تعرّف إلى منظومات الدفاع التي تحمي «مطار بن غوريون»

لماذا شكّل قصف مطار بن غوريون صدمة للعالم.. وفشلاً مركباً للأمريكيين قبل الإسرائيليين؟!

 

 

مطار بن غوريون الأكثر تحصيناً في العالم محاط بـ 5 طبقات دفاعية إسرائيلية وسادسة »ثاد« أمريكية وجميعها الأحدث عالمياً
¶ «إسرائيل» وبمعاونة أبو ظبي نشرت في أبريل الماضي رادار إنذار مبكر في الصومال
¶ مجموعة الحاملات الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي وأنظمة دفاع في السعودية والأردن تشارك في رصد واعتراض الصواريخ والمسيرات اليمنية

الثورة / إبراهيم الوادعي
صدمة في الداخل الصهيوني بشقيه الرسمي والشعبي، بعد استهداف مطار بن غوريون بضربة صاروخية يمنية، والصدمة كما الفشل في اعتراض الصاروخ تمتد إلى العدو الأمريكي.
يعتبر مطار بن غوريون واحدا من أكثر الأماكن تحصينا في الكيان الإسرائيلي، ومحاطاً بمنظومات الدفاع الجوي من 5 طبقات، لكونه شريان الكيان الحيوي إلى العالم وعصب مهم في الاقتصاد الصهيوني.
وفيما يلي أهم طبقات الاعتراض الصهيونية حول بن غوريون من الأدنى إلى الأعلى:
1 – القبة الحديدية
تُعدُّ القبة الحديدية من أشهر أنظمة «الدفاع» الجوي للعدو الإسرائيلي، صُممت هذه المنظومة لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.
تستخدم منظومة القبة الحديدية صواريخ موجهة بالرادار لتعقب التهديدات الجوية والتصدي لها، مما يوفر «خط دفاع أولي وحاسم ضد الصواريخ والمقذوفات ذات المسارات الحادة، خاصة تلك التي تُطلق من مسافات قريبة»، حسب الدعاية الصهيونية.
2 – مقلاع داوود
يُعرف نظام مقلاع داوود أيضًا بـ «العصا السحرية»، وهو نظام «دفاعي» متوسط المدى مصمم لاعتراض الصواريخ ذات العيار الكبير والصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
يلعب مقلاع داود دورًا أساسيًا في سد الفجوة بين القبة الحديدية والأنظمة الأكثر تقدمًا مثل السهم. ويضيف هذا النظام طبقة دفاع إضافية ضد التهديدات الأكثر تطورًا، التي تكون متقدمة جدًا على القبة الحديدية، ولكنها لا تتطلب القدرات الكاملة لأنظمة السهم.
3- السهم 2
يُعدّ نظام السهم 2 إحدى الأدوات الرئيسية للعدو الإسرائيلي في «الدفاع» ضد الصواريخ الباليستية، وصُمِّم لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية، وفي نطاقات بعيدة، مما يجعله فعالًا في مواجهة التهديدات الأكثر تطورًا وبعيدة المدى.
يعمل نظام السهم 2 على كشف وتدمير الصواريخ القادمة قبل دخولها الغلاف الجوي الأدنى، مما يوفر طبقة «دفاع» عليا.
4 – السهم 3
يُمثل نظام السّهم 3 قمة التكنولوجيا الإسرائيلية في «الدفاع» الصاروخي، فهو نظام اعتراض خارج الغلاف الجوي، ويُفترض أنه قادر على تدمير الصواريخ الباليستية في الفضاء قبل إعادة دخولها الغلاف الجوي للأرض.
ويُفترض أن يلعب نظام السهم 3 دورًا «حاسمًا» في «الدفاع» ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وغيرها من التهديدات بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من مواقع بعيدة.
ومن خلال اعتراض الصواريخ في الفضاء، يضمن نظام السهم 3 أن تُحَيَّد التهديدات الأكثر خطورة بعيدًا عن الأجواء الصهيونية.
5 – باراك 8
يُعدُّ نظام باراك 8 نظام «دفاع» جوي متعدد المهام مصمم لاعتراض مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات والمروحيات والصواريخ. وعلى الرغم أنه غالبًا ما يُنشر على السفن البحرية لحمايتها من الصواريخ والطائرات القادمة، إلا أنه يُستخدم أيضًا على المنصات الأرضية.
ويُفترض أن يضيف باراك 8 طبقات إضافية من الحماية، خاصة ضد التهديدات المنخفضة التي قد تفلت من الأنظمة الأخرى.
منظومة الاعتراض الأمريكية ثاد
في أكتوبر 2024 أعلنت الولايات المتحدة وكيان العدو، عن نشر منظومة ثاد في فلسطين المحتلة مرفقة بقوات أمريكية لتشغيلها، لحماية الكيان من الصواريخ الفرط صوتية- تحتاج كل بطارية إلى مائة جندي لتشغيلها.
ونظام الدفاع الصاروخي ثاد هو أحد أبرز أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة (من نوع أرض-جو) التي تم تطويرها بواسطة شركة لوكهيد مارتن .
تتخطى سرعة صواريخها سرعة الصوت بأكثر من 7 أضعاف وهي بذلك صواريخ فرط صوتية قادرة على مواجهة مجموعة من الصواريخ، خصوصا وأن كل بطارية منها تضم أكثر من 45 صاروخا يمكن إطلاقها دفعة واحدة. كما تعتمد المنظومة على رادارات متطورة جدا حتى أنها تعد بحد ذاتها بمثابة مركز للقيادة والتحكم ما يسمح لها بالعمل بشكل آلي لمواجهة كافة الأخطار وتحديدا الصواريخ الفرط صوتية.
لم تمنح الولايات المتحدة هذا النظام لكثير من الدول الحليفة وهو موجود لدى بعض الدول في الشرق الأوسط مثل المملكة العربية السعودية. ويستخدم لحماية مناطق حساسة وحيوية وخصوصا القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة عبر مختلف مناطق العالم.
أكد الإعلام الإسرائيلي أن منظومة الاعتراض ثاد أطلقت صواريخها باتجاه الصاروخ اليمني على مطار بن غوريون لكنها فشلت في اعتراضه.
الفشل الكبير والمركب
لماذا عد استهداف مطار بن غوريون حدثا كبيراً وبمثابة الزلزال كما وصفه الإعلام الإسرائيلي ووسائل إعلام دولية، وأجبر عشرات الشركات الجوية على وقف رحلاتها حتى انجلاء المشهد في الكيان..
للإجابة على هذا السؤال يتطلب الأمر العودة إلى بدايات طوفان الأقصى ؟.
فقبل السابع من أكتوبر 2023م كان الكيان الإسرائيلي مرتبطاً دفاعيا بالقيادة الأمريكية في أوروبا، يورب كوم، وبعد طوفان الأقصى انتقلت مسؤولية حماية الكيان الإسرائيلي إلى القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، سنتكوم، ولهذا نشهد زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية في المنطقة مرتين شهريا إلى الكيان الإسرائيلي.
وعند إطلاق صاروخ من اليمن ترصده الردارات الأمريكية في البحر الأحمر والعربي والمحملة على متن المجموعات الضاربة لحاملتي الطائرات هاري ترومان، وكارل فينست، وتمرر المعلومة لحظيا إلى الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية أيضا على امتداد المسار نحو الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك منظومة ثاد الأمريكية في السعودية والتي شاركت في صد صواريخ يمنية ومسيرات متجهة إلى الكيان، وكذلك منظومات اعتراض في الأردن.
وإذا ما فشلت الأمريكية فيكون في مواجهة الصاروخ اليمني 5 طبقات دفاع إسرائيلي يضاف إليها منظومة ثاد التي تم نشرها في مواقع حساسة داخل الكيان الإسرائيلي قبل اشهر.
رادار «إسرائيلي» متطور
وإضافة إلى أنظمة الرادار الأمريكية ودول التطبيع المنتشرة في المنطقة التي تحذر الكيان الإسرائيلي، ذكرت معلومات أن النظام الإماراتي عرب التطبيع في الخليج والمنطقة، أنهى عملية سرية لنشر نظام رادار ELM-2084 الإسرائيلي في مطار بوصاصو، بمنطقة بونتلاند شمال شرقي الصومال.
وبحسب المصادر فإن هذا الرادار هو أحد مكونات منظومة القبة الحديدية، ويستخدم لرصد: الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، ونيران المدفعية الثقيلة.
واستخدامه ليس مخصصا لحماية أبو ظبي بل لتتبع الضربات اليمنية الموجهة ضد الكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن.
وكان موقع “ميدل إيست مونيتور”، أشار إلى التوجه الإسرائيلي نحو أرض الصومال، وقال إن «إسرائيل» سعت لإنشاء مناطق آمنة لأمنها بعمق استراتيجي، مثل قبرص في البحر المتوسط
آلية الاعتراض الجوي
تلعب التقنيات الحديثة دورا محوريا في كفاءة أنظمة الدفاع الجوي، بعدما أصبحت الأقمار الصناعية والرادارات الطائرة، جزءا مما أصبح يطلق عليه «الدروع الصاروخية»، بحسب موقع «ميسيل ثريت» الأمريكي.
وتوفر الرادارات، التي تعمل على «ترددات منخفضة» من البر والبحر صورة واحدة لـ«سحابة الصاروخ»، التي تضم الرأس الحربي الحقيقي ووسائل الخداع المرافقة له، لكنها لا تستطيع تمييز الرأس الحربي الحقيقي بدقة.
ويمكن أن تكون عملية رصد الصاروخ الباليستي أكثر دقة، إذا شاركت فيها رادارات جوية متطورة، لأنها تكون قادرة على تتبع الصاروخ في مسار مستمر منذ الإطلاق حتى تدميره، في الجو، بصاروخ اعتراضي.
وتعد الأقمار الصناعية العسكرية جزءاً من قوة الدفاع الجوي للجيوش المتطورة، حيث تقوم برصد عملية إطلاق الصواريخ الباليستية عن طريق البصمة الحرارية لمحركاتها.
بينما يتم تحديد مسار الصاروخ ومتابعته عن طريق الرادارات الطائرة، الموجودة على طائرات الإنذار المبكر، والرادارات عالية التردد، حتى يمكن تحديد النقطة المحددة لتدميره بواسطة الصاروخ الاعتراضي، قبل الوصول إلى الهدف.
ووفقا لهذه الآلية تتكامل أنظمة التتبع الرادارية الأمريكية والإسرائيلية على امتداد الفي كيلو متر، وهي المسافة بين اليمن وفلسطين المحتلة لاعتراض الصواريخ اليمنية، وفشلها في ذلك يعني أن اليمن نجح في التحايل على كل تلك المنظومات فلا يمكن أن يقع خطأ بشري من جميعها أو أتوماتيكي من جميعها .
ماهية الصاروخ اليمني
حتى اللحظة لم تعلن اليمن سوى عن صاروخ فلسطين2 الفرط صوني وتتوفر بعض المعلومات البسيطة عنه، والصاروخ الذي ضرب قاعدة رمات ديفيد في الشمال الفلسطيني وقبله جنوب حيفا يبدو صاروخا متطورا بشكل كبير ولم تفصح عنه القوات المسلحة اليمنية في بياناتها وتكتفي بالإشارة إلى كونه فرط صوتي تاركة للتكهنات أن تنشط.
وفي العموم، صنعاء تؤكد أنها تعمل بشكل مستمر لتطوير ترسانتها العسكرية وتختبر التحديات أمامها لتجاوزها كما كشف عن ذلك الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، وهذا الأمر يشهد به اليوم ويصدقه قصف مطار بن غوريون المنشأة الصهيونية الأهم والأغلى والأكثر تحصينا.
وبشكل عام ما هي الأسلحة الفرط صوتية وأنواعها؟!
– السلاح «فرط الصوتي» هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة تبدأ من «5 ماخ» – أي أسرع خمس مرات من سرعة الصوت على الأقل – وهو ما يعني أن بإمكانه اجتياز ميل (1.6 كيلومتر) في الثانية الواحدة.
– يجري تطوير نوعين من أسلحة فرط صوتية حالياً، الأول الصواريخ «الجوالة» المزودة بمحركات نفاثة تدفعها لاجتياز سرعات الصوت، والآخر «الرؤوس الحربية فرط الصوتية» التي يمكن إطلاقها من مقاتلات، وهناك بالفعل أنواع من الصواريخ الجوالة «كروز» تنطلق بأسرع من الصوت مثل «توما هوك».
– لكن الصواريخ فرط الصوتية مختلفة لأنها تعتمد على الإطلاق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي – أعلى من الصواريخ الباليستية التقليدية – ثم ينفصل منها الرأس الحربي فرط الصوتية بسرعات هائلة نحو مستويات أدنى (إلى الأهداف المحددة).
تشكل الصواريخ فرط الصوتية تحدياً كبيراً أمام أنظمة الدفاعات الجوية نظراً لأن بإمكانها مراوغة الرادارات المعادية نتيجة التحليق على أطوال موجية قصيرة والتحول نحو مستويات منخفضة أدنى من موجات الرادار بالإضافة إلى عدم إمكانية التنبؤ بمسارها.
بين مشهدين
على ضفتي المواجهة هناك تصريحات للرئيس مهدي المشاط خلال اجتماعه بقيادات عسكرية عليا، مدعومة بإنجازات على الأرض شاهدها العالم وصدم أمامها، وأكدت دقة ما تورده القيادة العسكرية اليمنية عن وضع الأمريكي المربك في البحر.
وقال الرئيس المشاط “حذرنا الأمريكي بطرق غير مباشرة من خطوات مزعجة لكنه لم يرعو ولأنه لا يأبه بحياة الصهاينة تجاهل تحذيرنا متوهما بأن منظوماته ستمنع خطواتنا”.
وأضاف “ضرب حاملة الطائرات ترومان بدقة عالية هذا الأسبوع وإسقاط f18 من على متنها دليل واضح وشاهد على صحة ما نقول”.
وفي الضفة الأخرى كانت تهديدات لرئيس حكومة العدو ومسؤوليه تتحدث عن الرد بسبعة أضعاف قبل أن تعود وتبلع تهديداتها، فلا يمكن للكيان المدلل أن يصنع، وعجزت عن فعله أمريكا وبريطانيا في اليمن خلال عدوانها الأخير الذي يقترب من حاجز الخمسين يوما دون إنجاز يذكر سوى قتل المدنيين وإفزاع النساء والأطفال.
تكشف مواقع صهيونية قبيل ساعات من الضربة اليمنية على مطار بن غوريون أن الطرف الأمريكي ابلغ المسؤولين في حكومة نتنياهو بأن تفكير اليمنيين يختلف عن التفكير الغربي وهم حاضرون لدفع الثمن.
وقالت القناة الـ12 الصهيونية: نحن أمام عملية إطلاق صواريخ من اليمن بمعدل يقارب صاروخًا واحدًا كل يومين، ورغم استمرار الهجمات الأمريكية لشهر ونصف في اليمن فإننا لا نشهد نتائج ملموسة.
وتضيف: الأمريكيون أخبرونا أن «الحوثيين» يمتلكون عقلية مختلفة عن التفكير الغربي وهم مستعدون لدفع الثمن، ولا يبدو أن الأمريكيين قادرون على التخلص من المشكلة المزمنة المسماة «الحوثيين».
واستطردت: «الحوثيون» يحافظون على ترسانتهم بعناية ويواجهون صعوبة في تصنيع الصواريخ أرض-أرض.
وتحت عنوان “الحوثيون ليسوا متلهفين لوقف إطلاق النار والولايات المتحدة «لا تفهم كيف يفكرون».
أكدت يديعوت أحرنوت أن شهراً ونصف من القصف الجوي والبحري المكثف ضدهم، والذي انضمت إليه بريطانيا مؤخراً، فالمنظمة التي تسيطر على شمال غرب اليمن من تنفيذ أربع هجمات مختلفة ضد إسرائيل خلال يوم واحد، وفي الأسابيع الأخيرة.
وأضافت يستمر الحصار في البحر الأحمر، ومعه الأضرار الاقتصادية الشديدة التي تلحق بإسرائيل ومصر.. وأمام هذا الوضع، بدأ العالم يتساءل مؤخرا عما إذا كان ما تفعله الولايات المتحدة الآن كافيا.
وإذا كان هذا وضع الكيان قبيل الضربة المباركة على مطار بن غوريون فكيف سيكون الحال بعدها.. لننتظر.. لكن المؤكد وتعترف بذلك دوائر الكيان أن المواجهة اليمنية الإسرائيلية سيكون لها تداعيات على مستوى الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية والإسرائيلية.
وبالأمس أكد السيد إبراهيم السيد رئيس المجلس السياسي لحزب الله أن المعركة القائمة حاليا ستغير شكل الشرق الأوسط ولم تتضح نتائجها بعد، متحدثا عن عدم الوقوف في طابور الانتظار.
ومشيرا إلى سنة التغيير التي تحدث عنها القرآن الكريم وهي ما تشهده المنطقة ولن يكون في ختامها النصر للباطل حتما، بل للحق إن نهض رجاله وأنصاره كما يفعل اليمن وتدعو الفصائل الفلسطينية بقية الشعوب إلى احتذاء موقفه.

قد يعجبك ايضا