الثورة نت|
شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، في الفعالية التأبينية التي أقيمت بصنعاء اليوم لفقيد اليمن القاضي العلامة أحمد عبدالرزاق الرقيحي، إمام وخطيب الجامع الكبير، عضو مجلس النواب.
وفي الفعالية ألقى عضو المجلس السياسي الأعلى كلمة أشار فيها إلى أن الجميع يلتقون اليوم في ذكرى وفاة واحدًا من أعظم علماء اليمن وشخصياته الوطنية الكبيرة التي تركت أثرًا واضحًا في مجال العلم والتشريع من خلال حضوره ومشاركته في أكثر من دورة من دورات مجلس النواب، إضافة إلى علمه الغزير كخطيب لأعظم وأقدم جامع في اليمن.
وأوضح أن الفقيد الرقيحي شخصية عامة وجامعة لكل الجوانب الإنسانية والثقافية والدينية واستطاع بعلمه أن يصل إلى كل ربوع اليمن.
وتطرق الدكتور بن حبتور إلى المسؤولية الواقعة على عاتق الجميع في جمع تراث هذه الشخصية من خلال سلسلة خطاباته وكتبه وتفسيره للعديد من القضايا القانونية والفقهية التي ساهم فيها مساهمة كبيرة من خلال عضويته في مجلس النواب ليبقى إرث صنعاء تراثُا غزيرًا يصل إلى الجميع في داخل وخارج الوطن.
و قال “تراث مدينة صنعاء القديمة غنيُّ باعتبار أن صنعاء واحدة من واحات العلم التي أشير إليها في التاريخ حيث كتب عنها الهمداني وابن الوزير وعبدالرزاق الصنعاني والشوكاني وواحد من فصول هذا التاريخ العظيم في اليمن يكتبه اليوم الرقيحي”.
وأضاف “صنعاء ليست ملكًا لأهل صنعاء بل هي ملك للأمة وعلوم هؤلاء الأشخاص الذين تمت الإشارة إليهم يتم تبادل معارفهم في معظم الأقطار العربية حيث تجد كتبهم منتشرة في مصر والعراق ولبنان وسوريا وفي معارض الكتاب والمكاتب الوطنية والجامعات وغيرهما من المنابر الثقافية”.
وتابع عضو السياسي الأعلى بن حبتور “خسرنا شخصية مهمة وكبيرة من الناحية الإنسانية وسنظل نشعر دومًا بأننا أقل من هؤلاء العلماء الكبار الذين حباهم الله بسعة واسعة من الفكر والثقافة والعلوم، فهم ثروة اليمن في الحاضر والمستقبل”.
وأفاد بأن الشعب اليمن كان وسيظل شعبًا معطاءًا قدم ويقدم علماء ومفكرون ومثقفون وأدباء وشعراء متميزون .. لافتًا إلى أن صنعاء وزبيد وتريم في حضرموت كانت مراكز علم على مستوى العالم العربي، ينبغي الحفاظ على استمرار على هذا الإرث والتراث والفكر والثروة.
وبين الدكتور بن حبتور، أن عظمة اليمن في الإنسان اليمني وعلمائه وإرثه وتاريخه، حيث كان يقصد الكثير من علماء الأمة صنعاء لتلقي العلم على أيدي علمائها أو للتأكد من صحة هذا الحديث أو ذاك
ولفت إلى أن العلماء لا يموتون بل يظلون أحياء في العقول والذاكرة والمشاريع وفي كتب التاريخ .. معبرًا عن أحر التعازي للجميع بفقدان هذه الشخصية الوطنية.
واختتم عضو السياسي الأعلى كلمته بالقول “أُعزي باسمي والمجلس السياسي الأعلى وكل مسؤولي الدولة الجميع بفقدان هذه الشخصية الوطنية العظيمة التي سيفتقدها اليمن لأنه في أمس الحاجة للعلماء الأجلاء”.
بدوره أكد رئيس مجلس النواب الأخ يحيى علي الراعي، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب رئيس المجلس عبدالرحمن الجماعي، أن المجلس خسر برحيل القاضي الرقيحي علمًا من علمائه المعروفين بالوسطية والاعتدال.
وأشار إلى أن عضو مجلس النواب وخطيب الجامع الكبير بصنعاء القاضي الرقيحي، رحل بعد حياة حافلة بالعطاء في خدمة الوطن والعلم والمجتمع والإرشاد الديني، ومثل خسارة لمجلس النواب واليمن والأمة بصورة عامة.
وقال “القاضي الرقيحي كان مثالًا للوطنية والقدوة الحسنة في النزاهة والزهد عن الدنيا، عرفته خطيبًا للجامع الكبير بصنعاء وعضوًا في مجلس النواب لثلاث فترات برلمانية متتالية منذ 1993 حتى 2003م، وعضو لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية في المجلس وعضو لجنة القدس”.
وأشاد الأخ يحيى علي الراعي، بإسهامات الفقيد في مجلس النواب وفي مجال القضاء وتعليم الأجيال العلوم الشرعية الصحيحة وترسيخ الهوية الإيمانية للشعب اليمني، وعُرف بمواقفه الرافضة للعدوان الأمريكي، السعودي، والإماراتي.
ونوه بدور الفقيد في الأعمال الخيرية وإنشاء العديد من الجمعيات الخيرية ومشاركته في الإصلاح بين الناس، مبينًا أن الفقيد كان حافظًا للقرآن الكريم وعالمًا فاضلًا ملمًا بالمبادئ والقيم والأعراف اليمنية والعربية الأصيلة ومرجعًا في التشريع والقضاء.
كما أكد رئيس مجلس النواب، أن الفقيد القاضي الرقيحي تميز بمناقب متفردة ومنها إسهاماته التشريعية في سن القوانين خلال عمله في مجلس النواب كعضو في لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية وكذا دوره في التوعية والإرشاد على منبر الجامع الكبير، مشيدًا بمواقف الوطنية الراسخة والحفاظ على التراث اليمني الإسلامي والمخطوطات.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين، ووزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من القضاة والعلماء، أشار رئيس هيئة رفع المظالم بمكتب رئاسة الجمهورية القاضي عصام السماوي، أن الفقيد القاضي الرقيحي ما فتئ ولا فتر عن قيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أدى الأمانة التي تحملها بحفظ القرآن الكريم وتلقينه علوم الدين في ريعان شبابه.
وأكد أن العلامة الرقيحي، كان متواضعاً ومتفانياً لأداء واجبه الاجتماعي فاختاره الناس ممثلاً لهم في مجلس النواب لأكثر من مرة.
وقال القاضي العلامة السماوي “إننا نتذكر فقيدنا اليوم لتكون ذكراه سيرة حسنة انطلاقًأ من قوله تعالى “ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون”.
فيما أشاد نائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأمانة العاصمة محمد صلاح والدكتور محمد ناصر حُميد ورفيق الفقيد أحمد أبو حورية، ووكيل وزارة الثقافة الأسبق الدكتور مجاهد اليتيم، بمسيرة حياة الفقيد القاضي العلامة أحمد الرقيحي النقية التي يستنير الجميع من مآثرها العظيمة والطبية والتي ستبقى خالدة في القلوب.
وذكروا أن الفقيد كان منارة في العلم والحكمة، عاش زاهداً في الدنيا، غنياً بعلمه وأخلاقه، وقريباً من الناس، وكان مصلحاً وناصحاً وراسخاً في دينه، ومتفانياً في خدمة وطنه ومجتمعه وأمته، لافتين إلى ما تركه الفقيد لدى عامة الناس من ذكرى طيبة ستظل خالدة في الوجدان.
وبين المتحدثون أن الناس عرفوا الفقيد الرقيحي إماماً وخطيباً للجامع الكبير بصنعاء، وسنداً للضعفاء والمحتاجين، وصوتاً للحق في كل المحافل، وناصحاً أميناً.
وكان نجل الفقيد القاضي أكرم الرقيحي، أشار إلى دور والده القاضي العلامة أحمد الرقيحي وجهوده في أداء رسالة الأبوة وقام بها خير القيام مشفقاً رحيماً ومربياً فاضلاً وراعياً وموجهًا، أحاط بأولاده بعطفه ورباهم على البر والصلاح، متابعاً ومهتماً بالجلوس مع المشايخ وحلقات العلم في الجامع الكبير بصنعاء وغيره من أماكن طلب العلم.
وأفاد بأن والده أرشد الناس والعامة من خلال خطبه في الجمع والأعياد وكان لها الأثر في القلوب والعقول، وكان الناس يتسابقون إلى الجامع الكبير بصنعاء لسماعها، مؤكدًا المضي على سيرة والده وإنتهاج نهجه.
تخللت فعالية التأبين قصيدتان للقاضي محمد الشرعي والشاعر نجيب الطيار، وأنشودة لأعضاء جمعية المنشدين اليمنيين.