الإسلام وحرية التعبير

الحرية من المبادئ العظيمة التي جاء الإسلام ليعيدها إلى الناس بعد أن كان الناس قبل الإسلام يحرمون منها في كثير من المواقف والأماكن والأزمان جاء الإسلام ليعيد للإنسان حريته فلا يذل لأحد إلا لله تعالى ولا يعبد أحدا إلا الله تعالى فقضى الإسلام على العبودية في كل صورها قضى على الرق ومنع الناس من أن يجبر بعضهم بعضا على شيء لا يرغب فيه وحرر الإنسان من كل القيود التي كانت مفروضة عليه قبل الإسلام, وجعل الناس سواسية أمام الله تعالى لا تفاضل بينهم إلا بمقدار طاعتهم لله والتزامهم بأمره, قال تعالى (يا أيها الناس إöنا خلقناكم مöن ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائöل لöتعارفوا إöن أكرمكم عöند اللهö أتقاكم إöن الله علöيم خبöير) سورة الحجرات أية رقم (13).
لقد أعطى الإسلام للإنسان الحرية في كل شيء ابتداء من العقيدة إلى كل ما تتضمنه حياة الإنسان قال تعالى (وقلö الحق مöن ربöكم فمن شاء فليؤمöن ومن شاء فليكفر) سورة الكهف أية رقم (29) فإذا ما دخل الإنسان في الإسلام أصبح مخاطبا بكل تعاليم هذا الدين الحنيف ولا يجوز له أن يخرج منه مرة أخرى.
ومن الأمور التي أعطى الإسلام فيها للإنسان حرية التعبير عن رأيه وعن نفسه في أي موقف من المواقف فللإنسان أن يعبر عما بداخله ويعبر عن رضاه أو غضبه ويعبر عن موافقته أو اعتراضه لكن كل هذا ينبغي أن يكون في حدود الأدب الإسلامي الذي جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتناقشون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويتراجعون معه الحديث لكن بأدب عال بدون أن تخرج من أحدهم كلمة نابية أو لفظة خارجة فها هو سيدنا الحباب بن المنذر لما نزل الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر في مكان بعيد عن بئر بدر قال: يا رسول الله أهذا منزل أمرك الله به أم هي الحرب والمشورة قال: بل هي الحرب والمشورة قال: إذن ليس هذا بمنزل وغير النبي صلى الله عليه وسلم المكان ونزل على رأي الحباب بن المنذر لأنه قال رأيه في أدب جم وأسلوب غاية في الاحترام والأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من المواقف الأخرى التي علمنا فيها الصحابة كيف نعبر عن آرائنا وكيف نعترض إن كان هناك موقف يستحق الاعتراض عليه لكن دون أن نؤذي أحدا أو نضر أحدا أو نعطل مصالح الناس وتلك هي حدود حرية التعبير فالإنسان حر ما لم يضر هكذا علمنا الإسلام فليتنا نرجع إلى تعاليم ديننا الحنيف حتى تعود لنا كرامتنا وعزنا ومجدنا الذي ضمنه لنا الإسلام.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قد يعجبك ايضا