حرب بلا استراتيجية

تدخل الحرب على (داعش) في العراق والشام التي تقود تحالفها الولايات المتحدة الأميركية أسبوعها الرابع لتبدو كما لو أنها دخلت مرحلة الإنحسار عوضا عن الانتصار لتصير مفتوحة على اسئلة غير قليلة.
فمع أن الوقت لا زال قصيرا غير أن اللافت فيما جرى خلال هذه المدة أن الهالة الكبيرة التي أظهرها القادة الغربيون سياسيين وعسكريين واطلقت في شأنها حملة إعلامية واسعة بدأت تتراجع وبدأ الحديث ينتقل من قضية مواجهة هذا الخطر إلى تعداد المصاعب والإعلان وبخاصة من الجهات الأميركية السياسية والعسكرية أن العملية مفتوحة على سنوات عديدة.
قد يرى البعض أن المسألة تعود هنا إلى التسرع الإجرائي الأميركي في شأن هذه الحرب بعد تجاهل الأوضاع المتداعية لسنوات عديدة من جانب ومن جانب آخر اصطدام الأميركيين بوضع هم أعلنوا عن (جهله) في شأن حركة (داعش) وهذا “البعض” يرى أن الحرب دخلت منذ بدايتها عملية مراجعة وتراجع أدت إلى هذه النتيجة.
غير أن هذه التغيرات لا تقدم إجابات بل تثير أسئلة ومن ذلك: هل كان مجرد حشد واستخدام القوات الجوية يمثل استراتيجية كفيلة بتحقيق الهدف من هذه الحرب وهو القضاء على هذه الجماعة التي باتت تسيطر على مناطق واسعة ومواقع استراتيجية في العراق وسوريا¿
ولماذا لم تطرح هذه القضية على الأمم المتحد وبخاصة مجلس الأمن لتكون مواجهة هذا الوضع بأضراره الفادحة ومخاطره المحدقة ومأساوية نكباته الكارثية التي لحقت بالأقليات ومخالفي هذه الجماعة بما يعني ذلك على شرعية هذه المواجهة للإرهاب ومسؤولية المجتمع الدولي بأسره¿
وهل يعني غياب استراتيجية الحرب بكافة جبهاتها وعدم اللجوء إلى الأمم المتحدة استسهالا وإفراطا في الغرور بالقوة¿
أم أن الأمر يعود إلى أسباب أخرى في الأبرز أن الأطراف الدولية وبخاصة الولايات المتحدة اطلقت بالون الحرب في استغلال لما ارتكبته هذه الجماعة من جرائم وفي استثمار للحرب لأهداف غير معلنة¿
والأهم.. هل الدول الغربية المشاركة في هذه الحرب جميعها هدفها القضاء على الإرهاب أم أن العديد منها في منافسة على كعكة نفقات الحرب وثروات هذه المنطقة الهامة والكبيرة¿.

قد يعجبك ايضا