الضريح الذي يقذف بالعملات الفضية ويحمي الحقول

الشيخ عبدالصمد العسقلاني أحد مشايخ العلم والصوفية والرجل الصالح الذي كرس حياته لخدمة قضايا الناس والعمل الخيري فاوقف عشرات الأراضي لوجه الله وبنى الكثير من المساجد وحفر العديد من الآبار التي ما تزال إلى الآن شاهدة على أعماله الخيرية.
الضريح المبارك
وووو إلى أن عبدالصمد العسقلاني عاصر الدولة الرسولية حيث جاء من المغرب واستقر به المقام بمديرية جبل حبشي بتعز تحول بعد رحيله وانتشار الجهل أوساط الناس التي كرسه الأئمة قبل ثورة 26 سبتمبر المجيدة إلى أسطورة تاريخية دارت حول ضريحه العديد من الخرافات والقصص الخالية حتى اعتقد الناس بقدراته على دفع الضر عنهم وفتح أبواب الخير حتى وهو ميت وفي جوار ربه فصار يدعون باسمه عند النوائب ويقدمون القرابين له لتسهيل أمورهم والنذور إذا أعانهم على قضاء حوائجهم يحكي أحد كبار السن أنه رأى أناس اشتكوا الفقر والعوز وكانوا في أمس الحاجة إلى الماء عندما تقطعت بهم السبل ذهبوا إلى ضريح الشيخ الصالح وشكوا ما يعونوه من ضيق الحال.
يروى المسن أنه شاهد ريالات الفضية الفرنسي تخرج من الضريح وكأنها سبكت في تلك اللحظة فينتظرها الفقير حتى تبرد ثم يأخذها ويفرج بها عسرته.
في زمن الإمامة صار الضريح عيادة وصيدلية يجد الناس فيها الدواء لكل الأمراض الجسدية والنفسية فمن يلوذ إلى بابه يجد مبتغاه وقل عقده.
صيدلية علاج
تقول الحاجة نعمه أن المرأة التي لم تكن تنجب الأطفال تذهب إلى جوار ضريحه وتأكل من التراب الذي وضع بجانب قبره وتشكو له حاجتها للأطفال ثم تنذر إن حملت ستقدم له نذر ما وتسميه.. مضيفة أن كثير من تلك النساء لم يمر على زيارتهن للضريح سوى أشهر قليلة وبدأن يشعرن بالحياة تدب في أرحامهن ورزقن بالأطفال.
تؤكد الحاجة نعمة التي ما تزال إلى الآن مقتنعة بقدرات الشيخ المتوفي وبتراب ضريحه أن تراب الضريح لم يكن علاج للعقم فقط وإنما لكل مرض وأن التقرب للولي الصالح يرفع كل ضر ومكروه لكنها ترى أن تشكيك الناس في الكرامات التي وهبها الله للشيخ في الوقت الحاضر وعدم إيمانهم بقدراته جعلته يغضب منهم ولا يوووو لهم أو يساندهم ضيقهم.
كرامات خارقه
الحاج نصر محمد وهو يحكي عن كرامات الشيخ عبدالصمد قال: في أحد أيام الجماعي والجماعي مناسبة سنوية وأيام كان الناس يجتمعون فيها من كل مديريات محافظة تعز ومحافظات أخرى يقيمون فيها الموالد للشيخ الجليل وتخصص كل يوم لأبناء منطقة نسى رحل بيته مفتوحة ولم يتذكر إلا وهو في مقام الولي وعندما شعر بالخوف من أن يسرق أحد منزله لم يرجع ويترك المولد لكنه دعا الولي وناشدة أن يحرس بيته وقال: “أمانتك البيت”.
ويستطرد الحاج منصر أن أحد اللصوص عندما رأى باب البيت مفتوحا قرر أن يدخل لسرقة محتويات البيت وما أن ولج الباب حتى تسمرت قدماه وتصلب في مكانه وبقى على هذه الحالة طوال الليل حتى طلع الفجر وعاد الرجل إلى بيته ووجد اللص غير قادراٍ على الحراك فاعترف له بجريمته وعندما عفا الرجل عنه تحرك وغادر المنزل.
يقول الحاج نصر ان هناك العديد من الحكايات المشابهة التي حدثت مع أناس احسوا بتعب وهم يحرسون مزارعهم وحقولهم وعادوا إلى منازلهم وتركوا حقولهم أمانة في عنق الولي الصالح وعندما جاء لصوص ليسرقوها قيدوا عن الحركة وتسمروا في أماكنهم حتى جاء أصحاب الحقوق والمزارع.
الجهل الذي نشرته الأئمة بين الناس طوال فترة حكمها كان بيئة خصبة لانتشار الخرافة والشعوذات والدجل والإيمان بها كمعتقدات في قلوب البسطاء لا يمكن التشكيك بها أو الجدال حولها ومع إيمان الناس بان الرجل الصالح قد مات وانتقل إلى جوار ربه ولم يعد بحاجة إلى هداياهم إلا أنهم استمروا في تقديم العطايا والنذور من سمن وشموع وبخور وحتى الذبائح تقرباٍ إليه وتوسلاٍ به.

ضحايا الجهل
محمد علي الطفل الذي ولد نهاية فترة الحكم الأئمة لكنه أحد ضحايا موروث الجهل الذي رزح اليمن تحته طويلا حتى بعد الثورة عليهم بسنوات فعندما بدأ الطفل محمد علي خطواته الأولى أصيب بمرض طرحه أرضا ولم يعد قادر على السير وسرعان ما قامت أسرته والمجتمع المحاصر بقيود الجهل والخرافة بتفسير مرضه على أنه خرج مع أمة ذات يوم بالتزامن مع وجود جن في الطريق فأخذة الجن وأبدلوه بشبح شبيه له فقطعوا بذلك الطريق أمام أي فرصة لعلاجه ولم يكن أمام أسرته سوى التوجه إلى ضريح الشيخ عبدالصمد العسقلاني والتوسل إليه لاستعادة ابنهم الذي أخذته الجن عمدا وقدموا النذور وداوموا على استخدام التراب المبارك الذي يضعه أحفاده جوار قبره وأخذوا يدلكون جسده الذي يذوي يوما بعد آخر ببصاق أحفاده الشيخ وتمر الأيام وأبواه ينتظران عودة ابنهما الحقيق المختطف إليهما وان تقبل توسلاتهما للشيخ وان يفرض سلطة على الجن ويعدوان أنبهما لكن الأيام توالت والطفل لم يعود.
الجهل وحدة هو من جعل هذه الأسرة ومثلها الكثير من الأسر تضمن عيوتها عن حقائق الواقع وتجري وراء خرافات وأساطير أمنت بها وحولتها إلى مسلمات لا تقبل النقاش .
وهاهو الطفل محمد صار رجلاٍ كبيراٍ حاملاٍ العجز الذي خلفه الجهل داخل المجتمع وعجزة عن الحركة والنطف والحياة كأقرانه الآخرين.

قد يعجبك ايضا