هيئة الزكاة ومشاريع التمكين الاقتصادي

عبدالفتاح علي البنوس

 

مشاريع التمكين الاقتصادية والمهنية التي تتبناها الهيئة العامة للزكاة والتي تستهدف الأسر الأشد فقرا، بهدف تدريبهم وتأهيلهم وإكسابهم المهارات والقدرات التي تمكنهم من الحصول على مشاريع صغيرة، تسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية والقضاء على البطالة والحد من الفقر، وتحويل هذه الأسر إلى أسر منتجة وفاعلة في أوساط المجتمع، من الثمار والمكاسب الطيبة، ذات الأثر الكبير لهذه الهيئة التي حملت على عاتقها منذ تأسيسها إحياء هذا الركن الثالث من أركان الإسلام، من خلال صرف الزكاة في مصارفها الشرعية، وإسهامها البارز في مد يد العون للفقراء والمساكين والمحتاجين والغارمين وغيرها من أوجه الصرف التي نصت عليها آية الزكاة .

وهي نعمة كبيرة أن يتم استيعاب آلاف الشباب من ذوي الفاقة والحاجة والعمل على تمكينهم اقتصاديا ومهنيا من خلال برنامج تدريبي وتأهيلي عملي ونظري بهدف إعدادهم لمرحلة التخصص والتي يتم خلالها تزويد الدارسين بالمهارات والمعارف التي تعزز من قدراتهم المهنية في تلكم التخصصات التي يتطلبها سوق العمل، ومن ثم تمكينهم من الحصول على الحقائب المهنية التخصصية التي تعد بمثابة الخطوة الأولى على طريق بناء الشخصية الاقتصادية ذات الطابع المهني الإنتاجي التي من شأنها الحصول على الفرصة لإثبات الذات، ومغادرة مربع الفقر والعوز والحاجة .

هذه الحقائب المهنية من شأنها تغيير واقع هؤلاء الشباب وأسرهم، حيث يتطلب الأمر التحلي بروح العزيمة والإرادة القوية والرغبة الصادقة في الاستفادة منها، وتطويرها في المستقبل، من أجل تحقيق الغايات والأهداف التي حرصت هيئة الزكاة على تحقيقها من خلال تبنيها لمشاريع التمكين الاقتصادي تنفيذا لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية الحكيمة، والتي تأتي في مقدمتها محاربة الفقر والحد من البطالة، ودعم الشباب والأخذ بأيديهم وتشجيعهم على العمل والإنتاج من أجل رفع مستويات الناتج المحلي، والمضي قدما نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يعد من الأهداف الرئيسية التي تضمنها مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية المدنية الحديثة.

بالأمس احتفلت هيئة الزكاة بتوزيع الحقائب المهنية لمشاريع التمكين الاقتصادي والمهني بمحافظة ذمار لعدد 430 مستفيدا ومستفيدة في مجالات تركيب وصيانة الطاقة الشمسية، والتمديدات الصحية، والتمديدات الكهربائية، والخياطة النسوية، والديكورات الداخلية، وصيانة الأجهزة المنزلية، وصيانة الآلات الكهربائية، وصيانة السيارات الحديثة، وصيانة الموبايل، وكهرباء سيارات ولحام وتشكيل المعادن، وميكانيك سيارات، وقبلها احتفلت الهيئة بتوزيع مدخلات الإنتاج والتسويق السمكي لمشروع التمكين الاقتصادي السمكي لعدد 480 أسرة من أسر الصيادين الفقراء بمحافظة الحديدة، اشتملت الحقائب على قوارب صيد ومحركات ومستلزمات صيد، وهناك مشاريع تمكين قادمة في بقية المحافظات وذلك في إطار تدخلات الهيئة العامة للزكاة لتحسين الأوضاع المعيشية لشريحة واسعة من الصيادين من ذوي الفاقة والعوز، وهي خطوة رائدة ومثمرة تشكر عليها الهيئة .

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن هذه المشاريع ذات المردود الاقتصادي والمهني تعد ثمرة من ثمار أموال المزكين الذين كان لتفاعلهم الإيجابي مع الهيئة ومسارعتهم لأداء الزكاة المفروضة عليهم، أبلغ الأثر في تحقيق هذا النجاح والوصول إلى هذه النوعية من المشاريع المستدامة الملموسة الأثر، وهنا أحث الإخوة في هيئة الزكاة ومكاتبها في المحافظات والمديريات على متابعة المستفيدين من مشاريع التمكين، بهدف تقييم تجربتهم، ودعمهم وإسنادهم لمواصلة مسيرتهم العملية والمهنية، وأحث المستفيدين على اغتنام هذه الفرصة والاستفادة من هذه الحقائب المهنية في تكوين شخصياتهم الاقتصادية والمهنية، وأن يكونوا عند حسن ظن القيادة والهيئة والمجتمع بهم، ونتطلع إلى اللحظة الفارقة التي نشاهد فيها هذه النماذج وقد تحولت إلى أرباب للمهن وباتت تشكل رافدا من روافد الاقتصاد الوطني بعون من الله وتوفيقه .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا