمرار في نهب أراضي الشباب والسيطرة عليها والعبث بها انطلاقاً من هذه الحماية التي توفر لهم بعدم تفعيل القوانين الحالية وإيجاد قوانين ولوائح جديدة وتوفير الحماية اللازمة لأراضي وممتلكات الشباب والرياضة والأندية والاتحادات وهذا يؤكد ما نذهب إليه دوماً بأن الشباب والرياضة هما الحلقة الأضعف وبالتالي فالكل يجعل هذه الحلقة هي الباب الذي يدخل منه للاستفادة بكل أنواعها بدءاً من نهب الأراضي وصولاً إلى العبث بأموال الشباب والرياضيين وممتلكاتهم. نادي سهام المراوعة أحد أندية محافظة الحديدة ومن الأندية العريقة ويمثل وجوده في منطقة المراوعة شيئاً مميزاً واستمراره في نشاطه وبقاءه في حد ذاته نقطة ضوء يفترض أن تلقى التشجيع من قبل كافة الأجهزة والأطر الرياضية وأيضاً السلطة المحلية كما يجب أن يتم دعمه للبقاء وليس التغاضي عن ما يحصل له من محاولات لنهب أراضيه من خلال تمليك الحوش الواقع بين مبنى المركز التعليمي بمديرية المراوعة وحوش المؤسسة العامة للاتصالات والتابع للنادي. السلطة المحلية عليها أن تقف بجدية أمام ما يحصل ومنع أي اعتداء أو محاولة للتحايل على الوضع من قبل البعض مهما كانت مكانته وإعادة الوضع إلى ما كان عليه كما أن وزارة الشباب والرياضة مطلوب منها أيضاً التعاون مع السلطة المحلية للحفاظ على ممتلكات النادي وكل الأندية سواء في الحديدة أو غيرها كما أن عليها تطوير القوانين واللوائح المتعلقة بالاستثمار الرياضي حتى لا تبقى هناك نوافذ خلل يدخل منها المتنفذون وأصحاب المصالح وفئران الأراضي الذين نجدهم يتسللون استغلالاً لأي فجوات موجودة وللأسف أن البعض ممن هم في موقع الحامي للحمى ولكن ينطبق عليهم المثل القائل “حامي حمى الحد يشتي من الحي حامي”. بالتأكيد إن على أبناء نادي سهام المراوعة وكل الأندية أن يقفوا في وجه كل من يعبث بممتلكاتهم وقد تحدثناً كثيراً عن نماذج لكن ربما لا حياة لمن تنادي ويمكنني أن أقول للشباب والرياضيين: إذا لم تحافظوا على حقوقكم فلن يحافظ عليها أحد ،فالكل مشغول عنكم بل إن البعض يستفيد من تقاعسكم عن حماية حقوقكم ويسطو عليها ،وليس سهام المراوعة إلا نموذجاً من تلك النماذج الكثيرة والتي تحدثنا عنها كثيراً والتي جعلت من فئران الأراضي ينتشرون بهذا الشكل المرعب ،كما نتمنى من الجهات المسؤولة أن تكون عند مستوى مسؤوليتها وتحافظ على ممتلكات الشباب والرياضيين وتردع كل من يستغل الأوضاع والظروف الحالية من العدوان والحصار للقفز على كل شيء والعبث والنهب لهذه الممتلكات.

قد يعجبك ايضا