تشهد مدينة عين العرب السورية قرب الحدود التركية, معارك طاحنة بين الأكراد ومسلحي تنظيم داعش الذين باتوا على وشك الاستيلاء على هذه المدينة من أيادي المقاتلين الأكراد, حيث تحولت المعارك هناك إلى حرب شوارع شرسة أجبرت المئات من الأسر على النزوح من مدينة عين العرب هربا من جحيم المعارك التي لم تفرق بين المدنيين والمسلحين, وذلك بالرغم من الضربات الجوية لدول التحالف الدولي التي لم تفلح في صد زحف مسلحي داعش على عين العرب (كوباني).
وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن مدينة عين العرب الكردية السورية على وشك السقوط بأيدي تنظيم داعش, مشددا على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين.
وقال أمس أمام لاجئين سوريين في مخيم غازي عنتاب جنوب تركيا : إن إلقاء القنابل من الجو لن يوقف الرعب ما لم نتعاون لشن عملية برية مع الذين يخوضون المعركة على الأرض وقد مرت شهور من دون تحقيق أي نتيجة.
وقد قامت طائرات تابعة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة صباح أمس بشن غارات جديدة على مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في جنوب غرب مدينة عين العرب السورية (كوباني بالكردية) المحاذية لتركيا بحسب شهود على الحدود التركية.
وشوهد على الفور عمودان من الدخان الكثيف يتصاعدان من الموقعين المستهدفين في المدينة الكردية.
وتواصلت المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية وقد امتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة غداة سيطرة الجهاديين على ثلاثة أحياء في شرقها إثر أيام من القصف المركز.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان واحد الناشطين من المدينة بأن التحالف شن غارات خلال الليل على الجانب الشرقي من عين العرب وعلى أطرافها الجنوبية الغربية سعيا لوقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان علم كردي لا يزال مرفوعا صباح أمس فوق سطح مبنى في وسط المدينة.
وذكر مسؤول محلي في مدينة سروج اقرب المدن التركية الى كوباني أن حوالي 700 شخص عبروا الحدود للجوء الى تركيا خلال الليل وبينهم مدنيين ومقاتلين من وحدات حماية الشعب اكبر ميليشيا كردية سورية.
وكان مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية قد رفعوا راياتهم على مبنى على أطراف المدينة وأجبروا المزيد من الآلاف من سكان كوباني ومعظمهم من الاكراد على الفرار للنجاة بحياتهم عبر الحدود إلى تركيا.
وبحسب قائد القوات الكردية التي تدافع عن البلدة في ساعة متأخرة فإن قوات الدولة الإسلامية على بعد 300 متر داخل المنطقة الشرقية في كوباني وانهم يقصفون الأحياء الباقية.
وتسعى الدولة الإسلامية للسيطرة على كوباني لتعزيز اجتياحها المباغت لشمال العراق وسوريا وتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية والذي أحدث صدمة في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
وأخفقت الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أميركية ومن قوات التحالف في وقف تقدم الإسلاميين الذين حاصروا المدينة من ثلاثة جوانب وقصفوها بالمدفعية الثقيلة.
وعبر السكان المذعورون الذين أجبروا على الفرار من كوباني نتيجة للقتال الأخير الحدود إلى تركيا عن طريق معبر يومورتاليك وهرعت سيارات إسعاف ذهابا وإيابا بين البلدة السورية وتركيا.
وذكر أحد الهاربين وهو يلوذ بالفرار في المدينة: “يمكننا سماع صوت الاشتباكات في الشارع.”
وأضاف: “يجري إجلاء أكثر من 2000 شخص بينهم نساء وأطفال. الشرطة التركية تفحص حقائبنا الآن.”
وأمكن رؤية الراية السوداء للدولة الإسلامية عبر الحدود التركية أعلى مبنى مؤلف من أربعة طوابق على مقربة من موقع شهد أعنف الاشتباكات في الأيام الماضية.
وأمطرت الدولة الإسلامية الأحياء السكنية في كوباني بقذائف المورتر كما أصابت قذائف الأراضي التركية عن طريق الخطأ في الأيام الأخيرة وتسببت في إصابة أشخاص وتدمير منازل.
وخاضت داعش معارك شرسة في مطلع الأسبوع من أجل السيطرة على مستانور وهو تل استراتيجي يطل على كوباني. وتمكن مقاتلو داعش من السيطرة على هوائيات إذاعة عند القمة لكن لم يتسن التأكد من مصادر مستقلة.
ودعا حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا الى مظاهرات في شوارع تركيا للاحتجاج على هجوم مقاتلي الدولة الإسلامية على كوباني حيث الموقف “بالغ الخطورة”.
Prev Post