الحسد وآثاره على المجتمع

الشيخ / محروس أحمد حسين

الشيخ / محروس أحمد حسين –
الحسد خصلة ذميمة حذرنا الله منها وطلب أن نطهر أنفسنا منها.
الحسد أعظم خصال الشر فقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم فقال” لا تحاسدوا” وقال صلى الله عليه وسلم “دب إليكم داء الأمم فيكم الحسد والبغضاء” رواه أحمد وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إياكم والحسد”
والحسد صفة شöرار الخلق فقد اتصف به إبليس فحسد آدم لما رآه قائد الملائكة حيث خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وعلمه أسماء كل شيء وأسكنه جنته فما زال يسعى في إخراجه من الجنة حتى خرج منها .
والحسد هو الذي حمل ابن آدم على قتل أخيه ظلما لما وهبه الله النعمة وتقبل القربان وقد نص الله خبرهما في القرآن الكريم.
والحسد صفة اليهود كما ذكر الله في مواضع من كتابه فقد حسدوا نبينا صلى الله عليه وسلم على ما آتاه الله من النبوة والمنزلة العظيمة فكفروا به مع علمهم بصدقه وثقتهم أنه نبي الله وحسدوا هذه الأمة على ما من الله به عليها من الهداية والإيمان قال تعالى ” ود كثöير مöنú أهúلö الúكöتابö لوú يردونكم مöن بعúدö إöيمانöكمú كفارا حسدا مöنú عöندö أنفسöهöم مöن بعúدö ما تبين لهم الúحق فاعúفواú واصúفحواú حتى يأúتöي الله بöأمúرöهö إöن الله على كلö شيúء قدöير”
والحسد هو كراهية وصول النعمة إلى الغير سواء تمنى زوالها أو لم يتمن ذلك وله من الآثار السيئة ما لا تحصى.
أضرار الحسد فيه اعتراض على الله في قضائه واتهام له في قسمته بين عباده لأن الحاسد يرى أن المحسود غير أهل لما آتاه الله وأن غيره أولى منه ومنها.
أن الحاسد منكر لحكمة الله في تدبيره فهو سبحانه يعطي ويمنح لحكمة بالغة والحاسد ينكر ذلك.
ومن آثار الحسد أيضا أنه يورث البغضاء بين الناس لأن الحاسد يبغض المحسود وهذا يتنافى مع واجب الأخوة بين المؤمنين يقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا تحاسدوا ولاتناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا”
ومن أضرار الحسد أنه يحمل الحاسد على محاولة إزالة النعمة عن المحسود بأي طريقة ولو بقتله كمل قص الله تعالى عن ابني آدم في قوله “واتúل عليúهöمú نبأ ابúنيú آدم بöالúحقö إöذú قربا قرúبانا فتقبöل مöن أحدöهöما ولمú يتقبلú مöن الآخرö قال لأقúتلنك قال إöنما يتقبل الله مöن الúمتقöين”
وأخيرا نفذ الجريمة وباء بالإثم وخسارة الدنيا والآخرة وصار عليه كفل من دم كل نفس يقتل ظلما لأنه أول من سن القتل وسبب ذلك كله والواقع إليه هو الحسد ومن أضرار الحسد أنه يمنع الحاسد من قبول الحق إذا جاء عن طريق المحسود ويحمله على الاستمرار في الباطل الذي فيه هلاكه. ومن أضرار الحسد أنه يحمل الحاسد على الوقوع في الغيبة والنميمة فتغتاب المحسود ويسعى فيه بالنميمة وهما خصلتان قبيحتان وكبيرتان من كبائر الذنوب.
ومن أضرار الحسد أنه يذهب الحسنات والأعمال الصالحة كما في الحديث “إياكم والحسد” ومن أضرار الحسد أن الحاسد لا يزال في هم وقلق وغيظ لما يرى من تنزل فضل الله على عباده يقول معاوية رضي الله عنه ليس من خصال الشر أعدل من الحسد تصل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود.
عضو البعثة الأزهرية في اليمن

قد يعجبك ايضا