الثورة / متابعات
في وقت يعيش فيه سكان قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ المعاصر اطلقت المؤسسات والمنظمات الإنسانية والحقوقية نداءات استغاثة للعالم لإنقاذ 2.4 مليون فلسطيني من المجاعة وما تبقى من حياة تحت الرماد والجوع في القطاع المدمر والمحاصر.
وفي هذا الصدد استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي، مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تجويع الفلسطينيين في قطاع غزة، وسط تقارير متوالية عن تفشي المجاعة بعد نفاد الغذاء والدواء في القطاع.
وقالت ألبانيزي في منشور لها على موقع إكس: «لماذا: بعد 19 شهرا من عنف الإبادة و60 يوما لم تدخل فيها حبة أرز واحدة إلى غزة، يُصوَر الفلسطينيين للعالم وهم يتدافعون للحصول على الغذاء كما لو كانوا يلهثون لالتقاط أنفاسهم».
وتابعت: «أهل غزة. أيها الفلسطينيون. جوعكم اليوم هو عارنا، لا ينبغي أن نمكّن من الاطلاع على معاناتكم إن كنا بهذه اللامبالاة والتقاعس والأنانية والفساد بحيث لا نستطيع وقفها فوراً».
من جهتا، قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غزة أولغا تشيريفكو، إن الأطفال في غزة يبحثون في أكوام القمامة عن بقايا الطعام والوقود، داعية إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على إمدادات المساعدات إلى القطاع.
وقالت المسؤولة الأممية: “أمام المجتمع الدولي خياران: إما الاستمرار في مشاهدة الصور المروعة التي تظهر غزة وهي تختنق وتتضور جوعاً، أو استجماع الشجاعة والجرأة الأخلاقية لاتخاذ قرارات من شأنها كسر هذا الحصار الذي لا يرحم”.
فيما حذّرت منظمة «يونيسيف» من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة -أي كل أطفال غزة من هذه الفئة العمرية- باتوا على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد.
وفي خضم الإغلاق المستمر لمعابر قطاع غزة للشهر الثاني على التوالي، يجتاح شبح المجاعة قطاع غزة بقسوة، حيث يواجه 91% من سكانه أزمة غذائية خانقة، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
ويعاني أهالي قطاع غزة من أزمة خانقة ونفاداً للمواد الغذائية والمياه، حيث أعلنت مخابز قطاع غزة توقفها عن العمل، في حين المجاعة تهدد حياة أكثر من مليونين وربع المليون إنسان يعيشون تحت وطأة القصف والمجازر وحرب الإبادة».
في الأثناء، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس السبت، بارتفاع أعداد الوفيات الناجمة عن سوء التغذية الحاد إلى 57 منذ بداية العدوان الإسرائيلي غالبيتهم من الأطفال وبينهم مرضى وكبار بالسن.
ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية والحقوقية إلى تحرك فوري وفاعل، والضغط بكل الوسائل من أجل فتح معبر رفح الحدودي، وفتح جميع المعابر، وضمان إدخال الغذاء والدواء بشكل عاجل، قبل فوات الأوان.
وقال: إن «إسرائيل» تدمر بشكل ممنهج مصادر الغذاء في القطاع عبر استهداف المخابز ومراكز الإغاثة والتكايا ومزارع وآبار المياه ومخازن الأغذية، ضمن سياسة التجويع التي تمارسها ضد الفلسطينيين الذين يواجهون إبادة جماعية منذ 7 أكتوبر 2023أسفرت حتى الآن عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود.
إلى ذلك شهدت عدد من العواصم والمدن الأوروبية، أمس السبت، تظاهرات حاشدة احتجاجًا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني.
،رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية، ولافتات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار الإسرائيلي.
ودعا المشاركون إلى إدخال عاجل للمساعدات الإنسانية إلى القطاع، وإنهاء الحصار المفروض عليه ، مطالبين بوقف ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية.
ورغم المناشدات الدولية، لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والمساعدات الإغاثية العاجلة، فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه الدموي بعد خرقه اتفاق وقف إطلاق النار شهر مارس الماضي واستئناف الحرب وجرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.