مليشيا الانتقالي تحاصر تظاهرة نسائية في عدن
تصاعد القمــــع بحق الصحفيين والناشطين في المحافظات المحتلة
الثورة /
فرضت مليشيا الانتقالي التابعة للإمارات أمس حصارا خانقا على المئات من النساء للحيلولة دون وصولهن إلى ساحة العروض وسط مدينة عدن للاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية والخدمية .
وأفادت مصادر إعلامية أن عناصر الانتقالي التي انتشرت بكثافة على متن الآليات العسكرية بمنطقة خور مكسر أغلقت معظم الشوارع الرئيسية والفرعية أمام توافد النساء ومنعهن من دخول ساحة العروض للمطالبة بتوفير الكهرباء والحياة المعيشية الكريمة.
وأكدت المصادر أن قيادات المليشيات نشرت العشرات من العناصر النسائية التابعة لها، للحد من تظاهر الآلاف من نساء عدن المطالبات بإنهاء سياسة التجويع الممنهجة التي يتخذها تحالف العدوان بحق أهالي المدينة دون توفير أبسط الخدمات من الكهرباء والمياه وسط تكرار المعاناة منذ العام 2016م.
وتشهد المحافظات المحتلة تصعيدًا في وتيرة الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية والمدنية، وسط تزايد الاعتقالات التعسفية والاعتداءات الجسدية بحق الصحفيين والنشطاء السلميين، في مشهد يثير قلقًا متناميًا بين الأوساط الحقوقية محليًا ودوليًا.
وتؤكد تقارير حقوقية من بينها ما صدر عن مركز الخليج لحقوق الإنسان والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الحريات الصحفية والمدنية في جنوب اليمن تواجه تدهورًا حادًا، في ظل بيئة أمنية قمعية تستخدم فيها سلطات الأمر الواقع أساليب متعددة لإسكات الأصوات المعارضة، بما في ذلك المداهمات، والاعتقال، والضرب، والتشهير، والتضييق على العمل الإعلامي.
ففي محافظة أرخبيل سقطرى، اختطفت قوات تابعة لميليشيات الانتقالي، الإعلامي نوار أحمد شعبان بعد مداهمة منزله، على خلفية منشورات نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد فيها ممارسات ميليشيات الانتقالي في المحافظة.
عملية الاختطاف هذه قوبلت بموجة استنكار واسعة من قبل صحفيين وناشطين محليين، اعتبروها تعديًا صارخًا على حرية الرأي والتعبير، وانتهاكًا للدستور اليمني والقوانين الدولية، وطالبوا بالإفراج الفوري عن الإعلامي المختطف وتحميل ميليشيات الانتقالي المسؤولية الكاملة عن سلامته.
وفي مدينة عدن، أقدمت قوات أمنية تابعة لميليشيات الانتقالي، مؤخرا على اعتقال الناشط المدني فؤاد الديقان، على خلفية مشاركته في مظاهرة سلمية نظمت للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية، وفي مقدمتها الكهرباء، ووصفت مصادر محلية الاتهامات الموجهة له بـ”التحريض”، في حين أكد شهود عيان أنه لم يقم بأي فعل يُصنّف تحريضيًا.
يأتي هذا في سياق تصاعد الاحتجاجات الشعبية في عدن ضد الانهيار المتواصل في الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية، حيث يتهم المواطنون ميليشيات الانتقالي بالفشل في إدارة المدينة وبتغليب المصالح الأمنية والسياسية على احتياجات السكان.
وفي محافظة المهرة، تعرض الإعلامي وعضو لجنة الاعتصام السلمي في مديرية قشن، ناجم محمد زعبنوت، لاعتداء جسدي ولفظي من قبل أحد عناصر ميليشيات “درع الوطن”، المدعومة سعوديًا، أثناء تغطيته لتحركات اعتبرتها اللجنة “مزعزعة لاستقرار المحافظة”.
ولا تمثل الوقائع السابقة حالات فردية معزولة، بل تأتي في إطار سياسة قمع ممنهجة تُمارسها القوى المسيطرة في المحافظات المحتلة بحق كل من يجرؤ على رفع صوته أو توثيق الانتهاكات، وتشير منظمات حقوقية، من بينها مراسلون بلا حدود، إلى أن الصحفيين في المناطق الجنوبية يواجهون “تهديدات متعددة تتراوح بين الاعتقال والاعتداء الجسدي والتشهير، وغالبًا دون محاسبة الجناة”.
في المقابل، تتصاعد الدعوات المحلية والدولية لإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية آرائهم أو نشاطهم المدني، ووقف الحملة الممنهجة ضد الحريات، وفتح تحقيقات مستقلة وشفافة في حوادث الاعتداء والاختطاف، وضمان بيئة آمنة للعمل الصحفي والمدني.