كلينتون في مواجهة الجمهوريين الولايات الجنوبية

يواجه الرئيس الأميركي الاسبق بيل كلينتون مهمة تبدو شبه مستحيلة حتى لشخص متحدر من الجنوب مثله إذ عليه أن يواجه أو حتى يوقف تقدم الجمهوريين في الولايات الجنوبية خصوصا في اركنسو.
فقد عاد كلينتون الديموقراطي إلى مسقط رأسه حيث كان حاكما بين 1983 و1992م قبل أن ينتخب رئيسا للولايات المتحدة وذلك من اجل تقديم دعم للمرشحين الديموقراطيين قبل الانتخابات التشريعية في /نوفمبر ومن بينهم مارك برايور احد السناتورين الاثنين المتبقيين للديموقراطيين في الجنوب إلى جانب ماري لاندريو في لويزيانا.
ولا يزال بيل كلينتون يحظى بالشعبية في المنطقة ألا أن اركنسو لم تعد أبدا في 2014م تشبه الولاية التي رحل عنها في 1992م.
وقال كلينتون أمام مئات ألاف الأشخاص في جامعة سنترال اركنسو “صوتوا بقلوبكم”. وحذر من أن الجمهوريين سيحاولون حمل السكان على التصويت بدافع الغضب ضد الديموقراطيين وأعطى مثالا على مجموعات لا تحصى من المحافظين الذين يشغلون الإذاعات المحلية بالدعاية.
وأضاف كلينتون “منذ كنت صغيرا وكانت مسائل الحقوق المدنية مطروحة وانأ اشعر بالغضب عندما أراهم يحاولون أثارة الناس واغضابهم ليصوتوا عن موقف معارض بدلا من التصويت لما يؤمنون به”.
وكان الحزب الديموقراطي في الجنوب الذي ظل مؤيدا للفصل العنصري حتى إصلاحات ستينات القرن الماضي مهيمنا في المنطقة طيلة قرن ألا أن أداءه في تراجع مستمر منذ التسعينات. فإذا كان غالبية السكان السود يصوتون للديموقراطيين فان عددا متزايدا من الناخبين البيض انتقلوا إلى الجمهوريين.
وقال كين براغ النائب المحلي وهو أول جمهوري ينتخب من منطقته في مجلس نواب اركنسو منذ 150 عاما في 2012م “كانوا يصوتون للديموقراطيين لان إباءهم وأجدادهم كانوا ديمقراطيين”.
وللمرة الأولى في تاريخ الولاية يتمتع الحزب الجمهوري بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ المحليين.
وفي حال خسارة الديموقراطيين في الرابع من /نوفمبر فان برايور ولاندريو سيكونان أخر سيناتورين ديموقراطيين عن “أقاصي الجنوب” وهي المنطقة التي تشمل تقليديا الاباما وجورجيا ولويزيانا وميسيسيبي وكارولاينا الجنوبية واركنسو.
وشهدت اركنسو زلزالا سياسيا في 2010م عندما خسرت السناتورة الديمقراطية بلانش لينكولن الانتخابات. ومنذ ذلك الجين يبدو وكان لا شيء يمكن أن يقف بوجه الجرف الأحمر لون الجمهوريين.
وكما في سائر ولايات الجنوب يفتقد الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الشعبية إذ تقتصر نسبة مؤيديه على 30% (23% لدى البيض) بحسب استطلاع أجراه معهد بابليك بوليسي.
وتصطدم إصلاحاته للنظام الصحي وخطاباته حول الهجرة والبيئة بالمحافظين المحليين. وتقوم إستراتيجية المرشحين الجمهوريين في الكونغرس على استخدام الانتخابات التشريعية بمثابة استفتاء ضد اوباما.
ويقول تايرون هاموند (65 عاما) وهو عسكري اسود متقاعد أن “كل دعايات الجمهوريين تتحدث أكثر عن مقاومة اوباما منهما عما يريدون القيام به من اجل الولاية”. وهو يرى أن العنصرية تلعب دورا كبيرا في انتقال البيض لتاييد الجمهوريين.
وفي العام 1964م كان هناك 115 نائبا ديمقراطيا من أصل 128 في مجلس الولاية بينما تضاءل هذا العدد إلى 25 من أصل 160 إذ انتقل عدد كبير من النواب إلى الحزب الجمهوري.
وتصر سو واغنون التي عينها بيل كلينتون في إحدى اللجان عندما كان حاكما للولاية في 1984 على أن الرئيس السابق لن يتمكن من إقناعهم بالتصويت لمارك برايور المنتهية ولايته والذي تتهمه وانغون بأنه قريب جدا من اوباما.
وقالت على هامش اجتماع للمرشح الجمهوري توم كوتون في وارن “أريد القيام بما هو الواجب من اجل بلادي”.
وعلقت امرأة أخرى “العديد من سكان الأرياف في اركنسو سيصوتون للجمهوريين هذه المرة”.
وشرح رجل آخر يدعى ستيرلنغ مورتون وهو يملك كاراج ميكانيك في كونواي أن الحزب الديمقراطي هو من تخلى عن الجنوب وليس العكس.
واعتبر مورتون أن العقيدة الديمقراطية القومية كما تمثلها الإدارة الحالية في واشنطن لا تتوافق مع قيم الناخبين في اركنسو الذين يعارضون بغالبيتهم أو باما والإجهاض والدولة المهيمنة ويؤيدون في المقابل حمل السلاح.

قد يعجبك ايضا