المحبة والألفة


الإسلام دين المحبة والألفة دعا أبناءه إلى المحبة والصفاء حتى يكونوا أهلا لحمل رسالة الله في الحياة وهذا هو الأساس الأول الذي يقوم عليه بناء المجتمع في رسالة الإسلام وفكرة الإسلام أول ما يقوم على أساس تقارب الأفراد وتصادق النفوس وتعارف الأرواح وتعاطف القلوب وتناصر الطبقات ومحبة الناس بعضهم لبعض ومعرفة كل فرد أن يكون مع أخيه لبنة في بناء المجتمع فيصادقه ويحبه ويعيش معه عيشة الحب والإخاء والصفاء وبحب المسلم لأخيه ما يحب لنفسه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يحقره ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن خرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة والمتحابون في كنف الله وحمايته يقول تعالى في الحديث: “قد وجبت محبتي للمتحابين في والمتباذلين في والمتزاورين في” وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من عباد الله ناسا ماهم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانتهم من الله قالوا يا رسول الله فأخبرنا من هم¿ قال: هم قوم تحابوا في الله وبنور الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس فالإسلام يدعو إلى المحبة والتعاون والتعارف حتى يكون المجتمع لحمة واحدة وقوة واحدة فلا تفرق بين أبناءه الضغائن ولا الأحقاد ولا العصبيات والمسلم مطالب بأن يحسن الظن بأخيه المسلم حتى يحافظ على المودة والمحبة بينه وبين أخيه المسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذ له ولا يحقره بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ألا لا يبيع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث.
فما أحوج المسلمين اليوم إلى التعاون على البر والتقوى والمحبة والألفة فيما بينهم وقد تداعت عليهم الأمم وتكالبت عليهم قوى الشر من كل جانب وأحوجهم إلى إزالة الأحقاد ودفع الفساد عن مجتمعهم ما أحوجهم إلى التعاون على تربية أولادهم ونسائهم وإصلاح بيوتهم ما أحوجهم إلى الحذر من الدعايات المضللة والأفكار الخبيثة التي يروجها بينهم أعداؤهم حتى ينشروا الفرقة والضعف والأحقاد بينهم ما أحوج المجتمعات الإسلامية اليوم إلى روح المحبة والألفة حتى يعيش المسلم وكأنه بين أهله وعشيرته ينعم بالأمن والأمان والمحبة والسلام وحتى نحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.

قد يعجبك ايضا