
تحتفل المدن الإسلامية بعيد الأضحى الخامس والثلاثين بعد الأربعمائة وألف وقد اكتست بأبهى حلة غير أن مدينة تعز العاصمة الثقافية لليمن لم تتمكن هذا العام من الاحتفال بهذه المناسبة مع أبنائها بذات الطريقة والأجواء التي اعتادوا عليها في الأعوام السابقة, رغم أن معظم المواطنين في المدينة استعدوا للعيد أتم الاستعداد بشرائهم الملابس الجديدة والمأكولات الفريدة وأشياء أخرى كثيرة .
لقد غابت مدينة تعز عن فرحة العيد العابرة بعد أن ألبسها سكانها ثوبا محاكا من القمامة بألوانها وأنواعها المختلفة, فقبيل العيد بأيام تحولت المدينة “شوارع وأرصفة وممرات وأزقة وحارات” إلى مقالب كبيرة للمخلفات التي تأتي من المنازل والمحلات التجارية والباعة المتجولين وأسواق القات والخضروات ولأن دور الجهات المعنية هنا ليس له وجود فقد أصبحت تلك الشوارع وتفرعاتها مقالب رسمية وشبه دائمة أي أنها غير قابلة لنظرية الطرق والسحب أقصد “الرفع والحرق” .
إن تراكم المخلفات في شوارع رئيسية كشارع جمال شريان المدينة و26سبتمبر والتحرير الأسفل وباب الكبير وباب موسى عمل إلى حد كبير على عرقلة عملية السير بعد أن اضطر المارة للسير في الشوارع التي هي أصلا مخصصة لمرور المركبات وقد سبب ذلك ازدحاما منقطع النظير في المدينة حتى أن المركبة تحتاج إلى ساعات عديدة للمرور في بعض الشوارع هذا فضلا عما تسببه القمامة من أمراض كثيرة جدا بعضها قاتلة خصوصا للأطفال .
وعلى الرغم من أن سكان المدينة أو الوافدين إليها قد تكيفوا إلى حد ما مع هذه المناظر غير أنهم لم يتنازلوا عن حقهم في الاستنكار والامتعاظ بل أن المستمع لهم سوف يرصد أكواما من اللعنات بقدر أكوام القمامة تكال بمكاييل لمن يهمهم الأمر .
إن استمرار تلك المناظر المزرية للمدينة يجعل عشاق المحافظة من خارجها وداخلها وزوارها في العيد على موعد مع مناظر تسوء عيونهم وروائح تزكم أنوفهم لاسيما وأن المسئولين في المحافظة لم يتحرك لهم جفن أو غير مستعدين لتحريكه أصلا ولعل الصور المرفقة هنا أكثر فصاحة وتعبيرا من القلم.